أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th April,2001 العدد:10420الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,محرم 1422

مقـالات

رسالة للوالد عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
د. علي بن شويل القرني
كنت حسب ظني أول من كتب في صحافتنا عن البوكيمون، وكان على هذه الصفحة بتاريخ 27/6/1421ه تحت عنوان )على خلفية صراع الكراتين بين ميكي وبوكيمون: هل يصبح بوكيمون "الياباني" شخصية القرن الحادي والعشرين؟(،
وكنت قد تناولت الموضوع من عدة زوايا، من بينها المخترع لهذه الشخصية )ساتوشي تاجر(، الذي باع ملكية هذه الشخصية الى شركة نينتندو للتسويق العالمي.. وكذلك تعرضت في المقال الى ان هذه الشخصية ظهرت في المجتمع الياباني عام 1996م،
ثم دخلت سريعا الى المجتمع الأمريكي ابتداء من سبتمبر 1998م.. وخلال خمسة اشهر فقط اجتاحت هذه الشخصية كل المجتمع الأمريكي.. وتعرضت وكان هذا محور المقال الى الصراع الثقافي بين الثقافتين الشرقية والغربية من أجل التأثير على عقول الأجيال في المجتمعات العالمية من خلال شخصيتي ميكي ماوس الأمريكية وبوكيمون اليابانية وأسميتها ب"أيديولوجية الكراتين".. كما نوهت الى القوى المعارضة داخل المجتمع الأمريكي لهذه الشخصية،
وخصوصا من القوى المسيحية المحافظة، وتحديدا ما قالته هذه الجماعات عن أن مجموعة أفكار البوكيمون هي خروج على المألوف الديني من خلال مفاهيم امتلاك القوة والسيطرة على العالم.. إلخ.
كان هذا قبل حوالي سبعة أشهر، وبعد ذلك تابعت حركة نشر مكثفة حول الموضوع، من مختلف الفئات وفي معظم الصحف.. الى أن وصلت الى بيان التحريم من سماحة الشيخ الوالد/ عبدالعزيز بن عبد لله آل الشيخ يحفظه الله وقد سرني هذا التوجه القوي لمؤسساتنا الدينية نحو فرز المستحدثات الفكرية التي قد تؤثر علي نشأة وتكوين جيلنا المستقبلي الواعد بإذن الله..
وأعتقد بأن وصول هذا التوجه لى درجة التحريم معناه أن هناك صورة قاتمة جدا قد تم نقلها الى فضيلة الشيخ يحفظه الله ولا أشك لحظة في انه يوجد حول الشيخ اشخاص مخلصون مجتهدون يبتغون الأجر والثواب من الله.. وقد اجتهدوا في وضع صورة وتجميع حقائق عن هذا الموضوع وغيره من الموضوعات التي تستلزم الفتاوى الشرعية.
ونحن نعلم أن مكتب المفتي العام يضطلع بمسؤوليات ضخمة تجاه مسألة الافتاء، التي يتطلبها وقت وتفكير، واستحضارات واسعة، ومعلومات متفرقة ودراسات متعمقة نحو الأمور المراد استصدار فتوى حولها..
وهذا هو المتبع والمطلوب حسب توقعاتنا تجاه هذه الأمور التي عادة ما تحمل في طياتها احيانا حساسيات معينة أو ارتباكات خاصة لأطراف أخرى ربما تكون مستفيدة أو تكون غير مدركة للمسائل الفكرية المحيطة بالموضوع.. ومن هنا فنحن نستشعر جسامة المسؤولية المناطة بفضيلة الشيخ وكبر المهمة الملقاة على عاتقه أعانه الله ووفقه لما فيه صالحنا وخيرنا في الدنيا والآخرة..
وهنا نعرض لموضوع آليات اتخاذ قرار الفتوى وإجراءات عملها، وربما يكون ذلك مجال اهتمام لنا ولغيرنا من المعنيين بذلك،
وخصوصا من المجتمعات الخارجية.. وأرجو ان تسعى الصفحات والبرامج المتخصصة في وسائل اعلامنا الى ابراز ذلك وتغطيته لأهميته، بهدف التوعية وإعطائه الخلفيات التي تحتاجها وسائل الاعلام والناس عامة في الداخل والخارج.. ونحن نعلم حجم الاعمال ومساحة الحركة التي تضيق أو تتسع امام مكتب الإفتاء عند معالجته لقضية او دخوله في مسألة..
وربما يحتاج المكتب الى جهود اضافية كبيرة تساهم الى جانب الجهود الأخرى القائمة حاليا في بلورة أمور، وتأسيس معارف وابراز جوانب في مجالات عامة مرتبطة بموضوع او قضية الفتوى..
وهنا أود الاقتراح لفضيلة والدنا الشيخ عبد لعزيز بن عبد لله آل الشيخ في أن يعمل معه في المكتب العام للافتاء مجلس موسع يتم اختياره من مختلف شرائح المجتمع،
والتخصصات ويعمل على مساندة فضيلة المفتي في ايجاد الدعم المعلوماتي الذي قد تستلزمه بعض الموضوعات المتخصصة.. فقد يدخل في هذا المجلس أطباء ومهندسون ورجال اعلام وتعليم ،
وعلماء وأصحاب خبرات متنوعة، وذوو لغات أجنبية، وبعض المثقفين والمفكرين وبعض الشخصيات النسائية.. كل هؤلاء الأعضاء مجتمعين أو منفردين يقدمون تقارير معلوماتية متخصصة في المجال الذي يوجه به فضيلة المفتي،
بحيث تكون هناك دراسة مستفيضة عن كافة جوانب الموضوع.. وحتى لا تكون هناك ثغرة لا قدر الله أو يكون هناك غياب لمعلومة فنية أو متخصصة تكون مهمة تماما في توصيل الفتوى الى مبتغاها الشرعي..
والهدف من هذا المجلس او اللجنة هو توسيع دائرة النقاش في موضوعات مهمة ترتبط بمسائل معقدة، وتستلزم جمع معلومات وحقائق،
وربما ايضا آراء فنية من أهل العلم والاختصاص..
وفوق كل هذا آراء وافكار تنويرية لمختلف الجوانب والزوايا التي تحيط بالموضوع.. ويكون رأي المجلس مجرد أفكار لصاحب الشأن أن يستنير بها قبل إصدار الفتوى،
فلربما فتحت مجالا لم يكن في الحسبان أو أنها كشفت حالة كانت غير مدركة،
او أنها دعمت توجها كان في الحسبان من قبل، وبالتالي تقوى الحجج والبراهين التي تقف وراءها الفتوى الشرعية..
ونحن نقف الى جانب كل فتوى شرعية لأننا نؤجر على اتباعها وتنفيذها، ونؤثم على مخالفتها وإهمالها.. ومن هذا فنحن نعتقد والله أعلم أن مثل هذا المجلس سيحقق فائدة معينة للمكتب العام للإفتاء..
وفي اقل تقدير لهذا المجلس ان يكون مجلسا متخصصا للدراسات والبحث المتعمق والآراء المختلفة التي تحقق الفائدة الشرعية باذن الله تعالى..
ووجود المجلس اذا لم يعط نفعا فلن يضر ابداً بل إنه سيكون شبيها بما هو معمول به في الاجهزة التنفيذية للدولة حيث يتكون مجموعة خبراء ولجان استشارية حول اصحاب القرار يساهمون في اعداد تقارير متخصصة حول الموضوعات قبل اتخاذ قرارات تنفيذية حولها.. ونؤكد هنا ان آراء اعضاء هذا المجلس ليست شرعية،
فهم لا يفتون في الموضوع، ولكنهم يخدمون عملية الفتوى.. ويهيئون لها كل سبل الحيطة والحذر التي تستلزمها..
والله الموفق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved