| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
تحتضن طيبة الطيبة بلد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الايام ملتقى تربويا هاما يضم من هم على رأس الهرم التعليمي في كل منطقة ومحافظة من بلدنا الغالي من اجل التواصل التعليمي والتربوي حيث تصب مخرجات هذه اللقاءات في صالح ابنائنا الطلاب وفي صالح كل ما يهم ويشغل بال التربويين واولياء امور طلاب المدارس.
وقد وفقت الوزارة حسب رأيي المتواضع في اختيار موضوع هذا اللقاء الذي يتمحور حول "التربية الاخلاقية" حقا انه موضوع يستحق ان يكون عنوانا لهذا اللقاء التربوي الهام لان التربية الاخلاقية قبل كل شيء ونحن في المدارس نربي من اجل ان نعلم والتربية والتعليم صنوان وعنصران متداخلان تربطهما رابطة قوية ومتينة اسأل الله سبحانه وتعالى ان تتكلل جهود مديري التعليم بقيادة ربان هذه السفينة التربوية والتعليمية معالي الدكتور محمد بن احمد الرشيد وزير المعارف بالنجاح وان يخرج هذا اللقاء بتوصيات طيبة تتلاءم مع واقعنا التربوي والتعليمي وما نعيشه من متغيرات شتى وان تكون المتابعة جادة ومستمرة في التطبيق الميداني في المدارس.
وان تزود المدارس بتوصيات ونتائج هذا اللقاء وما تمخض عنه من آراء ومقترحات.
واود في هذا السياق ان اشارك في هذا اللقاء التربوي من خلال هذه السطور على النحو التالي:
اولا: وراء كل هذه الجهود التعليمية والتربوية جهاز متكامل وهو وزارة المعارف التي ينبثق منها التربويون. (مديرو التعليم والمشرفون والمدرسون) والمدرس هو بطبيعة الحال المعنى بتطبيق القرارات واللوائح التعليمية داخل الميدان المدرسي ويحتاج من الوزارة الدعم والتشجيع والثناء والمبادرة في سبيل زيادة الانتاجية منه وكثيراً ما نلاحظ بعض الانظمة والقرارات والتعاميم توحي بمفردة قاسية نوعا ما على المدرسين مثل (سوف يقوم المشرفون التربويون بمتابعة تطبيق هذا التعميم والمرور على المدارس ومحاسبة المدارس او المدرس او المدير المقصر وغير المستجيب) وكذلك نسمع ونقرأ مع بداية كل عام دراسي او فصلي نغمة تتكرر ان تكون البداية جادة وحازمة والذي يفسر هذا الامر يقول ان المدارس لا تكترث بهذا الجانب ولا تعيره اي اهتمام! والحمد لله ان الامانة هي سمة المدرس المخلص وانه يضع هذا الشرط الشرعي امام ناظريه في كل اعماله المدرسية لذا ارى ان نربأ بأنفسنا كتربويين عن استخدام بعض المفردات التعسفية والتي ربما يقترن معها احباط المدرس دون مسوغ.
ثانيا: التربية الاخلاقية مقترنة بالتأدب الاخلاقي والعقاب الايجابي والسلبي، ولنا في رسول الله اسوة حسنة في موضوع الصلاة والذي يتدرج من الامر الى الضرب لذا ارى منح مديري المدارس بتكوين لجنة نظامية داخل المدرسة تعنى بتطبيق الاجراءات النظامية في حالة الاخلال بنظام المدرسة او خروج الطلاب عن المألوف.
ثالثا: درجتا المواظبة والسلوك انتزعتا من بطاقة تقويم الطلاب دون اخذ رأي من هم في الميدان او قياس الرأي العام ومعرفة اتجاه المدرسين واولياء امور الطلاب ومن ثم الاخذ بالرأي السائد او الغالب.
رابعا: اشراك المدارس والمناطق التعليمية في قرارات الوزارة والتعاميم الخاصة ببداية العام الدراسي والاختبارات والاجازات والدراسة في رمضان فالكثير اشبع هذا الموضوع كتابة ورأيا عبر وسائل الاعلام والمناداة ببداية دوام رمضان مع الصباح الباكر نحن نتساءل لماذا لا تقوم الوزارة ونحن جزء منها بتطبيق مثلا الدراسة في رمضان ولو لعام واحد وتجرى دراسة واسعة ودراسة النتائج لتتعرف على انتاج الطلاب والمدرسين ومقارنة ذلك مع بداية الدراسة في رمضان الساعة العاشرة صباحا مثلا.
معالي الوزير وانتم ادرى بذلك المدارس فيها من المبدعين واصحاب الآراء والافكار البناءة ما يغني عن كثير من الخبراء المستقدمين من بلاد اخرى فأرى تفعيل دور الرأي العام من خلال الاستطلاع والتحقيق والاستبانة واخذ رأي المدارس والطلاب واولياء امورهم في كثير من مناشط الوزارة وتستطيع الوزارة بكامل اقسامها واجهزتها التعرف على الانظمة والقرارات المناسبة والملائمة لتطبيقها في الميدان المدرسي، وفي دول الغرب قياس رأي الناس هو الذي بموجبه تتخذ القرارات والتعاميم خذ مثلا "اليابان" اذ رأى الجهاز التعليمي هناك تغيير زمن احدى فسح الطلاب والاستراحات واخذ هذا الموضوع على بساط البحث والمناقشة واخذت الآراء والمقترحات اكثر من ثلاثة أعوام من اجل ان يعمم القرار ويطبق داخل مدارس اليابان لم يكن هذا القرار ارتجاليا او اخذ رأي فئة معينة من رجال التعليم بل شمل الاستبيان جميع شرائح المجتمع.
خامسا: يلاحظ يا معالي الوزير ارهاق المدارس بالتعاميم والنشرات المتوالية التي غالبها تخص جانب النشاط ولو اقتصر هذا الموضوع على خطة النشاط والتي تغني عن كثير من التعاميم والنشرات لاكتفى بالمدارس وتستطيع ان تطبق ولو جزءا يسيرا منها على حسب الاستطاعة والامكانات المتاحة اما الوضع الحالي والمشاهد ان الوزارة تخسر الاوراق والطباعة والحبر وآلات التصوير لهذا الجانب ومعظم المدارس ان لم يكن غالبها تمارس الانشطة دون انتظار الامر من ادارات التعليم او الوزارة لانه الملاحظ ان كل نشاط ولو كان يسيرا لابد من ارهاق الادارات التعليمية باصدار تعميم أو نشرة الى المدارس بغرض المشاركة في هذا النشاط والمدارس سوف تنفذه اصلا دون وصول تعميم او نشرة او ربما من باب التعاون مع الاجهزة الاخرى غير وزارة المعارف لماذا لا توفر هذه المصروفات على مثل هذه التعاميم والنشرات الى امور تفيد المدارس كأجهزة الحاسب الآلي والوسائل المعنية وجوائز للطلاب واشياء تشجيعية ويُكتفى بتقرير سنوي او فصلي من المدارس يبين نشاط او عمل كل مدرسة.
وفق الله الجميع الى ما فيه الخير والسداد.
عبد المحسن المحيسن
|
|
|
|
|