| العالم اليوم
* غزة أ.ف.ب مكة المكرمة الجزيرة:
هم تجار ورجال شرطة وصيادو سمك او عاطلون عن العمل في قطاع غزة، وليسوا مقاتلين بكل معنى الكلمة، ونادرا ما كانوا رماة حجارة. لكن بعدستة اشهر على اندلاع الانتفاضة، وعلى رغم سقوط القتلى والتصعيد العسكري، فإنهم لا يريدون التوقف في منتصف الطريق، ولا يخفون في الوقت نفسه شكوكهم في قياداتهم.
وفي لقاءات عرضية، تحدث كل واحد منهم لوكالة فرانس برس، بتعابيره الخاصة ومشاعره، عن الانتفاضة الثانية. ولم يعرب اي منهم عن قرفه او استسلامه للأمرالواقع.
فالبعض، كمحمد (31 عاماً) صاحب مختبر للتصوير في غزة، يخالجهم الحنين الى الانتفاضة الاولى (1987 1993). ويتذكر تلك الفترة بقوله: «إن الانتفاضة كانت شعبية وتخللتها مواجهات. الجنود كانوا في قلب المدينة. اما اليوم، فكيف نواجه المروحيات والدبابات؟. ونتخوف من إلحاق مزيد من الخسائر والتدمير بنا، لكن اسرائيل لن تنجو أيضا من مثل هذه الخسائر والتدمير».
فالرفض الاسرائيلي العنيف لاتفاقات اوسلو في 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني، اعاد اللحمة الى صفوف الشعب حتى لو لم يكن في الخطوط الأمامية واحتكاكه المباشربالجنود الاسرائيليين بات اقل.
سائق سيارة الأجرة، غسان (50 عاماً) قال إن الانتفاضة الاولى لم توهن عزائمنا. وبغضب اعلن محمود (32 عاماً) الحرفي العاطل عن العمل ويجد صعوبة في شراء حليب لطفله: «اقبل بأن اتضور جوعا ولا اقبل ان تتوقف الانتفاضة. ولانستطيع ان ننسى شهداءنا ال400 وجرحانا ال21 ألفاً».
وقال مدرس للغة الفرنسية ان اتفاقات اوسلو «ملأتني بالأمل. لكن جميع احلامي قد تبخرت في الانتفاضة الثانية. وتأكدت من ان السلام مع اسرائيل امر مستحيل».
ومع لوائح القتلى التي تطول والآلام المستمرة، تخرج الكلمات قاسية ضد اسرائيل.
فالتاجر نبيل (45 عاماً) قال: «يجب ألا تذهب آلامنا هباء. ومن الضروري ان يسقط من الاسرائيليين قتلى بعدد قتلانا. لا حدود خلال الحرب. إنها غالبا ما تكون قذرة».
وانا مقتنع بان تصعيد العنف يسرع المفاوضات، أي التوصل الى حلول. وبحدة قال «عادل» صياد السمك في مخيم الشاطىء للاجئين الذي يعيش على البطاقات الغذائية من الاونروا، لأن الاسرائيليين وضعوا شروطاً قاسية حتى على مهنة الصيد: «يجب وقف عملية السلام واستخدام جميع الوسائل لطرد الاسرائيليين: انتحاريون وقنابل واطلاق نار على المستوطنين».
ولأنهم لا يخشون خسارة شيء، يواصل هؤلاء الفلسطينيون معركتهم ويطال قياداتهم بمزيد من الدعم.
وقال ناصر (37عاماً) العاطل عن العمل: «أريد قيادة تخصص وقتها ومالها وجهدها للشعب الفلسطيني».
ولا يخفي رجال الشرطة الذين كانوا هدف عمليات القصف الاخيرة معاناتهم اليومية.
وتساءل شرطي في الثامنة والعشرين من عمره: «ثمة ازمة ثقة كبيرة على رأس القيادة الفلسطينية. أشعر بأن قادتي تخلوا عني وخانوني. أين كرامتهم عندما يتفاوضون سراً مع اسرائيل؟!.
واضاف: «اتقاضى 1300 شيكل (320 دولاراً) في الشهر. ويقتطعون منها 15 شيكلا للتضامن مع العاطلين عن العمل والشهداء. لكني اعرف ان هؤلاء لا يتسلمون شيئا.اين يذهب المال؟. الله اعلم».
وحذر الطبيب الشاب «غسان» من وقف الانتفاضة اليوم لأن وقفها سيكون خطوة تعاون مع العدو ونصبح عبيداً. وقال «محمود»: «ان رجال السلطة الفلسطينية هم وحدهم ربما الذين يتمنون وقف الانتفاضة للحفاظ على مناصبهم في الحكم».
من جهة اخرى دانت الأمانة العامة لرابطة العالم الاسلامي السياسة الاستفزازية التي تنتهجها حكومة اسرائيل تجاه شعب فلسطين والمقدسات الاسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وحذرت من الخطط الاستفزازية التي يعد لها آرييل شارون رئيس الحكومة الاسرائيلية لتدنيس المسجد الأقصى من خلال السماح بدخول اليهود اليه، كما حذرت من المشروع الصهيوني الذي يقضي بإنشاء كنيس يهودي في احدى المناطق المحيطة بالمسجد، ونددت بالأساليب التي تنتهجها حكومة اسرائيل في قمع شعب فلسطين ومحاصرته والاستمرار في العدوان عليه.
جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي قال فيه:«ان اسرائيل تمردت على الأعراف والقوانين بما تعلن عنه من خطط سيئة، وبما تنفذه من أعمال اجرامية لا ترعى أية حرمة لدين ولا تبالي بأي موثق أو عهد، وأبان معاليه ان اعتزام آرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى عمل استفزازي شائن يثيرجميع المسلمين في العالم ويزيد من المخاطر في فلسطين وفي المنطقة بأسرها، وأوضح ان دخول اليهود الى المسجد الأقصى عمل مناقض لقراركانت اتخذته المحكمة الاسرائيلية العليا يقضي بمنع اليهود من الدخول الى المسجد الأقصى. وقال ان شارون الذي يريد ان ينفث أحقاده ضد المسلمين وضد مقدساتهم ينقض ما تعاهد عليه أسلافه الذين التزموا بقرار محكمتهم مشيرا الى ان هذا شأن غلاة اليهود الذين سجلوا على أنفسهم خيانة العهد والتملص من المواثيق، (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون).
ونبه د. التركي الى الخطر الشديد لما يسعى اليه بعض الحاخامات من أجل اقامة كنيس يهودي في المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى وقال: لقد تلقت الرابطة تقارير تفيد بأن بعض حاخامات اليهود يسعون الى انشاء هذا الكنيس بالتعاون مع حكومتهم وان السلطات الصهيونية تدرس خيارات اقامة الكنيس في المدرسة العمرية أو في مبنى المحكمة الشرعية الاسلامية أو بمحاذاة حائط البراق وذلك لفرض واقع يهودي على المسجد الأقصى.
وأكد معاليه ان ما تتخذه الحكومة الاسرائيلية من اجراءات وما تعده من خطط إنما هو عدوان صارخ على المقدسات الاسلامية في فلسطين يثير مشاعر المسلمين في العالم، وقال: ان الشعوب والأقليات والمنظمات الاسلامية الممثلة في رابطة العالم الاسلامي تدين جميع خطط الحكومة الاسرائيلية العدوانية وتطالب حكومات العالم الاسلامي والحكومات المحبة للسلام بالتعاون لمنع رئيس حكومة اسرائيل من تنفيذ برنامجه الاستفزازي مشيرا الى ان من شأن الخطط الاسرائيلية الجديدة تفجير المزيد من الأحداث الدامية في فلسطين. وأهاب معاليه بقادة الدول الاسلامية ان يبذلوا جميع الجهود لحمل المجتمع الدولي ومنظماته على منع اسرائيل من تنفيذ خططها الاجرامية حفاظا على طهر المسجد الأقصى وتجنيبه محاولات التدنيس الاستفزازية المتعمدة. وطالب معاليه هيئة الأمم المتحدة بالعمل لحمل حكومة اسرائيل على الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن عدم المساس بالمقدسات وحملها على التقيد والالتزام بقرار المحكمة الاسرائيلية العليا بعدم السماح لليهود بدخول المسجد الأقصى.
|
|
|
|
|