| العالم اليوم
ظل الإسرائيليون، وانضم إليهم الأمريكيون يطالبون السلطة الفلسطينية بوقف العنف والقصد هنا وقف الانتفاضة الفلسطينية، والإسرائيليون والأمريكيون يجارونهم في هذا الأمر، يطرحونه ببساطة متناهية،حيث يطالبون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن يصدر أمراً للفلسطينيين ليوقفوا دفاعهم المشروع عن حقوقهم، ورفع الغبن المحيق بهم، ويزيلوا الدنس عن مقدساتهم، ويعيدوا كرامتهم التي يحاول الإسرائليون النيل منها، ومع أن الأمريكيين يملأون الدنيا ليلاً ونهاراً في الدفاع عن الديمقراطية، ومع أن ديمقراطيتهم تقول إنه لا يمكن للرئيس أن يفرض أمراً على شعبه،، فإنهم وأصحاب واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يسمي الغرب اسرائيل، يريدون من عرفات أن يكون دكتاتورياً ومستبداً ليصدر أمراً واجب التنفيذ.. وفي قضية تجعله خائناً في نظر شعبه.. وفي نظر التاريخ وفي نظر كل منصف، وطبعاً الرئيس عرفات لا يمكن أن يتنازل عن كل تاريخه الجهادي والنضالي ويخون القضية التي وهب نفسه ووقته وكل شيء من أجل أن يحقق الهدف الذي عمل له هو ورفاقه.
المهم تضاعفت الضغوط على عرفات وعلى السلطة الفلسطينية لوقف العنف، وكما في العمل الفدائي والميداني لابد من عمل شيء لفك هذه الضغوط وكشف النوايا والمخططات الإسرائيلية وهنا كان لابد من العمل السياسي الذي لا يقل أهمية عن العمل الفدائي إن أحسن أداؤه ودون المس بالثوابت والمبادىء، فكان أن أظهر الفلسطينيون موافقة على الالتقاء بالإسرائيليين للبحث في وسائل وقف «العنف» وكان الشرط الوحيد للفلسطينيين أن يكون هناك شاهد في المحادثات أو التفاهم الذي سيتم مع الإسرائيليين ولأن أمريكا الحاضرة الغائبة في عملية السلام المتوقفة، فكان لابد من أن تكون هي الشاهد ووافق الإسرائيليون والأمريكيون على أن يبحثوا مع الفلسطينيين الإجراءات الأمنية في بيت السفير الأمريكي في تل أبيب، بعد أن مهدت الاتصالات السياسية التي جرت بين شيمون بريس ونبيل شعث وصائب عريقات في اليونان.
المهم التقى مسؤولو الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظراؤهم الإسرائيليون في منزل السفير الأمريكي في تل أبيب، وطرح الجانبان مطالبهم، وكالعادة طلب الفلسطينيون سحب قوات الاحتلال ومعداتهم وآلياتهم من الأراضي الفلسطينية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الإجراءات الإسرائيلية بما فيها رفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية وعن المعابر والطرق وتقليل الاحتكاك والتحرش بالفلسطينيين.
وفي المقابل طالب الإسرائيليون بالتنسيق الأمني واعتقال مثيري العنف ومع أن الاجتماع طال إلا أنهم لم يخرجوا بأي شيء سوى العودة لاجتماع ثان.. خرج بعدها الفلسطينيون وركبوا سيارات السفارة الأمريكية التي اخرجتهم من الكيان الإسرائيلي ليترجلوا عند معبر بيت حانون الذي يسميه الاسرائيليون معبر اريز ويركبوا سياراتهم، وبعد أن قطعوا من خمسين متراً إلى مائة متر انهمر عليهم الرصاص من رشاشات الجيش الإسرائيلي في كمين يؤكد لكل الذين يثقون باليهود أن طبع الغدر طبع متأصل عند هؤلاء القوم الذين لم يتوانوا في الغدر بالأنبياء فما بالهم مع الفلسطينيين؟!
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|