أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th April,2001 العدد:10420الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,محرم 1422

الطبية

الاضطرابات النفسية عند الأطفال وتأثيرها على نمو شخصية الطفل
ان التطور النفسي عند الطفل اثناء مراحل النمو يؤثر تأثيرا شديدا على مستقبل الطفل بل ان شخصية الطفل تتأثر تأثيرا واضحا بعدة عوامل مترابطة مع بعضها البعض وهذه العوامل هي عوامل بيئية كالمحيط الاسري والاجتماعي والجغرافي. ولا تقف هذه التأثيرات عند هذا الحد بل تترك اثاراً مستديمة على شخصية الفرد مستقبلا.
فالعادات التي تتكون في سن معينة من الصعب التخلص منها في مراحل النمو اللاحقة، كما ان العادات والسلوك الذي لا يكتشف اثناء مراحل الطفولة يصعب تكوينه في وقت لاحق.
ان وضع الطفل مع الحياة يختلف اختلافا كبيرا عن وضع الانسان الراشد، فالطفل في علاقة من التبعية العاطفية والمادية ازاء الراشدين الذين يحيطونه. والعوارض التي تظهر عليه تبدو كأنها عادية دون اية ميزة. وهنا يأتي دور الوالدين في اكتشاف هذه الاضطرابات النفسية المبكرة ومن ثم تداركها في الوقت المناسب. كما ان المعلم والبيئة المدرسية لها دور ايضا في اكتشاف هذه الاضطرابات النفسية.
وقد قام العالم النفسي اريسكون (1950) بوضع نظريته عن التطور النفسي الاجتماعي لدى الطفل، فلقد قام بتصنيف مراحل النمو الى ثماني مراحل:
(1) من الولادة حتى نهاية السنة الاولى: ويتصف الطفل فيها بالثقة مقابل عدم الثقة.
(2)السنة الثانية من العمر: ويتصف الطفل فيها بالاستقلالية مقابل الخجل والشك.
(3) مرحلة ما قبل المدرسة (35 سنوات): ويتصف الطفل فيها بالمبادأة مقابل الشعور بالذنب.
(4) مرحلة الدراسة الابتدائية (612 سنة): الحيوية والانجاز مقابل الشعور بالنقص.
(5) مرحلة البلوغ والمراهقة (1318سنة): الاحساس بالهوية في مقابل الخلط في الادوار.
(6) مرحلة بداية الرشد (1825): الود والالفة في مقابل العزلة.
(7) مرحلة وسط الرشد (2640): الوالدية مقابل التقوقع حول الذات.
(8) مرحلة الرشد المتأخر (4155): التوحد والتكامل في مقابل اليأس.
قد يقول القارئ ما الغرض الذي جعلني استرسل في الدخول في هذه النظريات السيكولوجية المعقدة؟.
اقول بأن ما افترضه اريسكون من فرضيات في عملية التطور النفسي والاجتماعي لدى الفرد، كانت جميعها تتمحور حول نقطة (تحقيق الذات)، فشخصية الانسان تنمو اعتمادا على خطوات سابقة ومحددة بمقتضى استعداد الفرد النامي الى التوجيه او التفاعل مع البيئة المحيطة به. فمرحلة الدراسة الابتدائية (612 سنة) تعتبر من اهم مراحل الطفولة والتي يكون الطفل فيها مهيأ لاستقبال اكبر كم من المعلومات والمهارات. كما انه مهيأ الى التوجيه الى الاتجاه المرغوب او غير المرغوب. والطفل في هذه المرحلة يتميز بالاستقرار والانتظام. وشعور الطفل واستعداده النفسي في هذه المرحلة يكون متجها ناحية الحيوية والانجاز مقابل الشعور بالنقص. وهنا يبرز دور الاسرة والمدرسة والبيئة المحيطة في الغاء عامل الشعور بالنقص وتقويم اتجاه الطفل ناحية الحيوية والانجاز. نقطة اخرى يجب الا تغفل وهي ان مراحل النمو هي عبارة عن عملية تدرج مستمر وليست وثبا، ومن ثم فان الطفل الذي يفقد التوجيه السليم خلال المراحل الاولى من العمر من المرحلة الاولى الى الثالثة يصعب تدارك ذلك خلال مرحلة المدرسة، فيواجه الطفل صعوبات دراسية وتنقلب شخصيته رأسا على عقب ومن ثم تواجه الاسرة مشاكل جمة وتحتاج الى جهود جبارة لتقويم سلوك الطفل وارجاعه الى المنحنى الطبيعي.
ذكرت في بداية مقالي العوامل البيئية والتي تلعب دورا رئيسيا في تكوين شخصية الطفل وتأثر على نموه النفسي والاجتماعي. وحقيقة يصعب ذكر هذه العوالم بالتفصيل لانها تشكل علما بحد ذاته قام العلماء النفسيون بدراسته بالتفصيل، ووضعوا الكثير من النظريات عنها. ولكني سأسوق بعض الامثلة والتي تمثل شاهدا حقيقيا يفيد القارئ ويعطيه صورة توضيحية عن كيفية تأثير هذه العوامل على نمو الطفل النفسي والاجتماعي. فتغذية الطفل مرتبطة ارتباطا وثيقا وذات تأثير كبير في شخصية الفرد. يقول كوبر (عالم نفسي 1950)تكمن اهمية الغذاء بالنسبة للطفل باعتباره الوسيلة الاولى لقيام اول علاقة نفسية اجتماعية. ايضا نوعية الغذاء لها دور آخر، فالرضاعة الطبيعية لها دور ليس فقط من الناحية الغذائية والصحية بل تدخل في تكوين شخصية الطفل وتنمي جانب الحب والالفة بين الطفل وامه. كما ان اهم ما يتعلمه الطفل من علاقته بوالديه خلال المراحل الاولى من حياته الحب والكراهية وعلاقة الحب ليس لها اساس فطري ولكنها تنشأ نتيجة لاشباع الحاجات وحاجات الطفل التي يصبو اليها خلال هذه السن تشمل الطعام والشراب والحنان والمودة وغيره.
فهل تعتقدون ان الطفل سيشبع رغباته عن طريق الخادمة التي تعتني به، بينما الاب الام ابعد ما يكونان عن الطفل، وهذا للاسف هو الوضع المنطبق على الكثير من البيوت.
اعود للحديث عن الرضاعة الطبيعية والتي تحمل جانبا آخر يحمل الكثير من الالم للطفل الا وهو الفطام فالفطام يعتبر نقطة هامة ومؤلمة للطفل، تلعب دورا خطيرا في تكوين شخصية الطفل. والفطام يحدث طبيعيا في نهاية السنة الثانية من حياة الطفل، والاخطاء الكثيرة الحدوث من قبل الامهات ليست عملية الاسراع في الفطام فقط، بل المباغتة فيه ما يسبب للطفل آلاما قد تقلب كل الحب الذي حاولت الام ان تغرسه في قلب طفلها الى كره واحساس بالشك وعدم الثقة سيما وانها حصلت من اقرب الناس له قال تعالى (والوالدات يرضعن اولدهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة).
ما رغبت ان ابرزه واركز عليه في مقالي هذا، ان عملية النمو عملية تدرج مستمرة، وان شخصية الفرد تبدأ بالتكون من اللحظة التي يولد فيها المرء ومن ثم تتبلور وتتمحور اعتمادا على العوامل البيئية المحيطة به والتي يلعب دور الوالدين والاسرة والمدرسة، دورا رئيسيا فيها.
عزيزي القارئ..يمكنك الحصول على المزيد من المعلومات المتعلقة بالجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية للطفل وذلك بزيارة معرض اسبوع التثقيف الصحي والذي يقام هذه الايام في اسكان الحرس الوطني بخشم العان في قاعة الاحتفالات (اسكان الضباط) خلال الفترة من 14 الى 18 محرم 1422ه.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved