| جائزة الامير سلمان
القرآن الكريم أنزله الله تعالى على رسوله الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم رسالة هدى ونور ورحمة وكتاباً منيراً ، فيه خير أمة الإسلام ، وفيه التعاليم التي فرضها الله على أمة الوسط يلتزمون بما جاء به لتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، فهو التشريع الخاتم الذي ختم به الله رسالاته لخلقه من الإنس والجن، فهو دين لجميع العالم من عرب وعجم ومن جميع الخلق، ومن اتبعه كسب رضا الله تعالى ، ونال السعادة في الدارين ، ومن حكم به أعزه الله ، ومن لم يحكم به فقد باء بالفسق والخروج عما أنزل الله ، وهو مصدر دائم ومعين لا ينضب ، حتى يوم الدين وفيه نبأ من سبقنا ، وأخبار من بعدنا ، وهو كتاب الله يُتعبد به، وبآياته تطيب النفوس، وتهدأ القلوب ، وتتحقق السكينة ، وتهون العظائم والمصائب ، ومن تدبره فسوف يجد فيه كل حكمة ومخرج وخير وعون وهدى ، ومن خالفه ضل ، ومن أضل الله فلا عاصم له من دونه تعالى.
وقد وفق الله قادة هذه المملكة منذ أن أرسى قواعد توحيدها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود إلى تطبيق كتاب الله وشريعته وفقاً لما جاء به المصطفى الأمين، ولهذا عاشت المملكة ، وتعيش عيشة هانئة راغدة ، وساد الأمن، وعم الرخاء وكتب الله للمملكة قيادتها ، وسبقها العز والسؤدد ، فهم مقصد للمسلمين، وملجأ لذوي الحاجات بعد الله تعالى ، وقد مكنهم الله في الأرض وجعلهم محل الأمل والرجاء ، ينهل الناس مسلمين وغير مسلمين وعرباً وغير عرب ، من خيرهم الذي أفاض الله عليهم.
وقد جسدت كل من وزارة المعارف ، والرئاسة العامة لتعليم البنات ، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في جميع مدن المملكة وقراها تلك الرسالة، فأصبحت جزءاً أساسياً من مناهج التعليم قرآناً وحديثاً ولغة وفقهاً وتوحيداً ، كما شجعت الحكومة حفظها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمال والدعم والانتشار ، وقامت وزارة الشؤون الإسلامية برعاية المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته وعلومه.
وأصبحت المسابقة الدولية مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم عنواناً للمملكة لدى دول العالم الإسلامية، بل وغير الإسلامية من بها أقليات مسلمة، تراحم في كل مكان .
ولقد وفق الله وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف إلى إقامة مسابقة محلية يختار من بين الفائزين بها المجموعة التي تشارك في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وأصبح معظم الفائزين في المسابقة المحلية من أوائل الفائزين في المسابقة الدولية، وقد رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض تلك المسابقة، وقرر لها جائزة من سموه وباسم سموه الكريم حفزاً لهم وتشجيعاً للناشئة في حفظ كتاب الله الكريم، وأحاطها سموه برعايته المستمرة، وذلك امتداداً لما اتسم به سموه من حبه للقرآن العظيم، وإسهاماً في نشره بين ناشئة المملكة، وأصبحت تلك المسابقة مسابقة كبرى لجميع شباب وناشئة المملكة من الذين يحرصون على حفظ القرآن الكريم وتجويده وعلومه تحفظ القرآن الكريم ، وسنداً أساسياً للغة العربية التي بها أنزل، ومن استطاع حفظه ويسره الله لذلك فإن لسانه يتقوم، وتسهل عليه المعاني والكتابة والافتاء والتعبير إضافة إلى النور الذي يمنحه الله لأولئك الحفظة ، واحترام المجتمع لهم، وجعلهم أئمة يأمرون الناس في الصلاة ، ويرشدونهم لعمل الخير.
ولا شك أن جهود سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز متصلة في فعل ا لخير فإسهاماته بالنسبة لمسلمي البوسنة والهرسك مشهودة ومشكورة، وكذلك في دعم أبناء فلسطين ، وهو تجسيد آمال ورغبات أولياء الأمر فينا الذين يحملون رسالة الإسلام ، ويخدمون الحرمين الشريفين ، ويهيئون للحجاج والعمار والزوار كل راحة في سبيل أداء فريضة الحج وسنة العمرة والزيارة للمسجد النبوي الكريم، أدام الله على مملكتنا قيادتها وشعبها، وجعلهم هداة مهتدين ، ومكن لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بجهود رجالها ، وعلى رأسهم معالي الوزير العالم كل توفيق ونماء وازدهار في خدمة العقيدة والأمة الإسلامية ، يسرنا الله جميعاً لهداه ويسر الخير لنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*المستشار بالديوان الملكي
|
|
|
|
|