| عزيزتـي الجزيرة
الإنسان خلقه الله بطبيعته المنفردة المتميزة بميزات حسنة وغريبة فهو يحمل بداخله التناقضات، من أفراح وأحزان، يحمل معه روحا ذات مزاجية مختلفة عن جميع الكائنات الحية التي خلقها الله )عز وجل( فمن هذه الأمور التي يحملها معه ميزة حسنة للغاية وهي حبه لخدمة الآخرين ورضائهم، وإن كان ذلك هدفا صعبا لن يصل إليه مهما عاش من سنين عمره، فهو يحب كسب الآخرين وخدمتهم وتحقيق آمالهم التي قد يصح القول ان قلنا انها تحطمت على صخرة اليأس، فلذلك تجده يجري ويلهث وراء رضائهم بأي حال من الأحوال .
وقد يوفق أحيانا إذا كان الأشخاص الذين يريد رضاءهم متفهمين لأمور الحياة، وأحيانا قد يعود وجميع محاولاته باءت بالفشل ورغم ما قام به من تضحيات إلا أن هؤلاء الأشخاص لن يقدروا جهوده التي قام بها من أجل اسعادهم، لماذا؟! لأنه شخص يحمل شعارا يقول )إسعاد الآخرين هو هدفي في هذه الحياة، دائما يردد: تضحياتي للآخرين تجلب لي السعادة.. نقول لهذا الشخص هنيئا لك على ما حباك الله من ميزة محسود عليها من قبل أشخاص لم يستطيعوا ان يعملوا ما قمت به، فتجدهم دائما يحاولون تشويه سيرتك ، لأنك حققت شيئا لم يستطيعوا تحقيقه وان كان سهلا لكنهم لم يكلفوا أنفسهم بالبحث، بل هم ذئاب مفترسة لا يحلو لهم الصيد إلا بداخل المياه العكرة، مرة أخرى نعود الى عنوان مشاركتنا وهو" المعادلة الصعبة أين نجد حلها؟" وهي رضا الناس غاية لاتدرك، فهل وجدتموهم يا أصحاب القلوب البيضاء الذين ضحيتم لكل من احتاج وقوفكم بجانبه فرغم انها معادلة أوجدت قبل جميع المعادلات الموجودة في مناهجنا، معادلة ولدت مع بني البشر، ورموها بين أيادي أشخاص لم يرق لهم بال حتى هذا اليوم إلا بعد ان وجدوا جزءا من حلها، أما الجزء الآخر فما زال غامضا، فيا ترى أين يوجد حلها، فهل توافقونني الرأي على انها تحققت في مساعدة الضعيف قبل القوي، ومساعدة المحتاج قبل الآخر لأن خالقنا عز وجل خلقنا من أجل شيء واحد وهو قوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فهذا هو الهدف الأول من وجودنا في هذا الكون الذي تهيمن عليه قوة تنظمه، وللمعلومية جميع الأمور تسير باعنتها الصحيحة لأن المتصرف فيها هو الله سبحانه وتعالى، ولكن لابد من امتحان الله لنا هل نحن نصبر ونحتسب ونسعى لمد يد العون لكل محتاج.والله المستعان.
وقفة مختصرة:
من لا يشكر الناس لا يشكر الله فمن هذا المنطلق أقول لأولئك الزملاء الحميدي عبدالله النهار، وعماش بندر المحناء، شكرا لكم من الأعماق على وقفتكم التي لمستها أثناء تعرض والدي لمرض مفاجئ، فمهما قلت لن أوفيكم شيئا مما قمتم به، وكما قال الشاعر:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات |
خاتمة:
عش في هذه الحياة كأنك عابر سبيل يترك وراءه اثرا جميلا.. وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم.. وكمستغن يحسن إليهم.. وكمسؤول يدافع عنهم.. وكطبيب يشفق عليه.. ولا تعش معهم كذئب يأكل لحومهم ..وكثعلب يمكر بعقولهم..
وعلى الخير نلتقي في هذا عزيزتي ملتقى الجميع..
مناور صالح الجهني
|
|
|
|
|