أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th April,2001 العدد:10419الطبعةالاولـي الأحد 14 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

لنتصارح.. عناصر مهمة لكي نتجنب فواجع المرور
عزيزتي الجزيرة..
تحية طيبة وبعد:
الحياة بحلوها ومرها مدارها على التكاتف والتعاون.. وقيادة السيارة.. هذا البعبع المخيف "إن اسيئ استخدامه" يقع ضمن هذه المنظومة.. ولا يخالج أحدنا شك في ان المرور لدينا يحتاج إلى مبضع جراح ماهر وعملية عاجلة توقف بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى هذا النزيف الحاد والمتواصل، والمتمثل في الخسائر المتلاحقة بشرياً واقتصادياً.
أعزائي منسوبي المرور.. احبائي مواطني ومقيمي هذا البلد الخير المعطاء نضيق ذرعاً والله حين نرى هذا التصدع.. نتوجس خيفة حين يمثل أمامنا هذا الشرخ.. نتألم حين لا نجد تغيراً في الحال.. فيا ترى إلى متى والغول فاغراً فاه لالتقاط المزيد من فرائسه.. إلى متى والخطر يتربص بعابري السبيل من أرباب الخطر والمسالمين؟!.
إذاً.. لنتصارح ولندع للقلم ان يخط ما خالج الشعور وما عساه ان يساهم ولو بقدر بسيط في درء هذه الأخطار المشاهدة صباح مساء تعلمون اخوتي الكرام ان عملية الضبط المروري ترتكز في مدلولها على عدة عوامل وأسس أحاول تلخيصها فيما يلي:
1 رجل المرور هذا الشخص الذي لا نشك ان شاء الله في نزاهته وعدله وحرصه على أداء واجبه وما اسند اليه وتحري الصواب في ذلك ما امكن والشاذ لا حكم له ولكن ايضاً فالنفس امارة بالسوء والمخلص في عمله يتطلع إلى الكمال أو قريباً منه حيث الكمال المطلق لله وحده لا شريك له.. إذاً ما المطلوب حتى لا ندع للمخالفين عذراً.. المطلوب من وجهة نظري المتواضعة ما يلي:
أ: التأهيل العلمي والعملي لرجل المرور باعتباره حجر الزاوية ونقطة التقاء الساكنين في هذه العملية المتشابكة وإذا لم يكن المسؤول في مكتبه والمتعامل أيضاً مع الجمهور في الميدان متعلماً ومثقفاً ومؤهلاً لهذا العمل الدقيق والحساس في نفس الوقت فلا مناص من القول بأننا لن نخطو إلى الأمام مطلقا في هذا الجانب بل مكانك راوح والتأهيل إن كان فيه صعوبة لمن هم في سلك المرور حالياً فليكن البديل دورات تدريبية تأهيلية "نظرية وتطبيقية" تعقد على مدار السنة والشهر والأسبوع واليوم.. كل بحسبه.. ويكون البرنامج في هذه الدورات مبنياً على اساس قوي ومضمون شامل لجميع السلوكيات المطلوبة من رجل المرور من ثقافة عامة وضبط للأداء واخلاق عالية وتهذيب سام وتعامل مثالي ونبيل مع المراجعين وقائدي السيارات حيث ان هذه الصفات إذا لم تتوافر في رجل المرور وهو القدوة لقائدي المركبات فهل ننتظر منهم الالتزام بالنظام المروري وعدم ارتكاب الأخطاء من سرعة وقطع إشارة وتجاوز خاطئ.. الخ، وهم يرون هذه المخالفات او بعضا منها تقع ممن ينهى عنها ويحذر منها "وفاقد الشيء لا يعطيه" وقد شاهدت عدة حالات من هذا النوع بنفسي.
ب: تحري الدقة والأمانة والنزاهة حين التعامل مع أصحاب المخالفات وليحرص قائد الدورية ورجل المرور على العدل والمساواة واختيار الألفاظ الحسنة والعبارات المحببة إلى النفوس من حيث انه في مقام المربي والمعالج قبل ان يكون في مقام المعاقب وموقع الجزاء.. وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني، وكم من عبارة جافة وتعامل فج غليظ هدم اكثر مما بنى وافسد اكثر مما اصلح ولنأخذ دليلاً على ذلك قول ربنا عز وجل مخاطباً نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك.." الآية 159 آل عمران.
ج: القيام بالعمل الموكل اليه خير قيام من تكثيف نقاط التفتيش الفجائي على أصحاب المركبات للتأكد من حمل الرخصة والاستمارة وخلافهما، ومراقبة حركة السير ومرتكبي المخالفات عن طريق سيارات سرية التي أرى أنها سوف تؤدي دوراً كبيراً جداً ومضاعفاً في الحد من المخالفات الكثيرة فالمخالف او من راودته نفسه على فعل المخالفة سيحجم عن ارتكابها او محاولة ذلك لظنه بأن كل سيارة بجانبه أو قريبة منه تابعة للمرور السري وان كانت لأحد المواطنين.. كما ان متابعة الحدث عن طريق الدراجات النارية سيسهل كثيراً من أداء هذا العمل لمقدرة هذه الدراجات على تخطي الزحام والمرور في شوارع ضيقة وطرق وعرة.
2 قائد المركبة وهو الشخص الذي تحكمه هذه العملية ونظامها الذي وضع من اجل سلامته ومن معه.. فلابد إذاً من تعاونه مع رجل المرور بل من الواجب عليه ذلك.. ولكن تكاثرت الظباء على خراش فيما يدري خراش ما يصيد.. وما اعنيه هنا هو فتح المجال للجميع في القيادة دون وضع ضوابط معينة تساعد على تلافي او التقليل من هذا الارباك المروري المزعج وما ينتج في خضمه من حوادث فاجعة.. حيث الملاحظ الآن قيادة الصغير والكبير والمثقف والعامي والعربي والاعجمي والعامل وصاحب العمل ومن يعي قواعد السير ومن لا يعي والجاهل والمعاند والمكابر فكل احتك بالآخر وأخذ من ثقافته ومما لديه حسن ام قبيح لهذا كله أفليس من المستحسن تشكيل لجان من ذوي الاختصاص للقيام بوضع دراسات ميدانية والبحث وبشكل دقيق وشامل عن الأسباب الجوهرية التي نتجت عنها مشكلة السير في شوارع المدن الكبرى خاصة والطرق الأخرى على وجه العموم التي أرى ان من ضمنها اتحاد مواعيد الذهاب والاياب بالنسبة للموظفين والمدرسين والطلبة او تقاربها، وتفرد كل بسيارته إلا ما ندر.. ولو ان وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات حاولتا في إمكانية التعاقد مع شركات لنقل الطلبة والطالبات بشكل موسع وبأجر رمزي ليساهم ذلك في تخفيف الزحام وبالتالي ما ينجم عنه من حوادث مهلكة او مقعدة او مستنزفة لاقتصادنا والحد ايضاً من خروج الموظفين من مكاتبهم وتركهم أعمالهم بحجة ايصال اولادهم إلى بيوتهم.. كما ان من اسباب ذلك اعطاء الحرية المطلقة لمنسوبي الشركات والمؤسسات في التنقل بسياراتهم الشخصية او التابعة لمؤسساتهم وهذا التنقل يتم احياناً او غالباً بشكل فردي وهذا ما ساهم في اتساع حجم المشكلة وازدياد معاناتنا اليومية فلم لا يلزم أصحاب المؤسسات والشركات بتوفير حافلات لنقل منسوبيهم من وإلى المقر.
3 الطريق وهو ما يخص وزارة البلديات ووزارة المواصلات كل وما يخصه ففي المدن الكبرى كالرياض مثلاً، فالأمر يحتاج إلى نظر من حيث قلة الطرق الدائرية وعدم تناسب الموجود حالياً مع حركة السير فطريق واحد لا يكفي ولا يغطي الكثافة المرورية المتزايدة في كل عام والمشاهد لأعداد السيارات حالياً تكون لديه قناعة تامة بضرورة انشاء خطوط اخرى موازية لما هو منشأ وكذا الغاء إشارات بعض التقاطعات ذات الازدحام المروري واستبدالها بدوارات سلسة لا يكون معها اعاقة لحركة السير.
اما ما يتعلق بالخطوط الخارجية وبخاصة منها ما كان ذا مسار واحد ويتصف بالارتفاع والضيق فمن الواجب على جهة الاختصاص اعطاؤه الأهمية والأولوية في اصلاحه وازدواجيته.
4 الماشية.. وهذه قد تكون قاسماً مشتركاً في بعض الحوادث وبالرغم مما وضع لها من أنظمة وتعليمات ومصادرة وغرامات إلا ان خطرها مازال موجوداً فهل عدم تطبيق ما ذكر هو ما دعا أصحابها إلى اهمالها؟ وهل للواسطة دور في ذلك؟!.
وفي الختام آمل وأتمنى من كل قلبي ان يأتي اليوم الذي لا نرى فيه حادثاً واحداً، راجياً من الله العلي القدير ان يتحقق ذلك قريباً على أرض الواقع وان يكلل جهود العاملين المخلصين بالتوفيق والنجاح وان يجنبنا واياكم والمسلمين جميعاً كل سوء ومكروه والحمد لله أولاً وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن عبدالرحمن الغماس الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved