| مقـالات
من منا ذلك السعيد..؟
ومن منا ذلك الذي تحفل حياته، بل لحظاته بالأفراح والانتصارات المستمرة؟!
ليس منا من يتمتع بسعادة مطلقة لأن ذلك بكل بساطة ينافي طبيعة الحياة وايقاعها الصاخب المليء بالصراع والكفاح!
ولكن يحدث أن تكون أكثر تماسكاً وأكثر قدرة على خنق آلامك وأكثر قدرة على استيعاب ما حولك وارتداء قناع أبيض.. مضيء.. مشرق كي تستطيع ان تكون واحداً من أولئك البشر لك ما لهم وعليك ما عليهم، قادراً على التعامل بنفس راضية توحي بأنها تتيه سعادة وهناء..
ومن جانب آخر إنك تدرك تماماً بأن الرجوع الى الوراء أو التسليم بالهزيمة ليس من صالحك، وانما يعني فشلاً آخر تضع نفسك في إطاره...
قد تكون واحداً من الصابرين على الأرض،، الذين يعاقرون الصبر دائماً وأبداً لحظة بلحظة.. يتجرعون العلقم ويبتسمون.. أملا بفرج قريب وبسبب رغبة مجنونة دفينة بأن يكونوا أجمل.. بأن يكونوا هم رغم الموج الهادر، ورغم الطوفان ورغم الوحوش التي تتربص بهم.. وفي هذا الإطار تذكرت قصيدة قديمة للشاعر عمر أبو ريشة نسيتها زمناً، لكنني وجدتها تلح على ذاكرتي هذه اللحظة.. يقول عمر أبو ريشة:
"تتساءلين.. علامَ يحيا
هؤلاء الأشقياء..!
المتعبون ودربهم
قفر ومرماهم هباءْ
الذاهلون الواجمون
أمام نعش الكبرياءْ!
الصابرون على الجراح/ المطرقون على الحياءْ!
أنستهم الأيام، ما/ ضحكُ الحياة وما البكاءْ
أزرت بدنياهم، ولمْ/ تترك لهم فيها رجاء
تتساءلين.. وكيف أعلمُ/ ما يَرون على البقاءْ؟!
امضي لشأنك...
اسكني..
أنا واحد من هؤلاء!"
** شكر خاص:
من الأعماق أشكر الأستاذ محمد بن عبد الله السيف أحد المشرفين على تحرير مجلة )صدى طويق( والذي يحرص على موافاتي بالكثير من الاصدارات المحلية ما بين روايات وكتب..
مرة أخرى شكراً.. أستاذ محمد ولنا وقفة اخرى قريباً مع تلك الاصدارات.
Email: fowzj@ hitmail. com
الرياض الرمز البريدي 11575 ص.ب 61905
|
|
|
|
|