| المجتمـع
* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
لقد شهدت البنوك السعودية مؤخراً حركة عمل مكثفة في السنوات الاخيرة بسبب زيادة المهام الملقاة عليها ومنها ما تم تنفيذه مؤخراً من صرف مرتبات اكثر الاجهزة الحكومية من خلال البنوك وكذا تسديد فواتير الخدمات من كهرباء وماء وهاتف وتسديد شتى انواع الفواتير المستحقة ما يعني تضاعف حجم العمل لدى البنوك أضعافاً مضاعفة وهو ما يستدعي ضرورة زيادة عدد موظفي هذه البنوك لمواجهة هذا الكم الكبير والمتنامي من الاعمال اليومية إلا أن واقع الامور في هذه البنوك لا يؤكد نيتها في المواجهة الفعلية والمناسبة لتزايد حجم العمل وهو ما يسبب معاناة كبيرة للمتعاملين مع البنوك والمتمثل بالطوابير الكبيرة والمتصلة في هذه البنوك والملل الذي يصيب المواطنين والمقيمين وهم يقفون ساعات طويلة لتسديد فاتورة او استلام استحقاق بسبب قلة الموظفين على كوانترات البنوك ويطالب عدد من المواطنين والمقيمين المتعاملين مع البنوك بضرورة ايجاد حل لهذه المشكلة التي تهدر الوقت وتصيب العملاء بالاحباط واعني صغار العملاء اما كبارهم ومن لهم ارصدة كبيرة فهم يجدون من يخدمهم وهذا حقهم ولكن صغار العملاء لهم الحق في ان يجدوا خدمة افضل لراحتهم، واجمع عدد من المتعاملين مع البنوك على ضرورة تدخل الجهات المسؤولة عن البنوك وهي مؤسسة النقد العربي السعودي ومتابعة اوضاع البنوك وبحث اسباب تكدس العملاء في طوابير طويلة وبشكل غير حضاري ولا يليق بهذه البلاد وبحث اسباب المشكلة التي هي بالتأكيد قلة الموظفين ولابد من ان تفرض المؤسسة على البنوك تشغيل عدد اكبر من الموظفين للحد من المشكلة والتصدي لحجم العمل المتزايد في البنوك ولمتابعة هذه القضية على الطبيعة قامت (الجزيرة الاقتصادية) بجولة ميدانية للتأكد من حجم المشكلة وكانت لنا عدة لقاءات مع المواطنين والمقيمين الذين تحدثوا فيها عن المعوقات التي تواجههم عند مراجعتهم للبنوك وطرحوا عدة اقتراحات للحد من هذه المشكلة التي يعانون منها كثيراً في الفترة الاخيرة وتسبب قلقا وازعاجا.
يقول الاستاذ صالح بن حمدي الحجيلي - موظف - انني اعاني ومعي الكثير من المواطنين وايضا المقيمين في الفترة الاخيرة من كثافة الازدحام غير الطبيعي الذي يصدمنا عند اضطرارنا لمراجعة احد البنوك حتى ان ما كان يتم انجازه في دقائق قبل سنوات اصبح يحتاج الى اكثر من ساعة خلال الفترة الاخيرة والسبب واضح وهو تضاعف حجم العمل وزيادة حجم المعاملات البنكية خصوصا في ظل تحويل مرتبات موظفي الدولة الى البنوك ورغم استخدام بطاقة الصراف إلا أن البعض يضطر لمراجعة البنك احيانا ليجد المعاناة الشديدة في الوقوف الممل في طوابير طويلة تتجاوز احيانا اروقة البنك لتخرج الى الشارع في منظر غير حضاري وارجع الحجيلي هذه المشكلة الى احجام البنوك السعودية عن مواكبة المتغيرات الجديدة التي طرأت على هذه المرافق في السنوات الاخيرة بالعمل على زيادة عدد موظفي البنوك حيث ان بعض البنوك لم تبادر الى زيادة عدد موظفيها لمواجهة الواقع الجديد ولحل هذه المشكلة ولخدمة عملاء البنوك الذين وجدوا انفسهم مضطرين لان يكونوا عملاء للبنوك رغما عنهم لاستلام مرتباتهم او تسديد فواتير استهلاك الكهرباء والماء والهاتف.
وطرح الاستاذ محمود شحات - موظف - تساؤلا وهو يقف في طابور طويل في احد البنوك بالمدينة المنورة كما ترى انني ومعي هذا الكم الكبير من المواطنين والمقيمين نقف في هذا الطابور منذ حوالي الساعة لتسديد فاتورة فهل هذا معقول خصوصا ونحن في بلد متطور في استخدام التقنية الحديثة لمواكبة روح العصر وقال اين مسؤولو البنك؟ أين رقابة مؤسسة النقد العربي السعودي على البنوك؟ والى متى يستمر هذا الوضع غير الطبيعي أمام نظر الجميع؟ وقال بصوت محتد ان وضع بنوكنا في الفترة الاخيرة لا يسر احد وهو وضع ماض في التردي بسبب تدني خدماتها مقارنة بالبنوك في الدول الاخرى رغم انها تحقق ارباحا كبيرة لا تحققها اية بنوك اخرى وهو ما يعني العمل على تطوير وتنمية خدماتها لكافة العملاء وتسهيل كافة الاجراءات لراحة المتعاملين معها إلا ان ما نراه على ارض الواقع وما تراه انت امامك بعين (الجزيرة) يتناقض مع هذه الحقيقة والمطلوب سرعة التدخل من الادارات العليا للبنوك وكذا من مؤسسة النقد العربي لبحث اسباب هذه المشكلة وهو معروف لدى الجميع واعني به قلة الموظفين بالبنوك واعني موظفي المواجهة على كوانترات الاستقبال.
ويقول المواطن خالد زبن الخرجي الذي كان ينتظر دوره لايداع مبلغ من المال ان هذا الازدحام الكبير والممل الذي تشهده البنوك المحلية في هذه الفترة جاء نتيجة حتمية لزيادة حجم الاعمال التي تؤديها البنوك من ايداع، تسديد فواتير متنوعة، صرف مستحقات، وغير ذلك من الاعمال البنكية الاخرى وعدم التزام البنوك بالاعداد الجيد لمواجهة حجم العمل المتنامي بتوظيف اعداد اخرى من الموظفين للتصدي لحجم العمل الكبير فمن المؤسف حقا ان تجد موظفين او ثلاثة فقط في مواجهة سيل العمل اليومي والمفروض هو ان تلتزم هذه البنوك بتشغيل عدد اضافي من الموظفين ويضيف ان هذه فرصة مناسبة لتشغيل عدد من الكوادر الوطنية التي تبحث عن عمل لكن يبدو ان البنوك المحلية وهي تحقق ارباحا اضافية طائلة لا تريد ان تزيد مصاريفها ولا تريد ان تساهم في تشغيل الكوادر الوطنية وهذا منطق مرفوض يجب على الجهات المسؤولة ان تتصدى له وتفرض على البنوك تشغيل عدد من المواطنين لحل مشكلة التكدس البشري في البنوك وتوفير فرص عمل جديدة.
ويقول المواطن محمد المهدي الغوث - موظف - انه من المعروف ان ما تشهده البنوك المحلية من ازدحام في الفترة الاخيرة هو نتاج تزايد الخدمات البنكية وارتفاع مؤشرات المعاملات التي تتم في البنوك وعدم تعامل البنوك مع هذا الواقع بمنطقية لان ما يهم السادة مديري البنوك هو كبار العملاء اما الصغار منهم فلهم الله عز وجل ثم كبار المسؤولين في أجهزة الدولة ويضيف ان كبار العملاء أو حتى مندوبيهم فلهم تعامل آخر حيث يتم تخصيص موظف أو اكثر لانهاء كافة اجراءاتهم وهم معززون مكرمون وهذا حقهم ولا احد ينافسهم به ولكن صغار المودعين لهم حق ويجب احترامهم وخدمتهم وتسهيل اجراءاتهم ايضا ولو بنسبة بسيطة ويأمل الغوث سرعة التدخل لحل هذه المشكلة غير الحضارية.
|
|
|
|
|