|
| لقاءات
 *
* حاوره حسن محني الشهري - تصوير أحمد قيزان:
الأمير فيصل بن عبدالله فارس على صهوة جواد أصيل كيف لا وهو الذي ارتبط بالفروسية كمسؤول وكإنسان وكفارس حقيقي.
صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وكيل الحرس الوطني في القطاع الغربي.. انتظرناه طويلا بوعد منه لاستقبال جريدة الجزيرة.. فكان هذا الحوار الذي عكس لنا ثقافة فيصل بن عبد الله الأمير وفيصل بن عبدالله الفارس.. وفيصل بن عبد الله الانسان.
في هذا اللقاء .. تحدث لنا عن خصائص تاريخية في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد الأمين وأحد صناع التاريخ المضيء في عصرنا.
ضيفنا في هذا الحوار تحدث للجزيرة بما تقرأوه في الأسطر القادمة وبما يضيف للقارئ البعد الثقافي والفكري للأمير فيصل بن عبد الله.
* سمو الأمير «التعليم والعمل» ما هو التوافق بينهما .. وما هو دور الدراسة في حياتك .. وأين كانت دراستك منذ المراحل الأولى وحتى آخر مرحلة..؟
التعليم هو الأساس وليس هناك أصدق من قول الحق أول ما أنزل على رسول أمتنا الأمي «اقرأ بسم ربك الذي خلق» صدق الله العظيم. فالعلم والمعرفة هي ما يبنى عليها لنجاح أي عمل. وهناك قاعدة أساسية أؤمن بها، تركيبتها مبنية على تلاقي «العلم والإيمان والعمل».
الدراسة أهم مرحلة في حياة الإنسان مهما كان للمراحل الاخرى من أهمية من قبل أو من بعد. والانسان لا بد ان يطلب العلم من المهد الى اللحد. ولكن هنا أركز على أهمية مرحلة الدراسة الثانوية والجامعية وما بعدها في تكوين شخصية الفرد من خلال التجارب التي يمر بها في تلك المرحلة وتركيز معظم المسؤولية على الدراسة والعلم والتحصيل.
بدأت من جدة فالرياض لندن سان فرانسسكو مينلوبارك بالوالتو الرياض جدة. وما بينها وما زلت أتعلم.
* وماذا يعني لسموكم الانخراط في السلك العسكري..؟
أنا لست عسكريا ولم أنخرط في السلك العسكري على أني أعتز بالعسكرية ومفاهيمها الكبيرة لخدمة الوطن والمواطن في السلم والحرب.
هذا وأتمنى أنني قد تعلمت واستفدت من تجربتي مع الزملاء العسكريين في هذه المؤسسة الكبيرة التي أتشرف بخدمتها.
* وكلمة «الوطن» ماذا تعني لسموكم..؟
الوطن الأم والأب والأبناء والأحفاد والأجداد.. الوطن أنت وأنا .. الوطن يعني كل شيء.
* عام جديد ... والانسان يتطلع لعام حافل بالسلام والخير.. كيف تنظرون لإطلالة العام الهجري الجديد..؟
عام جديد .. وأمل جديد في أن يوفق الله قيادتنا لما فيه صالح الوطن والمواطن خصوصاً ونحن على مفترق طرق يمليها واقع عالمنا المحيط بنا والذي نحن جزء لا يتجزأ منه نتفاعل معه ويتفاعل معنا نتأثر به ويؤثر فينا. فهذا البلد كرمه الله لقيادة أمة الاسلام التي أساس دعوتها السلام وهذا ما يتمنى كل عاقل وواع ومؤمن.
* وماذا عن «التجارة» هل زاولت التجارة ..؟ وهل نجحت فيها..؟
نعم زاولتها بل درستها، ولم أنجح فيها لأن هناك مواصفات معينة تميز كل انسان في مجال عمل يرغبه ويبرز فيه، فالخالق له حكمة في ذلك.
* وهل العمل التجاري يحتاج الى تفرغ تام يا سمو الأمير؟.
لا أدري ماذا تعني بالتفرغ ولكن يجب ان يكون هناك تخصص في اي مجال يود ان يبرز فيه الانسان ويعطيه الوقت والتركيز.
* وكيف ترون التجارة .. هل هي مهنة أم شطارة ام حظ..؟
الحظ والبركة والتوفيق فوق كل شيء ولكن هي مهنة وحرفة وشطارة وهي أشياء كثيرة توجد ويوجدها الانسان القادر.
* سمو الأمير زواج الشاب في سن مبكرة كيف تراه..؟
الزواج كذلك توفيق بين روحين قبل كل شيء وهو تفاهم ومودة وسكنى لذلك هو حفظ للشباب ولكن السن المبكرة يمكن ان يكون باكراً على تحمل مسؤولية الزواج.
* وهل تزوجت في سن مبكرة يا سمو الأمير..؟
نعم ولم يوفق الله.
* وتعدد الزوجات كيف تنظر إليه..؟
لا أستطيع ان أحكم لأن ليس لدي تجربة ولكن ليس لي اعتراض على ما أحلّ الله اذا وجدت الأسباب، على أني لست من مؤيدي تعدد الزوجات.
* قربك يا سمو الأمير من صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني .. ماذا اضاف اليك..؟
قرب أي انسان من شخص في انسانية عبد الله بن عبد العزيز هو مكسب وشرف ونعمة يكرم بها الله من يمكن من ذلك . فأنا جزء من أمة لمسها عبد الله بن عبد العزيز بإيمانه بصدقه ووطنيته.
* وكيف ترى شخصية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز..؟
من أنا لأراها بل التاريخ هو الذي سيخلد حكمه في عبد الله بن عبد العزيز.
* اصطحبك سموه الكريم في عدة سفرات «رسمية» خارج المملكة فكيف ترى «دبلوماسية» سموه..؟
عبد الله بن عبد العزيز مثل هذا البلد الكريم الطاهر بمفاهيمه ومعانيه التي نبعت من دينه عقيدة ومبدأ وقيما وعكس بحضوره صورة لرسالة خالدة أمنها المولى عز وجل في انسان هذه الجزيرة العربية ليحمل مسؤوليتها سيد الخلق ويتبعه رجال اصطفاهم الله لحمل رسالته والتي تعلمها وتثقف بها عبد الله بن عبد العزيز في مدرسة والده مؤسس الدولة السعودية الحديثة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن هذا وأنا فرد من أولئك الذين تشرفوا بمرافقة سمو سيدي ليزداد إيمانهم وثقتهم في مكانة هذه البلاد وقيادتها عندما نرى وضوح الرؤى وصدق النوايا وقوة العزائم في طروحات سمو ولي العهد الأمين.
* صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لا يفرق في التعامل بين أمير او مسؤول او مواطن.. ماذا عن ذلك..؟
لا أستطيع ان أقول أكثر من ان هذا هو عبد الله بن عبد العزيز رجل المبادئ والقيم.
* تعطي للفروسية جزءاً كبيراً من وقتك . فمتى تولّد لديك حب رياضة الفروسية..؟
ولد من المهد وسيبقى بمشيئة الله الى اللحد.
* ومن هي «الفرس» او الجواد الذي يحمل له سموكم ذكرى طيبة..؟
أول فرس ملكتها تكرم بها علي سيدي ووالدي وعمي المرحوم الأمير سعد بن محمد بن عبد العزيز تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه.
* المرأة السعودية قفزت ووصلت للعالمية من خلال دخولها مجلس الأمن ونجاحها وتفوقها عالميا.. وفي الطب من خلال الاختراعات التي تهم البشرية .. كيف ينظر سمو الأمير لعقلية المرأة السعودية.. ماذا تقول لها..؟
المرأة انسان ومخلوق، قال تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير» صدق الله العظيم. فلا يستغرب على المرأة السعودية اذا أعطيت ومكنت بما أعطى سندها وعضدها في هذه الحياة وكما ذكرت في البداية ان العلم والإيمان والعمل هي الأساس لأي مجتمع والمجتمع أساسه المرأة والرجل. فالوطن في حاجتها أكثر وأكثر.
* للغضب هيجان عنيف قل من يستطيع كبح جماحه .. ولا يخلو أحدنا من لحظات الغضب.. عندما تغضب ماذا تقول .. وهل ثمة موقف غضبت فيه واتخذت قراراً ثم تراجعت بعدها..؟
أقول «لا حول ولا قوة الا بالله» و«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». ودون شك أنا انسان وهناك مواقف ودائماً الرجوع الى الحق فضيلة.
* والإنسان معرض للخطأ وجلّ من لا يخطئ .. هل اعتذرت في لحظة ما لخطأ معين..؟
أن تعتذر للآخرين اذا اخطأت واجب ومن يعمل يخطئ ومن منا لا يخطئ ولكن الألم هو بيني وبين نفسي فالصفح عن الغير أهون من الصفح عن النفس.
* وما علاقة سمو الأمير فيصل بن عبد الله بالشعر.. ولاسيما أن الشعر لغة المشاعر والأحاسيس..؟
أحب الحرف والكلمة والجملة عندما تحرك مشاعري وتصل الى عميق أحاسيسي خصوصاً اذا عبرت بلغة راقية ورسمت صورة مؤثرة وتراقصت باتزان محكم.
* ماهي الرياضات الأخرى التي تمارسها..؟
أمارس لعبة التنس الأرضي والجري والسباحة والتزلج على الثلج، كذلك بعض تدريبات الأوزان.
* هل روتين العمل اليومي يبعدكم عن ممارسة الرياضة..؟
أجد صعوبة في بعض الأيام ولكني أحاول الاستمرارية بقدر الامكان على الرغم من صعوبتها مع واجب الالتزامات.
* سمو الأمير فيصل .. يهوى التصوير .. فمتى وأين وكيف تولدت لديكم هذه الهواية..؟
تولدت لدي في طائرة فوق سحب كثيفة كانت تحتها عاصفة ثلجية والشمس تحاول الغروب بين السحاب ونحن ندور على مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الامريكية في آخر الستينيات ولم يكن لدي آلة تصوير آنذاك.
* وما أجمل صورة التقطتها عدستكم..؟
لا أستطيع ان أجيب لأني أتمتع بالصور التي التقطها بعد ان أظهرها وانتقل الى صور جديدة وهكذا.
فأنا أصور عسى أن أستطيع أن أعكس واحتفظ بالجمال الذي أراه أمامي في الطبيعة.
* كم الوقت الذي تقضيه مع أسترك يومياً.. أم ترى أن مشاغل العمل تبعدك عنهم..؟
لا تذكرني وتؤنب ضميري.
فأكثر ما أفتقد بسبب ما أملاه عليّ واجب عملي هو أسرتي وعدم تمكني من قضاء الوقت الكافي معهم.
* دخول الإنترنت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة على معترك حياتنا .. كيف سيكون تأثيره؟ وكيف هي علاقتكم ب «الإنترنت»..؟
لا أعلم ماذا سيكون تأثيره، ولكني أعلم خصوصاً ونحن نعيش في «عصر المعلومة» أنها أساس كل شيء فبدونها لا يمكن ان تبنى وتطور فهي أساس للبقاء. ولكن السؤال هو كيف نتعامل مع هذه الثورة المعلوماتية وكيف نستفيد من ايجابياتها ونتفادى سلبياتها ونوجد الوعي في أنفسنا ومجتمعنا لأخذ ما يفيد ونتحكم فيما يزيد.
أما علاقتي فهي علاقة قبول وتقبل لأنها الحياة التي نعيشها ولكني لست مستعمل شخصي ولا أملك موقعا في هذه الساحة.
* انتشار الفضائيات بصورة مذهلة.. كيف نجعل تأثير ذلك ايجابيا على المجتمع..؟
هو الحديث نفسه عن المعلومة فلا يستطيع أحد أن يحجبها والفضائيات واقع وما زلنا في أول الطريق، ولكن كيف نستفيد مما هو مفيد وبناء ونحاول ترك وتلافي ما هو ضار وهدام، وذلك يعود الى بناء الانسان وتوعيته وأشغاله وتطويره لما فيه نفع لمجتمعه وأمته.
* وهل للفضائيات نصيب من متابعتك .. وماذا تفضل ان تشاهد فيها..؟
نعم لها نصيب كبير وأشاهد الأخبار والبرامج الثقافية والرياضية والاجتماعية وبرامج أخرى متعددة.
* للقراءة نصيب في حياة الأمير فيصل .. فماذا يقرأ تحديدا.. ومتى يقرأ في ظل المسؤوليات والمشغوليات وعدم توفر الوقت الى حد ما..؟
أحب القراءة ولكني مقل وعلى الرغم من هذا الإحساس فأنا اقرأ القصة والمقال في التاريخ والأدب والاقتصاد وبعض الكتب والمنشورات المتخصصة متى سنحت الفرصة وخصوصاً في الليل.
* هذا السؤال ترك يا سمو الأمير خيارا للضيف ..
فما هو السؤال الأخير التي تضعونه وما هي الإجابة..؟
لماذا كل هذه الاسئلة ومن المستفيد منها؟
ربما لأن هناك زوايا ومنعطفات تحجب الرؤى ولكن الإنسان يبقى إنساناً ولربما سؤال واحد يكفي . أما المستفيد فربما كان الجواب هو القارئ ولكن في اعتقادي إنه أنا.
|
|
|
|
|
