| فنون مسرحية
سعدنا بما قامت به إمارة دبي في مهرجانها حين قامت بعرض مسرحية عن المتنبي، ووجه السرور والسعادة هو ان هذه المهرجانات والتجمعات لم تقتصر على التسوق واقامة حفلات غنائية وعروض للسيرك ورقصات، إضافة إلى ذلك أهمية المسرحية من حيث صاحبها ومضمونها.
فالإعداد لهذه المسرحية استمر قرابة خمسة أشهر وكانت من كتابة الكاتب منصور الرحباني ومن اخراج مسرحي لمروان منصور الرحباني ومن إنتاج شركة دبي، وقد عملت المسرحية في الهواء الطلق واستمر عرضها قرابة ساعتين ونصف الساعة. العمل كلف الكثير وبذلت عليه جهود ضخمة والمحصلة كانت وجبة دسمة عالقة في ذهن الحضور.
لعل أهم ما يميز هذا العمل هو ابتعاده عن الخطأ الذي يقع فيه كل من اراد ان يعمل عملا تاريخيا سواء أكان مسرحيا او تلفازيا او فيلما، وهو ان صح التعبير «اللاإنسانية» فأكثر الأعمال التاريخية الموجودة يكون صاحب العمل ذلك الشخص الشجاع الكريم القوي الذي لا يضعف ولا يبكي الذي ما ان ينطق حتى يقول الحكم.... الخ، من الصفات التي تعطى لهؤلاء وهم في حقيقة الأمر يخطئون على هذه الشخصيات بأفعالهم هذه، لكن المتنبي هنا وجدنا إنسانا تراه رقيقاً وقوياً وتارة تراه ضعيفاً ومرة يضحك ومرات يبكي فهم «أنسنوا» المتنبي ولم يعظموه وكانت هذه أهم ميزات هذا العمل وقد وجد في هذه المسرحية لغتان الأولى لغة المحاكاة والتخاطب وهي التي كانت في مراحل حياة المتنبي في حلب ومصر والعراق، والثانية اللغة الفصحى، وهي لغة الشعر، مما أدى إلى وجود عدم الكلفة في النص المسرحي.
المسرحية كانت بحق نقلة ابداعية في مجال كتابة النصوص المسرحية التاريخية.
نهاية أتمنى ألا يطول وقت نزول هذه المسرحية تلفازياً حتى يرى العرب المتنبي.
عبدالعزيز بن محمد القرعاوي
عنيزة
|
|
|
|
|