|
| الطبية
«مرض العصر» لفظ يطلق على الكثير من الامراض التي كثر انتشارها في الآونة الاخيرة بشكل يثير القلق لدى الكثير من الناس، فالسكر اصبح مرض العصر، والضغط ايضا، اما امراض القلب والشرايين والجلطات القلبية والدماغية وغيرها من الامراض المرعبة، فلقد اصبحت جميعها امراضا تستحق ان نطلق عليها «امراض العصر» نتيجة لارتباطها الوثيق بالنقلة الحضارية التي تركت بصمتها الواضحة على الانسان وكانت ضريبة للتقدم التكنولوجي.
ولكن ماذا عن «الحساسية» هل كانت الحضارة ايضا سببا لها؟ اجيب: نعم بكل شدة.
أسباب الحساسية
اسبابها كثيرة ومتنوعة لاتخفى، فكل شيء تحت اشعة الشمس بما في ذلك الشمس ذاتها يمكن ان يسبب حساسية ولكن هناك مواد اكثر شيوعا من غيرها في احداث هذه الحساسية.
واذا تأملنا فيما يمكن ان تتعرض له اجسامنا يوميا من احتمالات التلوث بتفصيل علمي دقيق، لتعجبنا من بقائنا احياء ولو لأيام معدودة، فنحن مغمورون تماما في جو او بيئة معادية لنا من المركبات البيولوجية، فمثلاً يوجد على سطح الجلد ملايين الميكروبات والاوساخ، ونستنشق هواءً محملاً بالميكروبات والفيروسات والاتربة العضوية وحبوب اللقاح وشعر الحيوانات وافرازاتها، وادخنة المصانع و عوادم السيارات بكل ماتحويه، وكل مايستطيع الهواء حمله على الاطلاق من بيئتنا، كما ان غذاءنا يحتوي على خليط من المركبات المعقدة التي تزداد تعقيداً يوما بعد يوم، نتيجة للاكتشافات اليومية للكثير من المواد الحافظة والملوثة وغيرها.
قد يقول قائل: ولكن لماذا تظهر الحساسية لدى بعض الاشخاص في فصول معينة، بينما تختفي في بقية الفصول مع العلم بان العوامل المسببة لم تتغير؟ اجيب بان تغير فصول السنة يصاحبه تغير في الظروف البيئية المحيطة: كالتغير في درجة الحرارة ودرجة الرطوبة واشعة الشمس، كما ان حبوب اللقاح التي تعتبر عاملاً شائعاً تنتشر في فصل الربيع.
ويجب الا نغفل عاملاً اساسياً يخفى على الكثير من الناس ويلعب دوراً رئيسيا كمسبب للحساسية الا وهو العامل النفسي والانفعالات النفسية.
أمراض الحساسية
تصيب الحساسية الاجهزة المختلفة من جسم الانسان فاحيانا تحدث في الجلد مثل «الارتكاريا» وقد تحدث في الانف مثل الرشح وحمى القش، او في العين «الرمد الربيعي» او الشعب الهوائية «الربو الشعبي»، كما انها تشمل الجهاز الهضمي فتسبب حالات من القيء والاسهال والقولون المتشنج وبعض انواع من الالتهابات المفصلية والكثير من حالات الصداع الشديد.
يمكن تصنيف الحساسية الى انواع عدة، منها:
ü الغذائية: اعتماداً على نوع الغذاء المسبب، واكثر الاغذية شيوعا «البيض، السمك، القمح، الحليب، الشوكولاته. وغيرها..».
ü الحساسية الجلدية والهوائية والفصلية والدوائية والحشرية.
ما الأعراض؟
تختلف الاعراض باختلاف العضو المصاب، فحساسية الانف تتميز بعدة اعراض تشكل العطس الشديد، زيادة الافرازات، الشعور باكلان في الانف والاحساس بالانسداد.. وغيرها. اما حساسية العين فتكثر الدموع مع وجود حكة في العين وعدم القدرة على النظر للضوء.
العلاج
مازال افضل علاج للحساسية، هو ان يعرف الشخص العاقل ان به نوعاً من الضعف في جهازه المناعي يجبره على الابتعاد عن بعض المواد.
وتشمل خطوات العلاج:
1 مساعدة الشخص على معرفة المادة المسببة التي لا يعرفها في اغلب الاحيان.
2 تقوية جهاز المناعة لتحسين طريقة تعامله اذا استحال تجنبها.
3 ان يحبط التصرف المناعي ضد هذه المواد باستخدام ادوية خاصة لذلك.
اما النصائح التي يجب ان ينتبه لها الشخص المصاب، ويجب عليه تطبيقها ليعيش بسلام بعيدا عن الحساسية، فهي:
1 التعرف على سبب ونوعية الحساسية المصاب بها.
2 الابتعاد عن مسببات هذه الحساسية:
أ تجنب التعرض لتلوثات بيئية زائدة لمدة طويلة.
ب تجنب الاستهلاك الزائد عن الحد المعقول لطعام معين، فالطفل المولع بالشوكولاته والمشروبات الغازية هو الاكثر عرضة للحساسية منها.
ج ابعاد الحيوانات الاليفة من المنزل وبالاخص القطط.
د التقليل من اخطار الغبار المنزلي الذي يحتوي على سوس الغبار (HOUSE DUST MITE) الذي يعتبر من اهم مسببات الحساسية وذلك ب: الاهتمام بنظافة الموكيت والسجاد المنزلي وبالاخص في غرف النوم، ويجب ان تكنس غرف النوم مرتين في الاسبوع على الاقل، كما يجب ان يمسح الغبار بانتظام.
كما يجب تجنب قطع الاثاث والوسائد المحشوة بالريش والالياف، وايضا تجنب شراء الالعاب المحتوية على القطن او الصوف او الاوبار.
ه تجنب استعمال الادوية المسببة للتحسس كالاسبرين والمضادات الحيوية، وعدم استخدامها بدون استشارة الطبيب.
3 الابتعاد عن الروائح النافذة كلها سواء كانت كريهة او طيبة «الكثير من العطور والاطياب تسبب الحساسية».
4 الابتعاد عن الانفعالات النفسية التي تساعد على حدوث الازمة.
5 عدم التعرض للتيارات الهوائية والادخنة والاتربة والابخرة.
6 الابتعاد نهائيا عن التدخين وعن المدخنين.
7 المبادرة بالتوجه الى اقرب طبيب لعلاج الازمة عند حدوثها.
د. أسعد بن محمد عرفة
|
|
|
|
|
