| جائزة الامير سلمان
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل «تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها» متفق عليه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن أجلها نعمة الإسلام ، نعمة إنزال هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
هدانا الله به من الضلال إلى الهدى «هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» ، «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».
ولذا تأتي جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في إطار احتفاء هذه الدولة وفقها الله بالقرآن الكريم باعتباره حجة الله على خلقه أجمعين ولا ريب أن العناية بالقرآن الكريم من قبل سموه الكريم حفظه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً تأتي في إطار اهتمام سموه حفظه الله بخدمة الإسلام في كل مجال.
إن اهتمام الدولة بتربية الناشئة وربطهم بعلوم القرآن الكريم يأتي في سبيل إحياء التاريخ الإسلامي الأصيل حيث نقرأ في سير السابقين من عباقرة الأمة عمن حفظ القرآن ولم يبلغ السابعة ، أو العاشرة وأولئك يدركون تماماً أن حياة القلوب لاتتم إلا بنورالقرآن مصداقاً لقوله عز وجل «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً».
وإدراكاً من سمو الأمير سلمان حفظه الله تعالى لعمق دلالة هذه الآية وأثرها في البناء الفكري والعطاء الأمني إذ لا تأمن البلاد حتى تأمن القلوب ولا تأمن القلوب حتى تطمئن بذكر الله وأعظم ذكر الله القرآن الكريم قال الله سبحانه «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب» وقال الله عز وجل «وهذا ذكر مبارك أنزلناه» ولهذا تأتي مسابقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز امتداداً لمسابقة الملك عبدالعزيز لتحفيظ القرآن ليتواصل التاريخ في خطواته الواثقة في عناية الدولة بالقرآن الكريم تدريساً وتعليماً وعملاً وتحكيماً وتطبيقاً لننعم جميعاً بالخيرية ونكون من أهلها قال صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه الجماعة إلا مسلم. وقال الله سبحانه «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» ومن هذا الأساس نلحظ مواكب حفظة كتاب الله تعالى تترى طائفة في إثر طائفة وكلما تبعت طائفة أخرى حمدت ربها على تتابع الأنعام وترادف الإكرام إرضاء للرحمن جل جلاله.
إن كتاب الله عز وجل هو الحق ليس بالهزل ومسابقة سموه الكريم خطوة من خطوات حفظ كتاب الله عز وجل في الصدور كما حفظه الله بقدرته في السطور وإن تعدد مسابقات حفظ القرآن الكريم في المملكة وتنوعها تعتبر ظاهرة صحية إيجابية مباركة نافعة وعلامة تحضر ورقي وتقدم.
إن موضوع القرآن الكريم هو هداية الإنسان فهو يبين أصله وسيرته ومآله ومستقره ومستودعه «يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك...» الآية.
فالقرآن الكريم أمان للأمة الإسلامية من الانهزامية والتخلف والانحطاط فهو يدعو للأمان «وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.
والله نسأل أن يجازي سموه خير الجزاء على جهوده الخيرة المستمرة في كل الجهات العلمية والثقافية والاجتماعية وحفظ الله بلادنا وسدد على طريق الخير ولاة أمرنا. إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*الرئيس العام لتعليم البنات
|
|
|
|
|