| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله المنعم المتفضل على الإنسان بنعمة الزواج القائل في محكم آياته (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، في هذه الآية الكريمة جمع الله تعالى أركان السعادة الزوجية فجعل سبحانه وتعالى الزواج للزوجين سكناً واستقراراً وأمناً واطمئناناً وسعادة ومودة ورحمة. ومن ذلك المنطلق حث الإسلام على الزواج ورغَّب فيه حفاظاً وتعففاً للفتاة والشاب.
ولم يهمل الدين الإسلامي هذا الجانب فإنه جعل للمرأة مكانتها وحقوقها وأيضا جعل للرجل حقوقه فإن ذلك فيه ضمان للاثنين معاً. فالدين هو هداية العقل والضمير.
لذلك فلنتأمل معاً الحكمة والهدف من الزواج كما قال عليه الصلاة والسلام (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة).
فكان الزواج في السابق كما يحدثنا آباؤنا وأجدادنا خالياً من التكاليف والمظاهر المرهقة، فكان المهر بسيطا جدا وفي متناول كل راغب في الزواج.
ولو نظرنا إلى حالنا اليوم فإننا نجد العجب العجاب من التكاليف الباهظة التي في النهاية هي زائفة ولا يبقى سوى التوفيق بإذن الله بين الزوجين، فنجد البعض يتسابق بأن يكون أحسن من فلان ويضع كل ما لديه من مال، وبعد الزواج يظل يعاني من تلك التكاليف فإنه ينتظر الذام والمادح من قبل الناس.
إن هذه الظاهرة أصبحت الآن تشكل عبئاً كبيراً على المجتمع، فالبعض من الشباب يضطر أن يتزوج من الخارج لقلة التكاليف، فتلك أيضاً تولِّد مشكلة أخرى في عنوسة بعض البنات.
وأوجه نداء إلى عماد الأسرة.. الأم والأب أن يضعا نصب أعينهما الحديث الشريف (إذا أتاكم من ترضون دينه فزوجوه... الحديث) وعليهما بتوجيه أبنائهما إلى التصرف الصحيح سواء للفتاة أو الشاب، فهذه أمانة ونعمة قبل كل شيء، فإنهم بين أيدينا نسأل عنهم يوم القيامة.
والآن أصبحت متطلبات الحياة صعبة فلنحاول قدر ما أمكن أن نعرف أولاً مدى قيمة الأخلاق وكيف نصونها فإنها إما أن ترفع صاحبها عالياً أو تحط به إلى الأسفل، فإن الأخطار تحيط بنا من كل حدب وصوب، فلنبدأ بالتفكير معاً والتخطيط للمستقبل من الصفر إلى الارتقاء بسلم المستقبل الذي ينتظر فإنها خطوة أولى إلى طريق النجاح.. فلنسع إلى تحقيق السعادة من خلال تصرفنا الصحيح.
أسأل الله أن يوفق الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.
تهاني عبدالقادر العنزي الرياض
|
|
|
|
|