| مقـالات
شهدت العاصمة السعودية مدينة الرياض توسعاً مضطردا في السنوات العشر الماضية شمل جميع الجهات وتبع هذا التوسع زيادة في أعداد سكان العاصمة بالإضافة الى أنها تمثل عنصر جذب لسكان باقي مناطق المملكة.
تقول الإحصاءات ان معدلات الهجرة الى مدينة الرياض تصل الآن الى 5% ويصل النمو السكاني الى 8% سنويا وهذا النمو يتطلب استثمارات سنوية تصل الى 55 مليار ريال سنويا للإبقاء على أسعار الايجار للمساكن في معدلات طبيعية ومقبولة للشريحة الكبرى من سكان المدينة.
والعاصمة السعودية ليست مختلفة عن باقي المدن والعواصم العالمية في اجتذابها للسكان للبحث عن فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية،
فنجد مثلا بعض المدن العالمية الكبرى مكتظة بالسكان ومزدحمة ازدحاما شديداً وترتفع بها نسب التلوث مثل القاهرة ونيويورك ولوس انجلس وشيكاغو وريو دي جانيرو ومكسيكو سيتي وبيونس أيرس وغيرها.
وتتبع الكثافة السكانية طبعا بطبيعة الحال المشاكل الاجتماعية والأخلاقية الأخرى.
المهم ان غالبية الدراسات تحذر من كثافة النمو السكاني وضغطه على المدينة وما يمثله من استنزاف لمواردها من وجهة نظر شخصية أرى ان عامل الجذب السكاني ليس سلبيا في كل الأحوال.
فمدينة مثل الرياض قد تستقطب كفاءات وقدرات مهنية جيدة في مجالات مختلفة تكون بحاجة اليها يأتون إليها من مناطق مختلفة من المملكة.
والرياض تزدهر وتكبر وتتوسع بشكل طبيعي لعدة أسباب فهي العاصمة وبها جميع الوزارات والسفارات والمرافق الحكومية والشركات الكبرى والمؤسسات العمالية والمهنية والتجارية العامة والخاصة.
هذا يتبعه عدد كبير من الموظفين والعمال غير السعوديين من عرب وأجانب.
وبطبيعة الحال فإن المواطن السعودي سيتجه الى مركز الجذب والإغراء حيث يحاول ان يطور من وضعه المعيشي وحيث توفر الفرص الوظيفية أو ممارسة التجارة وعرض المنتجات الزراعية واليدوية والصناعية بسيطة كانت أم كبيرة بشكل أكبر.
إذا نظرنا الى التوسع والنمو السكاني كظاهرة ايجابية وطبيعية فسيتبع ذلك الاهتمام بتطوير وتوفير ما يلزم للنمو السكاني المطرد وأولاها السكن موضوع ندوة الاسكان التي عقدت يوم الأحد .
وقد أشارت دراسة لهيئة تطوير الرياض الى ان أقل من 20% من الأسر السعودية في مدينة الرياض تستطيع الانفاق على امتلاك مسكن معاصر دون الحصول على دعم حكومي ،
كما تستطيع أقل من 15% من الأسر السعودية المستأجرة امتلاك مسكن معاصر بدون دعم.
وقالت الدراسة ان غالبية الأسر السعودية في الرياض لا تستطيع ان تمتلك وحدة سكنية معاصرة من نوع الفيلات إلا مع توفر منحة الأرض وقرض من صندوق التنمية العقارية، ذكرت ذلك جريدة الرياض ويدل ذلك على ان الحاجة لتوفر المسكن للعائلات في مدينة الرياض قائمة وتحتاج لوقت طويل حتى يتمكن جميع المواطنين من امتلاك مساكن خاصة بهم.
هذا على الرغم من التوسع الهائل في الامتداد العمراني حتى أطراف بعيدة في مدينة الرياض.
هذا الوضع يدل على ان العاصمة السعودية في السنوات القادمة ستشهد نموا عمرانيا وسكانيا اكبر نتيجة لعوامل الجذب التي تتمتع بها الرياض وبطبيعة الحال فإن النمو السكاني والعمراني يحتاج الى توفير وتطوير الخدمات الأساسية الأخرى مثل الكهرباء والهاتف والمشافي والمدارس والمراكز التجارية والمساجد وحتى البقالات الصغيرة. ويبقى عنصر أهم مما سبق وهو توفير المياه والمحافظة عليها وترشيد استخدامها.
وبطبيعة الحال فإن ندوة مستقبل الاسكان في مدينة الرياض نظرت وناقشت وخططت لجميع هذه الأمور واكثر منها ووضعت الخطط المناسبة والضرورية للتعامل مع مثل هذه المتطلبات وهذا ما تقوم به دائما الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانتها العامة.
فهل أصبحت الرياض مدينة عالمية تقارن بغيرها من المدن العالمية والدولية ؟.. نعم هي كذلك.
* كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|