| عزيزتـي الجزيرة
إننا كما يعلم الجميع نعيش في مجتمع ممتلئ، وزاخر، بالأصناف المختلفة من البشر في طباعهم، وسلوكهم، وأخلاقهم، ونفسياتهم، وخيرهم،وشرهم، وكوننا بطبيعة الحال ضمن مصنفات، ومركبات هذا المجتمع فإنه بإمكاننا أن نميز بين ما هو غث وسمين، بين ما هو خير وشر، ولكن قد يلتبس الأمر على البعض منا، فلا يستطيع ان يميز بين ذلك، كون البعض من هؤلاء البشر لديه المقدرة العجيبة على التلون والتشكل بعدة أوجه بحسب المواقف، والأشخاص، والأماكن، فنرى أحدهم في موقف ما إنسان إنسانيته ، قد ارتدى قناع الطيبة والخير ، والعفة والصلاح بما فرضه عليه ذلك الموقف والدور الذي يقوم بتقمصه وأدائه أمام الآخرين بكل براعة وإتقان لدرجة الاقتناع به وتصديقه، والانقياد إليه فيما يقوم به ويفعله.
مع العلم أنك تعلم علم اليقين أنه عكس ذلك تماما إما لمعرفتك به معرفة شخصية عن قرب أو لأن لديك نظرة ثاقبة تستطيع بها ان تميز معدن هذا الشخص وسلوكه، من خلال تمحيص تصرفاته وأفعاله، واختلاطك به بحيث تبلورت لديك فكرة مكتملة النمو عن هذا الإنسان المقنَّع المقتنع بقدرته على التلون، المقنع لغيره من البشر بعكس ما يبطن ماذا تفعل حيال هذه الشريحة الموجودة عن يمنيك ويسارك؟!
هل تقف مكتوف اليدين عاجزا عن مواجهته وكشف حقيقة هؤلاء أمام أنفسهم، وأمام الآخرين؟! أم تجمع ما بقي من قواك وتنسحب عن المواجهة، وتدع له أرض المعركة يصول فيها ويجول، وتتركه وشأنه يفعل ما يريد، ويطول شره المستطير كل ما يحيط به، وبهذا تصبح إنسانا سلبيا منعدم الوجود، غير قادر على تحمل أعباء ما يناط بك من أمانة العلم والقول والكلمة للوقوف في وجوه أولئك المقنعين، والمخادعين من البشر المرتدين لثياب الطيبة المزيفة، وبهذا تنضم إلى قافلتهم وتصبح أحد أفرادها.
نورة ناصر الدعجاني الرياض
|
|
|
|
|