أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 8th April,2001 العدد:10419الطبعةالاولـي الأحد 14 ,محرم 1422

مقـالات

نوافذ
نظام الأزمة
أميمة الخميس
تزامنت الصواريخ الاسرائيلية التي كانت تدك مناطق السلطة الفلسطينية مع دهاليز الجلسات السرية والمعلنة التي كان يهرول بين أروقتها بعض الرؤساء العرب في حيرة وقلق، والتي انتجت مجموعة من التوصيات والآمال المفككة المنفرطة، والتي يخفف من وقعها بأن الشارع العربي نفسه لم يكن يعول الكثير على هذه القمة، ولاسيما انه لم يفصلها عن القمة الأخيرة سوى خمسة اشهر فقط، وخلال هذه الأشهر الخمسة لم يحدث اي من التحولات الجذرية،
والتي من الممكن ان تجعل الشمس تشرق من مغربها او ان يكون هناك جدول اعمال يتفق العرب على الحد الأدنى فيه!!
آخر التصريحات التي أطلقها الوزير الاسرائيلي «شيمون بيريز» قال: ان اسرائيل اكثر مصلحة للفلسطينيين من العرب، تماما اسرائيل التي تفني وتحاصر وتجوع باتت اليوم اكثر عملية وقدرة على الجدال في مناطق السلطة !!
فيما يبدو العرب اكثر انشغالا وانغماسا في محاولة ترميم البيت الداخلي ،
وصدام يقول انه دفع «مليار يورو» للانتفاضة لأنه «زعلان» من امريكا، ولو هو في حالة رضا وانسجام معها كما كان وقت حربه مع ايران وحينما كان رجل امريكا الأول في المنطقة والذي سلطته على نظام «الآيات» في ايران، لدفع للانتفاضة «بالشيكل»..!!
اسهل وأسرع ولا يحتاج الى عمولة تغيير العملات داخل السلطة الفلسطينية.
بينما جوقة اليسار المهلهل ما برحت تنتحب «اطعموا اطفال العراق» «ارفعوا الحصار عن اطفال العراق» بينما نظام العراق نفسه يرفض ان يستقبل اي يد تمتد، يد لا تحمل اسلحة وأساليب دمار.
يسمي الكثير من المحللين السياسيين النظام العراقي «بنظام الأزمة!!» اي ذلك النظام الذي يستمد قوته وديمومته بإنشغال قطاعات كثيرة من الشعب بخطر خارجي محدق وداهم لأن انتفاء الأزمات الخارجية يعني نوعا من الهدوء والاستقرار للشعب وهذا ما يمثل خطرا داهما على حكومة ديكتاتورية متعسفة.
فقد دأب النظام الحاكم في العراق على «جرجرة» شعبه في مغامرات وحروب الواحدة تلو الأخرى لأن حالة الاستنفار والتجييش الدائمة بالتأكيد ستخفي العيوب التي يحملها ذلك النظام في طياته ابتداء بحرب الخليج الأولى وصولاً الى الثانية، وعشر سنين قاد فيها المنطقة الى مشارف مرعبة ومدمرة على العديد من المستويات.
هذه الجبهة الداخلية المتوترة والمفتتة هي أثمن الهدايا التي تقدم الى «شارون» في عهده الجديد،
وهي الخلفية المثلى لمشهد الدم الفلسطيني الذي يضرج شاشاتنا وقلوبنا كل ليلة، .. فكل شهيد وانتم بخير.
ردود : الأخ مسفر شكراً لكلماتك، وملاحظاتك محل التقدير.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved