أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 9th April,2001 العدد:10420الطبعةالاولـي الأثنين 15 ,محرم 1422

مقـالات

دقات الثواني
طلابنا بين العظم واللحم
د.عائض الردادي
تلقيت رسالة فاكسية من الاخ علي بن عبد الرحمن العمري رئيس اللجنة الاعلامية في اللقاء التاسع لمديري التعليم الذي سيعقد في المدينة المنورة، يدعوني من خلالها الى المشاركة بالرأي حول محوري اللقاء وهما: الجانب الفكري، والجانب الإجرائي، ويتضمن المحور الأول ما يجد على الصعيد العالمي في ميدان التربية والتعليم للإفادة الواعية من تجارب الأمم وفق خصوصية مجتمعنا، ويهدف الجانب الإجرائي الى النظر في تطوير القرارات والأنظمة الجديدة وتفعيلها، ودراسة التوصيات حولها كمشروع عبد الله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي،
ولائحة تقويم طلاب الثانوية، والقواعد التنظيمية وصلاحيات مديري المدارس وغيرها.
ومع أنني أعلم ألا رابط بين هذا اللقاء وضرب طلاب ثانوية )الثمد( في المدينة المنورة لمدرسيهم إلا أنه ارتبط في ذهني هذا بذاك لصلتهما بالعملية التربوية، فمثل هذا الحادث لم يحدث مع بداية المدارس الحديثة في بلادنا فكيف يحدث الآن وقد دخل التعليم كل بيت، والسبب الرئيسي من وجهة نظري يعود الى مبالغة التربويين لدينا في تدليل الطلاب، تقليداً لتجارب الآخرين دون مراعاة الفوارق بين المجتمعات، وأستطيع أن أقول: إن الأمر قد تحول لدينا بمقدار 180 درجة، من مقولة الاجداد إذا ذهبوا بابنهم لمدرس الكتاتيب )لك اللحم ولنا العظم( يريدون القسوة مع الطالب بضربه بما يؤدي الى تمزيق اللحم مع الحفاظ على العظام دون تكسير، الى تدليل الطالب تدليلاً ذهب بكل هيبة للمدير والمدرس بالسكوت عن كل تصرفاته خوفاً من تعقيده حتى انقلبت الأمور فأصبح المدير والمدرس هما اللذان ينصاعان لما يريده الطالب وإذا صدر من المدير أو المدرس كلمة غير مناسبة لا يكفي الطالب أو ولي أمره الاعتذار بل يحزمان أمرهما لضرب المدرس كما حصل في إحدى مدارس جدة أو يتجمع 8 طلاب ليكمنوا لمدرسيهم لضربهم كما حصل في ثانوية )الثمد( في المدينة بالرغم من اعتذار المدرس والمدير للطالب ان صح ما قيل عن صدور كلمة غير مناسبة من المدرس، وهل الكلمة تقابل بمعركة تدخل المدرس وزملاءه المستشفيات؟ فهل ينظر المجتمعون فيما صدر من قرارات تقلل هيبة مدير المدرسة ومدرسيها، ومن ذلك إلغاء درجات السلوك والمواظبة، فقد صار الطالب مؤدباً لمدرسيه ومرعباً لهم بالضرب أو تكسير السيارة أو غيرها.
كان الطالب يحترم أستاذه حيناً ويخافه حيناً، وكان المدرس يعطف على طلابه ويترفع عن الكلمات الجارحة، وكان احترام الأستاذ يُغرس في نفس الطالب من المرحلة الابتدائية حين يُعلْم الطالب فضل المدرس وحق احترامه،
ومن ذلك الوقوف احتراما للمدرس إذا دخل الفصل، ومازالت الأمور تهوِّن شخصية المعلم شيئا فشيئا في نفوس الطلاب حتى وصل الأمر الى ضرب المدرس بعد ان حُرِّم ضرب الطلاب وهو قرار صائب، فهل نعيد لطلابنا قيمة المعلم، وما له من أدب واحترام؟
وإذا فعلنا ذلك فلن نجد مدرساً يُضرب من طالب على قلة الأحداث لدينا، ولكنها مؤشر لتحول في مجتمعنا.
الجانب الفكري مهم في حوارات اللقاء، والأهم منه تفعيل النقاط الخمس عشرة التي تضمنها المحور، وألا تبقى توصيات كباقي المؤتمرات التي ملَّ الناس منها حتى لم يعد بعضنا يقرؤها لكثرة التوصيات وقلة التنفيذ، أما الجانب الإجرائي فأظن أن لائحة تقويم الطلاب وبخاصة الثانوية العامة بحاجة الى دراسة أعمق لئلا يضيع أبناؤنا في التجارب،
فنجد عندنا طلاباً ضاعوا بين لوائح الامتحانات التي أصبح أكثر تركيزها على التشديد لئلا ترتفع نسبة الطلاب فيدخلوا الجامعات، مع أن الهدف هو التعليم نظرياً وتطبيقياً في الحياة،
وليس دخول الجامعة أو الحدمنه، ونرجو أن نقرأ عن النقاط الأربع المطروحة في هذا المحور تفعيلاً أكثر من التنظير، وأن ينظر الى تجربتنا الوطنية أكثر من النظر للتجارب الأخرى، فلكل أرض تربة ونبات.
للتواصل: ص.ب 45209 - الرياض 11512
فاكس: 4012691

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved