| الريـاضيـة
*
* كتب سعود عبدالعزيز
منحت مشاركة النصر الأولى في بطولة النخبة السابعة التي اختتمت مساء الجمعة الماضي منافساتها في مدينة اللاذقية السورية الإثارة والتشويق والمتعة والمتابعة.. وهذه الأضواء التي حضرت بحضوره تؤكد ان هذا الفريق قادر على إثراء الحركة الرياضية والمسابقات الكروية بفضل الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها على الصعيد الإداري خارج الملعب والفني وسط الميدان.
فمنذ بلوغ النصر المباراة النهائية من كأس الكؤوس الحادية عشرة وترشيحه للمشاركة في بطولة النخبة والأحداث المثيرة والمتابعة الدقيقة هو عنوان مسابقة النخبة العربية، فالاثارة بدأت مع طلب النصر استضافة النخبة السابعة في الرياض وبدلاً من ان يقرر منحها للنصر كما فعل مع الجيش في الخامسة والهلال في الأولى والأهلي المصري وبقية الأندية التي أسند اليها تنظيم المسابقة اعتمد على طريقة التصويت بين الفرق الاربعة الهلال، الصفاقسي، النصر، والجيش وفيها قدم الهلال ورقة بيضاء وهو ما يعرف في عالم السياسة الامتناع عن التصويت وحاول النصراويون جاهدين إقناع الامانة في الاتحاد العربي ولكن المحاولات لم تفلح فقد اتخذ القرار بتنظيم الجيش للبطولة. وقبل بدء المسابقة بأيام قلائل أوضح رئيس الاتحاد السوري فاروق سرية عدم قدرة ملعب العباسيين في دمشق على استضافة النخبة فتم نقلها الى اللاذقية .
وهناك بدأت القصة التي تابعها الرياضي وجاءت فصولها حبلى بالمفاجآت المذهلة والمتقلبة والمحزنة لفريق النصر الذي بتواجده حضرت الإثارة والمتعة والفن والتشويق لتطلق عليه الصحافة والإعلام السوري النصر البرازيلي لقوة عروضه وسلاسة خطوطه وترابط صفوفه ومهارة نجومه والتي ظهرت مع أول دقيقة من لقاء الصفاقسي التونسي الذي بكَّر فيه النصر بالهجوم الضاغط عليه من كل الأماكن والمراكز حتى جاء الهدف عن طريق رونالدو الذي افتتح التسجيل وكان بمقدور المهاجم البرازيلي زيادة الأهداف النصراوية لكنه تسابق في إضاعتها مع زميله ابراهيم ماطر فكان لا بد من الاستغناء عنه في الشوط الثاني وإشراك المهاجم الصاعد عبدالرحمن البيشي الذي مع دخوله تمكن من احراز الهدف الثاني ليتصدر النصر الفرق الاربعة في الجولة الأولى. وفي اللقاء الثاني الذي جمعه مع الهلال كان الوضع الفني متوسطاً ومتكافئاً وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي بهدف لكل فريق. لكن في لقاء الهلال خسر عقله المفكر وصانع ألعابه الماهر جونيور الذي غيَّبه الكرت الأصفر الثاني عن خوض اللقاء الختامي امام الجيش السوري وكان لغيابه الأثر الكبير رغم العرض الرائع الذي قدمه النصر في مباراة الجيش الا انه لم ينجح في الاستفادة من الفرص التي اتيحت له وأبرزها ضربة الجزاء التي تقدم لها رونالدو واهدرها ليضيع معها كل المجهودات النصراوية الرامية والطامحة للحصول على اللقب. واذا كان النصر قد حلَّ وصيفاً في ثلاث مناسبات وخسرها جميعا بضربات الجزاء او ضربات الموت الكروية بعد ان تخلى الحظ عنه فمن المفترض على الرياضي المحب لكرة القدم الاشادة بالمجهودات الجبارة التي بذلت من الجهازين الإداري والفني التي أثمرت عن هذا الحضور الرائع والمميز للنصر في هذا العام والذي شهد ولادة عدد من النجوم الكروية يأتي من ابرزها علي يزيد، عبدالرحمن البيشي، ماجد الدوسري، هادي شريفي، محمد الخوجلي، محسن الحارثي، احمد الجهوي، والتي نجح المدرب العالمي آرثر جورج في اعدادها وصقلها وتنمية مهارتها بفضل امكانياته التدريبية الهائلة والتي معها يستحق البقاء وتجديد عقده لعام آخر ليواصل اكتشاف النجوم الكروية لصالح الكرة السعودية ونادي النصر. واذا كان آرثر جورج نال القناعة التامة من معظم الرياضيين على ما قام به من عمل، فإن صانع الالعاب جونيور سجل نجاحا منقطع النظير في أول موسم كروي يظهر فيه مع النصر والمحافظة عليه تحتمها المصلحة النصراوية.. اما الثنائي المهدي بن سليمان ورونالدو فإن رحيلهما والبحث عن بديلين أمر ضروري وأتمنى ان تسارع الادارة النصراوية ومن الآن في اعادة المهاجم القطري محمد سالم العنزي لصفوف الفريق والبحث عن مهاجم آخر يكمل عقد العناصر الأجنبية للعام القادم في وقت مبكر ليحدث الانسجام المطلوب كما فعل جونيور الذي استفاد من ذلك. والآن وبعد ان عاد النصر للرياض بعد مشاركة ممتازة ومميزة في النخبة فإن عناصره ولاشك تعاني من حالة إحباط كبيرة بعد ضياع اللقب العربي الكبير وذهابه للهلال في آخر لحظة بعد ان رفض الحظ ورونالدو إحراز ركلة الجزاء فإن إخراج اللاعبون من هذه الحالة يحتاج الى وقفة صادقة من كل المنتسبين لفارس نجد اعضاء شرف وادارة وجهاز فني ومحبين، فالنصر تنتظره مواجهتان حاسمتان مع الهلال في منافسات المربع الذهبي واللقاءان المنتظران بحاجة الى إعداد واستعداد كامل لتعويض ما فات رغم قوة الفريق المنافس الذي عرف بخبرته العريضة في مثل هذه المناسبات الكروية.
واذا نجح النصراويون في اعادة تأهيل نجومهم مما اصابهم من احباط في اللاذقية واقناعهم بأن ما حدث في اليوم الأخير ليس للبشر فيه حيلة فإن الوضع الفني للنصر سيعود وربما يكون افضل مما قدم في البطولة العربية وكأس النخبة.
خاص للخوجلي
النجم الخلوق والحارس الدولي المتألق محمد الخوجلي صفق له الجميع نظير ما قدمه من عطاءات فنية مبهرة وعروض كروية قوية منحته لقب الحارس الأفضل في كأس الكؤوس العربية الحادية عشرة وإعلان الخوجلي اعتزاله الكرة بعد ضياع كأس النخبة ليس له ما يبرره، فكرة القدم فوز وخسارة وهي لا تتوقف إطلاقاً على ضياع لقب او الحصول عليه وإلا لسارع العديد من النجوم إلى هجر الملاعب لمجرد خسارة بطولة، ومن هذا المبدأ فان من الواجب على الخوجلي العدول عن قرار الاعتزال والعودة للملاعب ومواصلة ركضه الكروي فأمامه مشاركات عديدة على صعيد المنتخب والنادي وسيكون القادم افضل بإذن الله للخوجلي ولكافة زملائه نجوم انديتنا.
هل يتخلي الفريق الخامس )سوء الحظ( عن ملازمته للنصر في المربع الذهبي
المستويات المتقدمة والنجوم الصاعدة والواعدة التي قدمها النصر في هذا العام والتي ساهمت في وصول النصر لثلاث نهائيات من أصل اربع شارك فيها كانت محل إعجاب وتقدير كل من شاهد العمل المميز للمدرب العالمي آرثر جورج.
بيد ان هذا المدرب وفريقه النصر مايزال سوء الحظ يرافقهم في جميع المناسبات النهائية فخسروا اللقب الأول بفارق ضربات الجزاء الترجيحية وحرموا من نيل اللقب العربي لكأس الكؤوس بضربة جزاء احتسبت في الأوقات الإضافية وفي النخبة ضاعت ركلة الجزاء التي سددها رونالدو لتحرم النصر من اللقب .
وهذا هو قمة سوء الحظ وإذا تخلى هذا الجانب من ملازمة النصر في منافسات المربع الذهبي ولم يتدخل فإن حظوظ النصر ستكون قوية بالظفر باللقب المتبقي في منافسات هذا العام،
اما ان استمر سوء الحظ مرافقا للنصر فإن على الرياضي المحب لكرة القدم الاشادة بما قدمه النصر والنصراويون في هذا العام من نتائج جيدة ونجوم صاعدة قادرة على الابداع والامتاع وليتذكروا ان جميع الفرق تعمل للحصول على الكأس التي لا تذهب إلا لناد واحد.
|
|
|
|
|