| مقـالات
قبس:
«الطريق طويل بالإرشاد ولكنه قصير ويسير بالمثال»
حكمة لاتينية
***
اوصت منظمة اليونيسيف مؤخرا بأهمية تعريف الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية ببعض الملامح عن تكوين الاسرة و الحياة الزوجية بينما نحن ندفع بالشباب الى الزواج ولا يتجاوز اهتمامنا تجهيزات الحفل ومنزل الزوجية!!
يخيل لي احيانا في احاديث النساء ان معظم مشكلاتهن في شركة الزواج هي عدم فهم سيكولوجية الرجل واختلافه، وأن معظم التوترات والمشاكل التي تتفاقم هي جزء من تشويش صورة كل من الرجل والمرأة عن ذاته وعن الآخر.
نحن في المرحلة الثانوية نعلم شبابنا في المدارس كل العلوم الادبية والعلمية ولكن لا نهتم ان نعلمه كيفية معرفة الذات واسلوب التعامل مع الآخر!!
منهج علم النفس او علم الاجتماع في المرحلة الثانوية مثلاً لا يمتان بصلة الى واقع الشاب بل ينظران للعلم ذاته..
اننا نلقن الشباب ولكننا لانجيب على تساؤلاتهم الحياتية وما يقلقهم!!
ولنحجم عن التفاؤل.. لانريد مناهج متطورة.. ألا يمكن ان ينظم المسؤولون دورات تدريبية في المدارس ومحاضرات حيوية وليست جامدة..
اقصد بحيوية ان تحاكي مايفكر فيه الشباب.. احلامهم. طموحاتهم، قلقهم ومشكلاتهم.
الحوارات المفتوحة بين الشباب في المدرسة وبعض الشخصيات العامة ذات الخبرة في مختلف المجالات لها دور ايجابي في عملية التأثير والاقتداء..
ربما كان يحدث مثل هذا في مدارس الأولاد ولكي اجزم بأن مدارس البنات شبه غافلة عن هذا الدور رغم أهميته.
مشكلتنا احياناً التعامل مع مشكلات الشباب وكأنها وقتية وربما تعاملنا بجمود على شاكلة هذا ليس من اختصاص المدرسة وكأن الهدف الرئيسي للمدارس ان تدفع بالطلاب بعيدا عنها بعد انهائهم المرحلة الثانوية وتكمل الجامعات والكليات ذات الدور التقليدي اما الاسرة فالبعض منها في سبات عميق.
اذن اين يذهب الشاب بأحلامه؟ ومن يناقش لحل مشكلاته؟!.
اعود لبداية حديثي من ان مشكلة الرجل والمرأة لدينا اقبالهما على مرحلة الزواج دون ادنى فكرة واعية عن علاقة الرجل بالمرأة والوعي الى الاختلاف النفسي والذي هو مغيب تماما في مناهجنا الدراسية.
صورة المرأة المشوشة لدى الرجل وصورة الرجل المشوهة لدى المرأة سبب عظيم لحدوث الخلافات في الحياة الزوجية..
ان الوضع عام بمعنى ان هذه مشكلة على مستوى العالم العربي ولكن حان الوقت بالفعل لتوعية أبنائنا خاصة ان الانفتاح المعلوماتي قدم لهم المعلومات واصبح دورنا اكبر وأهم في غربلة كل مايسمع ويشاهد شبابنا ويتلقى عبر مختلف الوسائل الاعلامية.
http://nahed.net
|
|
|
|
|