| عزيزتـي الجزيرة
لا تخلو هذه الدنيا من المنغصات ، ولابد من ان يعكر صفو ايامها الكدر، وهذه هي سنة الحياة وهذه هي الدنيا فهي دار ممر لا دار مقر ودار عمل لا دار حساب، وكل ذلك بتدبير من المولى عز وجل ونحن به مؤمنون وعلى قضائه وبلائه صابرون، وفي كل يوم تخطف يد المنون بقدر من الله اناسا وتوصلهم الى منازل الآخرة ولقد فجعت مدينة تمير في يوم الاربعاء العاشر من شهر الله المحرم من هذا العام 1422ه بخطب جلل ومصيبة كبيرة الا وهي وفاة علم من اعلامها ورجلا من رجالاتها الاخيار انه العم الشيخ محمد بن هديب المنصور آل عبد الله، الذي عرف عنه الكثير من اعمال البر والخير والعبادة ومحبة الناس والمواظبة على النوافل وسلامة الصدر وملازمة المساجد ولقد ابتلي بالمرض لسنوات فصبر واحتسب فهنيئا له، فما زاده المرض الا ايمانا ويقينا وصبرا ويكفيه قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رحم الله هذا الفارس الذي ترجل عن جواده وودع الدنيا ولذاتها الزائلة راجيا من الله الاجر العظيم والثواب الكبير فاللهم ارحم الشيخ محمد وجازه بخير الجزاء واجعل الفردوس منزلته واجبر قلوب ابنائه على فقده واجبر عزاءهم فيه فانها طريق مشى عليها الاولون وتبعهم فيها الآخرون قال تعالى : "إنك ميت وإنهم ميتون".
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين وتجاوز عن سيئاتهم وزلاتهم وارحمهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.
محمد بن إبراهيم السلوم
|
|
|
|
|