| وطن ومواطن
الكل منا يدرك جيداً أن الموظف في أي مرفق من مرافق الدولة أعزها الله أوجد من أجل خدمة المواطن وتذليل الصعاب أمامه ومبدأ ولي الأمر واضح في ذلك وجلي فلو تدارسنا أنظمة الدولة لوجدنا أن كل دائرة حكومية وضع لها مرجع يحاسبها ويراجعها عن الإنجازات وماذا قدمت للمواطن والكل يعرف ذلك جيداً والخطأ الحاصل الآن هو في جهة المراقبة لهذه الدائرة أو تلك والخيرون في هذا البلد ولله الحمد موجودون ولكنهم محدودون ويقف أمامهم أوجه الشر الذين لم يتربوا التربية الفاضلة.
ان الوقت الذي تعيش فيه الدوائر الحكومية أو المؤسسات والشركات العامة على مختلف انواعها تحتاج إلى مراجعة والكل يطالب بسعودة الأفكار والانظمة التي نعيش فيها وسعودة الدوائر الحكومية واحياناً يصاب المواطن منا (بخيبة أمل كبرى) نظراً لقصر نظر بعض العقلية السعودية الفردية فكثيرمن المسؤولين الذين يعملون في الدوائر الحكومية يعتمدون اعتماداً كلياً على أفكار مستورة في تنفيذ الأعمال على الرغم من كفاءة المواطن السعودي عندما يجد إدارة واعية ومتابعة. وما دعاني إلى تحرير هذه المذكرة هو في واقع تجربة مريرة جداً عندما ذهبت إلى فرع كهرباء المجمعة وطلبت نقل عداد واحد وأكثر من شهرين وأنا أراجع المسؤولين السعوديين وللأسف الشديد خرج أكثر من واحد لمعاينة المكان وكل فرد من هؤلاء تفهم منه أن هذا العداد بنقله سوف يكلف المبلغ الفلاني واستمررت على هذه الحالة وقسم المهندسين يعدني كل اسبوع بالأسبوع الثاني ومضى الوقت الى أن عرف احد المواطنين جزاه الله خيراً وقال لي اذا تريد أن تنقل العداد بسرعة اتصل بالمهندس فلان وهو أحد المتعاقدين مع الشركة من الاخوة العرب ولم أعرف هذا المهندس العاقل الذي كله حيوية وحادثته هاتفياً ووعدني بتركيبه وفي اليوم الثاني حضر شباب سعودي أعادوا الحيوية الى نفسي بعد إحباط شديد في مراجعتي لفرع الشركة الموحدة فساعدني الشاب السعودي بإزميله وذراعه القوية بفتح فتحة في الجدار لتركيب العداد الجديد والثاني يحضر الأسلاك وما هي إلا دقائق معدودة حتى نقل العداد بسواعد فنية سعودية وبعدها احترت في أمري وأخذت الأفكار تراودني مادام الشباب السعودي لديه المقدرة على تحمل الصعاب والتعب فيا ترى أين الخلل هل هو من المدير الذي لايعرف شيئاً عن متابعة العمل أم أن المهندسين السعوديين لم يمنحوا صلاحية مثلما منح هذا المهندس النبيل المتعاقد. إن الجميع يسوق هذه الملاحظة الى إدارة الشركة الموحدة في الرياض هل تجلت على منح الصلاحيات للمهندسين السعوديين أم أنها حتى الآن لم تعثر على مهندس كفء لمثل هذا المنصب أم أن إدارة الشركة الموحدة حتى الآن لم توفق في اختيار مدراء الفروع الذين احياناً يختارون بالعاطفة وليس بالجدارة مع احترامنا لكل المدراء وليس هذا تعاليا عليهم ولكن المصلحة فوق المناصب
والله من وراء القصد
حمد عبدالرحمن الحقيل
المجمعة / الحائر
|
|
|
|
|