| متابعة
تحقيق - هلال الثبيتي
يرعى صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز امير منطقة المدينة المنورة اللقاء التاسع لمديري التعليم بمناطق ومحافظات المملكة وذلك بحضور معالي وزير المعارف الدكتور/ محمد بن احمد الرشيد غداً الاثنين 15/1/1422ه تحت عنوان (التربية الاخلاقية وتحديات العصر)
ولاهمية محور هذا اللقاء الذي يناقشه مديرو التعليم في مختلف مناطق المملكة قامت الجزيرة بفتح ملف التربية الاخلاقية وتحديات العصر وذلك بمناقشة عدد من التربويين والاكاديميين لالقاء الضوء على الاخطار التي تهدد اخلاقيات النشء
ومن المسؤول بشكل مباشر عن هذه الاخلاقيات هل هو البيت ام المدرسة ام المجتمع؟ وما مسؤولية الاعلام بوسائله وقنواته المختلفة؟.
في البداية اكد مدير التعليم بمحافظة الطائف الدكتور/ عبدالله بن حيسون المسعودي ان هذا التفاعل والمشاركة الفاعلة من قبل رجال التربية والتعليم ليس بغريب فهؤلاء رجال همهم الاول هو تربية ابنائنا تربية صحيحة موافقة لكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم محققة لاهداف السياسة العليا للتعليم في المملكة من عهد المؤسس لهذا الكيان الغالي حتى عصرنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود اول وزير للمعارف والذي وضع اللبنات الاولى لهذه الوزارة التربوية.
الأخطار متعددة
وعن الاخطار التي تهدد اخلاقيات النشء قال: هي كثر ومن مشارب مختلفة ومن عدة اتجاهات يصعب علينا حصرها او التصدي لها بدون اعداد العدة اللازمة لذلك وتكاتف الجميع (كل الاطراف المعنية بتربية الابناء) وقبل ذلك الاعتماد على شريعتنا الغراء وجعلها المحور الاساسي لبناء استراتيجيتنا التربوية لصد هذه الاخطار. وبين اننا نعيش في عالم القرية الكونية (العولمة) والثقافة الحديثة بايجابياتها وسلبياتها فالواجب على المعنيين بتربية الابناء تعليمهم الاخذ بالايجابيات والاستفادة منها في خدمة مناهجنا وطرائق تربيتنا ووضع الحلول التربوية الناجحة للتصدي للسلبيات واقناع الابناء بعدم التوجه الى محطات الهدم الاخلاقي والتربية السيئة السلبية ولا يتم ذلك الا بايجاد المواقع والبدائل الايجابية التربوية المساهمة في اثراء معرفتهم وتربيتهم الايجابية.
الكل مشترك
واضاف ان المسؤول عن اخلاقيات النشء فيشترك فيه الكل (المنزل - المدرسة - المجتمع - وسائل الاعلام على مختلف مسمياتها) ولكل دوره في ذلك فلابد من رسم استراتيجية موحدة مبنية على قواعد (شريعتنا السمحاء) للخروج بابنائنا الطلاب الى بر الامان والعبور بهم من خضم الامواج الهادرة التي تواجههم من كل حدب وصوب.
واشار الى ان الاعلام بشكل عام واعلامنا على وجه الخصوص يلعب دوراً فاعلاً وكبيراً جداً في تحييد السلبيات التي تواجه ابناءنا الطلاب ونحن ندرك جميعاً بأن التربية والاعلام لا يمكن الفصل بينهما وهما مكملان لبعضهما البعض وضرورة توحد منهجهما امر ضروري وهذا ما تملكه محاورنا التربوية والاعلامية في وطننا الحبيب وبهذا اللقاء ومن محوره التربوي الكبير نطالب باعلام تربوي رائع يسهم في تجنيب ابنائنا الطلاب مخاطر البث الاعلامي الخارجي السلبي ويركز على الوسائل التربوية ويؤصل مناهجنا الدراسية وفق شريعتنا الغراء.
وقال: ان المتتبع لبرامجنا التربوية وتطوير مناهجنا يلحظ الدور الفاعل التربوي الذي يلعبه كل منتمٍ لاسرة التربية والتعليم فالمعلم والمدير والمشرف التربوي على مختلف تخصصاتهم وادرة المدرسة يولون الجوانب التربوية في تعليم الابناء جل اهتمامهم كماان تدريب وتعليم هؤلاء المعلمين في صروح التعليم العالي واعدادهم بالشكل اللائق يحظى بعناية المخططين في الجامعات والاكاديميات حتى نحصل على جيل تربوي يعطي لأبنائنا الطلاب كل ما يحتاجونه من تربية اخلاقية رائدة.
المسؤولية متكاملة
الاستاذ/ فهد بن سعد الثبيتي مدير مجمع الامير محمد بن عبدالرحمن التعليمي بالطائف قال لا شك ان الاخطار التي تهدد اخلاق النشء كثيرة ومتعددة وهذا ليس جديداً على البشرية بصورة عامة لذلك فقد ارسل الله عز وجل الرسل مبشرين ومنذرين فمن عواقب الجهل بدين الله عز وجل الانحراف الاخلاقي. اما في عصرنا الحاضر فإن الاخطار اكبر واشمل وهي متعددة الجوانب وقد نذرت جمعيات عالمية ذات اتجاهات منحرفة نفسها لتدمير اخلاق الشباب وكذلك طبيعة العصر المادي الذي نعيش فيه والذي لا يقيم وزناً للجانب الروحي ادى ذلك الى خروج النفس البشرية من فطرتها وطبيعتها السوية الى ملذاتها وشهواتها لذا علينا الحذر فالخطر كبير.
وبين ان مسؤولية التربية والاخلاق مسؤولية متكاملة فالبيت هو الذي ينشأ فيه الطفل.
فالطفل ينشأ على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه.
ولذلك فان البيت مسؤول مسؤولية عظيمة ولم ينحرف الشباب في الغرب إلا بعد ان فقد البيت هذه المسؤولية وتفككت الاسرة وسقطت هيبتها.
واضاف ان المدرسة مؤسسة تربوية ذات اهداف مرسومة محددة وعليها يقع عبء كبير في هذا الجانب اما المجتمع فهو نتاج الاسرة والمدرسة فاذا احسنت الاسرة والمدرسة تربية النشء كان هناك مجتمع سليم يقوم بدوره في نبذ كل ما لا يليق بالفرد السوي.
ومجتمعنا الاسلامي له خصوصيته في هذا الجانب لأن الاسلام الدين المتكامل حدد جميع جوانب الحياة ورسمها بطريقة تخرج فرداً ومجتمعاً سوياً. وقال ان وسائل الاعلام خاصة في العصر الحديث حيث تطورت اساليبهاواختصرت العالم الى غرفة صغيرة فان دورها كبير وشامل وبان وهادم في نفس الوقت فإن احسنا توجيه هذه الوسائل بطريقة سليمة كان هناك توجيه اخلاقي طيب وإن كان العكس وهذا ما يحصل في معظم وسائل الاعلام العالمية للاسف الشديد حيث ان معظم الفساد الاخلاقي من انحراف وجريمة أسبابها وسائل الاعلام وما تبثه بطريقة مدروسة بلا شك لتنشر الرذيلة في العالم ومعروف اتجاهات تلك الوسائل الاعلامية لذا فعلى وسائل الاعلام في بلادنا وجميع وسائل الاعلام الاسلامية ان تضع برنامجاً لهذا السيل الجارف لهدم الاخلاق وافساد الشباب والحديث في هذا الجانب طويل ويحتاج الى بحوث من الاكاديميين والمتخصصين.
المسمى ليس مهماً
وعن مسمى وزارة المعارف وعلاقته بالتربية قال ليس المهم المسمى ولا الشعارات بل ما ينفذ فعلاً وأعتقد ان وزارة المعارف في بلادنا تبذل جهوداً جبارة في مجال التربية وتعطيها اولوية قصوى عبر برامج الارشاد الطلابي التي اتمنى ان تتطور بشكل اكبر و اشمل وعبر المنهج الدراسي بجميع مقرراته المختلفة.
الأخطار تتنامى
ومن جانبه اكد الاستاذ/ بخيت بن عبدالله الغامدي مدير متوسطة المثنى بن حارثة ان هناك اخطاراً تهدد اخلاقيات النشء تلك الاخلاقيات التي تتنافى مع عادات وتقاليد وعقيدة مجتمعنا الاسلامي قد تؤدي اذا لم تعالج في مهدها الى عواقب وخيمة لا سمح الله منها التفكك الاسري والبطالة والتأثير السلبي على افراد المجتمع الآخرين حيث ان مثل تلك الامور سهل وقوع الشباب في سن الدراسة فيها مصدرها القنوات الفضائية المتعددة المفتوحة والانترنت، والحاسوب، وبعض من المجلات الهابطة، ووسائل الاعلام (البعض منها) سواء المسموع او المرئي.
المجتمع مسؤول بأسره
واضاف ان البيت والمدرسة والاسرة والمجتمع بأسره مسئول مسؤولية كاملة عن هذه الاخلاقيات ودون تضافر وتعاون الجهود وتوحيدها بين هذه الفئات لن تكون هناك جدوى من الحد من هذه الاخطار ولن تستقيم الامور إلا باكتمال اضلاع المربع.
وعن دور الاعلام في التربية الاخلاقية وتحديات العصر قال مما يظهر على السطح ويلاحظ ويشاهد اجد أن الإعلام بكافة قنواته المختلفة زاد عليه العبء وثقل الحمل ويحتاج الى استنفار في تكثيف الحملات الاعلامية بالمس المباشر للجوانب الايجابية وتعزيزها وكذلك السلبية وايجاد العلاج لها فالارشاد الوقائي افضل بكثير من الارشاد العلاجي وذلك باستقطاب اصحاب الفكر.
أنظمة صارمة
واضاف نحن بحاجة ماسة جداً في ظل الانفجار المعرفي وتحديات العصر الى إعطاء هذا الجانب جل الاهتمام علاوة على ما نحن بصدده حيث شعارنا دائماً (التربية قبل التعليم) وارى ان هذا الجانب اهم من الجانب التعليمي اولاً والتعليم ثانياً واقترح على وزارتنا الموقرة ان تكون هناك ضوابط صارمة محددة بانظمة للقضاء على كل الاخلاقيات الخطرة على فلذات اكبادنا ومجتمعنا بشكل عام.
وقال ارى ان يكون المسمى وزارة التربية والتعليم علماً بأن التربية ولله الحمد في مدارسنا ولكن في ظل الظروف الحالية نحتاج الى تضافر الجهود وايلاء الموضوع جل الاهتمام.
الأخطار عديدة
اما الاستاذ/ عبدالله بن علي الانسي المحاضر بقسم التربية وعلم النفس بكلية المعلمين بمحافظة الطائف قال:
يواجه المجتمع السعودي اخطاراً عديدة تهدد اخلاقيات النشء نتيجة لما افرزته المتغيرات الحضارية مما فاجأ الانسان السعودي فأصبح يتساءل..لماذا ضاعت القيم والاخلاق عند التحدث عن الواقع المرير والمؤلم لما يحدث اليوم من انحرافات سلوكية كالقتل، الانتحار، والجرائم الاخلاقية الشاذة؟!. ولماذا اصبح طلاب المدارس في مراحل التعليم يحملون الاسلحة النارية والآلات الحادة ليتقاتلوا ويعتدوا بها على الآخرين داخل المدرسة وخارجها؟!
وأضاف أن من أهم الأخطار:
1- اساءة البعض من الاستفادة من الطفرة المادية وبالذات في المسؤولية والواجب تجاه الأسرة فيتجاوز البعض حد الاستهلاك المباح ليصل الى حد الاستهلاك الحرام وذلك عن طريق الاعتقاد بأن توفر المال يعوض غياب الام والاب خاصة لانشغاله بأعماله الخاصة فكانت النتيجة:
- فقدان الاسرة لوحدتها النفسية والعاطفية والاجتماعية، فقدان النشء للاشباع العاطفي ولغة الاتصال والتحاور والمصارحة فيشعر بالعزلة والاغتراب - عدم الشعور بتحقيق الذات لما يواجههم من تناقض فيتجهون للبحث عنها خارج المنزل مع رفقاء السوء والذين قد يؤثرون عليهم بافكارهم الخاطئة والمنحرفة.
2- سوء فهم المتغيرات الحضارية المعاصرة والتعامل معها، فقط لفقدان الاسرة لدورها التربوي فقد كانت المدرسة البيت الثاني للنشء وكان المعلم عنصراً مهماً في حياة النشء من حيث تأثيره في تكوين افكاره وسلوكه لكن اختلف الوضع الآن بسبب استقلالية النشء في سلوكه وتبعيته، وتوفر وسائل الاتصال والاعلام المختلفة ممثلة في الكمبيوتر والانترنت والفضائيات المتعددة الثقافات.
واكد ان النتيجة كانت ضعف دور المعلم والمدرسة في التأثير على النشء مع عدم القدرة على تهيئة الظروف الملائمة لحاجات النشء الواقعية كما يعيشها الآن لا كما تراه الاسرة والمدرسة فكيف نلوم النشء ونحن لم نفعل شيئاً له غير اننا قتلنا فيه روح الطموح والتفكير وتنمية الاستعداد؟ كيف نلوم النشء وهو يشاهد الابتعاد عن ثوابت الدين والتعليم؟ ويلمس المتغيرات الحضارية المتسارعة التي تبدلت ونحن لم نغير من اساليب التربية والقيم لا على مستوى الاسرة او المدرسة او المجتمع او الاعلام لمواجهة هذه المتغيرات الجديدة.
العلاقات الأسرية شابها التمزق
* واشار الى ان الاخطار التي تهدد النشء ظهرت عندما شاب العلاقات الرسمية التمزق نتيجة لتراكم الخلافات الزوجية ودخول العمالة المنزلية فأوكلت مهمة الطبخ والتربية والمواصلات للخادمة والسائق حتى اصبح النشء يتحدث بلغة الخادمة والتأثر بسلوكهم وملابسهم فغابت كثير من القيم والمبادئ وانتشرت سلوكيات سلبية تحت مظلة التمدن حتى اصبحت الجريمة والسلوكيات الشاذة فناً ومهارة بفضل الفضائيات المتعددة الثقافات التي تقدم دروساً مجانية ومباشرة في علم الجريمة والانحرافات.
3- العنف المنزلي: ان اشكال التفاعل التربوي في مجتمعنا بين الكبار والصغار هي في العموم غير سوية فهذا التفاعل لا يهتم بالتكوين النفسي وخصائصه والحاجات ومتطلبات لكل مرحلة مما يؤدي الى شخصية متصلبة انعزالية قلقة مريضة وشعور بالنقص وهذا يعود الى الخبرات المؤلمة التي يخلقها العنف المنزلي من خلال العلاقة بالوالدين والتي تعتبر مصدراً لأغلب جراحات النشء الذي يحتاج ويعتمد على والديه في العلاقة والحب. وفقدان الحب او الحرمان تمثل اكثر الخبرات المؤلمة وان الايذاء الناتج عن العنف المنزلي والذي بدأ يظهر في مجتمعنا الاسري كحوادث الاعتداء على النشء بكل اشكاله من اهم المخاطر التي تواجه النشء.
العنف المدرسي..والإعلامي
4- العنف المدرسي والاعلامي من اهم الاخطار التي تواجه النشء وانتشار العنف المدرسي نتيجة الخلل في التربية الاسرية وانتشار الفضائيات المتعددة والثقافات فغياب الصورة الابوية السليمة عن النشء يساعد على بروز العنف الاعلامي كممارس للدور الأبوي ما افقد النشء لغة الحوار والاتصال المتبادل بين الوالدين فأثر العنف الاعلامي على سلوكه فأصبح يميل الى العدوانية عند اي استفزاز مهما كان.. لهذا على الاعلام خاصة المرئي القيام بمعالجة جريئة وواعية عن طريق مراجعة الفضائيات لدورها الحقيقي اضافة الى دور الاسرة في متابعة ما يشاهده الابناء في هذه الفضائيات.
أزمة التعليم
وقال تعتبر ازمة التعليم في المملكة من اهم المشكلات التي تهدد النشء خاصة المناهج الدراسية التي ما زالت تعتمد على التلقين والحفظ والاهتمام بالكم على الكيف مما ادى الى ضعف مخرجات التعليم وضعف نسبة التحصيل فالنشء اليوم أمي لا يقدر على فك الحرف ولا هو قادر على الاستيعاب فهو يعاني من التردد وضعف الشخصية وهو بلا شك لا ذنب له في ذلك وانما الاسرة والمدرسة والمجتمع والاعلام يتحملون جزءاً من المسؤولية والاسرة تتحمل المسؤولية الاكبر.
ففي ظل غياب الدور التربوي للاسرة لم تتمكن المدرسة من توفير ابسط قواعد التعامل مع النشء والمعرفة التي يتلقاها لأنها لا تملك الفكر والثقافة ولغة التحاور والتواصل لهذا فالتعليم في مدارسنا يعطي الجانب المعرفي التعليمي الاهتمام الاكبر على حساب الجانب التربوي وما الانحرافات السلوكية والعنف المدرسي والاعتداءات على المعلمين والآخرين إلا دليل على ذلك.وعن مسمى وزارة المعارف قال اما من حيث انسجام مسمى وزارة المعارف مع الدور الذي تقوم به وهو الاهتمام بالجانب المعرفي التعليمي فهو ينسجم تماماً مع الاسم ولهذا فقيام وزارة المعارف بتغيير مسماها الى وزارة التربية والتعليم قد لا ينسجم مع واقع الحال بالرغم ما ينادي به المسؤولون في وزارة المعارف من ان وراء كل امة عظيمة..تربية عظيمة ولكن هذا الشعار لا ينطبق على الواقع الفعلي لدور وزارة المعارف.
مدارس بلا..
وبين الدكتور/ علي حامد الثبيتي المحاضر بكلية المعلمين بالطائف قسم تربية وعلم نفس ان التعليم يسعى في جميع مراحله المختلفة الى اكساب المتعلم مجموعة من المعارف والمهارات التي يفترض ان تترك آثاراً ايجابية في سلوك المتعلمين وتصرفاتهم اليومية داخل المجتمع الذي يعيشون فيه إلا أن الملاحظ يرى ان الممارسات اليومية في مدارسنا تعتمد اعتماداً يكاد يكون كلياً على الثقافة السمعية فقط مع اهمال كبير لدور الحواس الاخرى في العملية التعليمية بالرغم من التحول الكبير والمذهل الذي جاء نتيجة لعصر التقنية والانفجار المعرفي الهائل هذه الثقافة السمعية ورثت لنا نظاماً تعليمياً منقطع الأوصال فالاهداف التعليمية غير واضحة في اذهان المعلمين ولا المتعلمين على حد سواء وطرق التدريس تقليدية بحتة لا تخرج عن الالقاء والتلقين دون تفاعل يذكر خلال الموقف التعليمي وجاء نتيجة لذلك كله نظام الاختبارات التقليدية التي همها الاول والأخير استدعاء المعلومات المحفوظة اساساً لدى المتعلمين دون ترتيب او تصنيف او مقارنة او تفسير لها او تفريق رأي وحقيقة او حتى تفكير فيها في اغلب الاحوال.
وهكذا فإن اغلب الممارسات التعليمية في مدارسنا تفتقر الى تدريب الطلاب على تحمل المسؤولية بصورة عملية ومتواصلة وذلك كاستراتيجية يومية تجاه المحافظة على النظام والنظافة بالمدرسة والاشراف على موجوداتها لغرس القيم والاخلاقيات كتجريدات غامضة وليست كواقع ملموس او ممارس ولعل هذا العصر المعلوماتي الجديد الذي ما زالت مدارسنا تعيش في منأى عنه يتطلب منا خطوات عملية وسريعة لغرس القيم الاخلاقية عن طريق ربطها بالمعارف والمهارات ومن اهم تلك الخطوات:
1- ضرورة ابتعاد المعلمين عن اساليب التهكم والسخرية والقسوة والرفض تجاه التلاميذ فتلك اساليب تخلق الحواجز النفسية بين المعلمين والمتعلمين وتوسع الهوة بين الطرفين مما قد ينعكس على بناء اتجاهات سلبية لدى المتعلمين والعملية التعليمية والتربوية برمتها. وقد يتطور الامر الى الانتقام وتصفية الحسابات.
2- ضرورة تنظيم طرق التدريس لتقابل احتياجات التلاميذ ومساهماتهم من التفاعل المنظم داخل حجرات الدراسة.
3- يجب تدريب التلاميذ على تحمل المسؤولية والتعاون اللطيف وتبادل المعلومات فيما بينهم.
4- اعطاء الطلاب سلطة داخل حجرات الدراسة بصورة يومية.
5- التركيز على نوع الحياة الاجتماعية والاخلاقية مثل الصداقة والمسؤولية والاهداف للتربية.
6- تحميل التلاميذ مسؤوليات محددة داخل المدرسة من خلال ممارسة الانشطة المرتبطة بالمواد الدراسية.
|
|
|
|
|