|
| الثقافية
أعجب والله من هذا الحضور والاهتمام بأي امسية نسائية قصصية كانت ام شعرية فهي امسية شديدة الحساسية.. متوهجة الأجواء.. مشحونة بالآراء العاطفية، والعقلية حتى ان وقتها غالباً مايستنفد.. ويؤخذ وقت آخر.. وتطول الآراء.. حتى تصبح حاشدة.. وصاخبة «احياناً» الا انها تنتهي ولله الحمد بالنجاح ونعود جميعنا «نحن وهن» كل إلى مكانه سالماً غانماً هذا العود..
ولمقدمتي هذه اسباب جعلتني اشير بها الى «امسية القاصات» بوجه عام.. لأقف عند امسية جمعية الثقافة والفنون بالرياض.. للقاصات هيام المفلح، فردوس ابو القاسم، فاطمة الرومي اميرة الزهراني.. في سياق نشاطات نادي القصة السعودية «الثلاثائي» الذي يديره الاستاذ القاص خالد اليوسف بشكل معتاد..
ومع سعادتي تلك الليلة «الثلاثاء 2/1/1422ه» بحضور خيرة النقاد في مجال القصة وهو الدكتور عبدالعزيز السبيل وحضور كتاب القصة ونقادها وحضور الامسية شعراء وغيرهم.. كانت الامسية حافلة بالحوار والمداخلات بعد قراءة النصوص.. الا ان هناك نصاً أثار الجدل.. ولم ينته حتى لحظة كتابة «لافتة» هو نص «بطاقة دعوة» للقاصة فردوس ابو القاسم الذي بعثت به من جملة نصوص الى الملتقى، فكانت الآراء حوله شديدة النبرة، وحادة في التقييم.. مما اثار القاصة فردوس ولرغبة من محدثكم التنويه بصفتي واحداً من رواد «ملتقى السرد» اقول ان الملتقى هو في الاساس ورشة عمل تقدم فيها الاعمال على طاولة البحث ولايحق لاحد ان يأخذ على الملتقى انه يقدم نصوصاً رديئة.. وعلى الكاتب والكاتبة ان اراد ان يتداخل مع هذا الملتقى ان يقدم نصاً محدداً ويتحمل عن وعي وثقة مايترتب عليه من نقد حاد او رؤية جادة تبين اوجه القصور.. او نقاط الضعف والقوة فيه..
الأديب الاستاذ ناصر الحزيمي اخرج وثيقة ضد «النص» تؤرخ كتابته قبل «ستة اعوام» بجريدة الندوة.. وجاء رأي الحزيمي بالنص والكاتبة مقتضباً ومحايداً لايعرف اهو مؤيد ام معارض؟! ثم انني اعتز مع الحضور بمداخلة الدكتور السبيل.. واتمنى ان يطبق اقتراحه بان يستبعد الاسم من اي نص يقدم لهذه الورشة..
نص فردوس «بطاقة دعوة» مع نصوص اخرى وصل الملتقى قبل اشهر منها ولم نمتلك دليلاً واضحاً يؤكد لنا ان النص قديم جداً.. وليتنا نعمل برأي الدكتور السبيل ان يستبعد الاسم من اي نص يقدم للملتقى لعلنا نحصل على آراء مجردة.. تخدم النص وتسهم في انجاح الملتقى وفعالياته.. النصوص الاخرى في المجموعة طالها شيء من النقد، وحضيت بالمداخلات، وسجلت الامسية حضورها.. فلا يخلو اي عمل من نقص.. او اي رأي من قصور فالكمال للخالق وحده.. ولنا ان نتفاءل، ونقدم مابوسعنا.. لعلنا في انصاف هذه الليالي نعثر على جماليات نص، وتجليات مبدع يصوغ لنا من الق الكلمات رؤية تحمي ارواحنا من غبار هذا الزمان.. فالقصة تعيش حالة من الجمود، والتراجع في حضورها لدى القارئ شأنها شأن الثقافة والادب في هذه الايام.. الملتقى «الثلاثائي» لنادي القصة اثبت حضوره رغم المعوقات والعقبات، والتجاهل من بعض اهل القصة... فالنادي سيظل مشرعاً ابوابه وتحاول ورشته الاسبوعية بين حين وآخر ان توقض غافلاً وتقرب محايداً.. كما يقول القاص الاستاذ عبدالعزيز الصقعبي ولنا ان نتواصل جميعاً من اجل الابداع والذائقة ومن اجل منبر يسمى ملتقى السرد.. بنادي القصة السعودية ودام الرأي الحر وان اختلف..
|
|
|
|
|
