السِلم يجهض واليهود تصرح
والرجس باق والقضية تفدح
خمسون عاماً بل تزيد وما انتهت
هذي القضية بل تسوء وتجمح
كنا نقول بأننا أهل لها
وبكل نصر مقبل نتوشح
نترقب النصر المبين بلهفة
ونفوسنا للنصر صارت تطمح
فنلف فوق جراحنا آمالنا
ونسوم برقا خلبا قد يسنح
لكننا ملنا إلى الدرب الذي
فيه تسير جُموعنا نتريح
كي لاتقبع حقوقنا في عصبة ال
أمم فيها العدو يُسلح
ورضينا في ذُل يسوم حياتنا
مستسلمين لكل خصم ينصح
ومن الثكالى مايئن ويرتجي
ان يأتي الفتح العظيم ويُفرح
ويُساور الشك المميت نفوسنا
ووعودهم في تل أبيب تنضح
خمسون عاماً بل تزيد تصرمت
في مثل ما ذهبت وعود تُمنح
أين السلام وفينا أرباب الحجا
أم أنهم شغلوا وقُدسي مسرح
أم أن شذاذ الخلائق أحجمت
تعطي لحق بل تروغ وتنطح
من كان يرجو من يهود عودة
فهو العدو لكل نصرٍ ينجح
القدس عاصمة اليهود يقولها
وعد من الأشرار بل هُو أوقح
من يلقم النكس الحقير شقية
تفنيه حتى لايبين ويُضرح
من يقلب الميزان في وجه العدى
ويُحيلها شعواء غضب تلفح
نحن ضعاف مابقينا هكذا
والغادر السفاح فيها يُمرح
يافتح ما نُمنا ولكن أنتِ في
أضغاث أحلام ولايك مربح
أنسيت يافا في كآبتها التي
تُدمي القلوب وجرحها يتجرح
أنسيت حيفا مع كرامتها التي
ضاعت كرامتها بجرح يُمسح
أنسيت صبرا دمعها لم يرق من
ظلم الطغاة فدمعها متسيح
أيكون بعد الموت نصر يُرتجى؟
فلماذا لم يأتِ وقُدسي تفتح
خمسون عاماً بل تزيد تصرمت
والمال يبذل للجهاد وينفح
لو كان ذا المال الكثير بقوة
لرأيت أعداء البرية تُمسح
لكنها ضاعت سدى ولعُصبة
تبغى الزعامة كيف قُدسي يربح
فإلى متى نُبقي العدو بقدسنا
شذاذهم في كل حي تسرح
وإلى متى ندع العدو يسومنا
سوم النعاج وجُرحُنا يتفتح
رباه كم دامت بهون أمتي
والغادر السفاح فيها يذبح
خمسون عاماً لا أبا لهموا مضت
بل نصف قرن بالمهانة ترزح
هل بعد ذلك من صباح مُسفر
في ليلها الداجي يبين ويُفصِح
بقي اليهود بأرضنا وتعمقت
أعراقهم وجذورهم لاتفتح
من ينبش الأعراق منكم بالقنا
من يُرجع القدس الذي هو مطمح
شنوا على الأعداء ثورة غاضب
تُبقي العدو وراءكم يتقيح
وأعيدوا أمجاد الألى في مجدهم
دُحر التتار وعاد مجد ينفح
لا تستهينوا بالعدو فإنه
إن رام منكم غفلة يتلفح
خمسون عاماً لانُحرك ساكنا
نرضى بأن نعطي الإغاثة نفرح
يكفى بأنا نصف قرن في الردى
أطفالنا حصباؤهم لا تنفح
مابعد ذلك من سلام يُرتجى
إن لم نكن بسلاحنا نتسلح
باراك تُوج بالرئاسة سامقا
وبذا يقول شروطه ويصرح
ويقول ممتهناً كرامة قُدسنا
القدس عاصمة وما لي مَبرح
شارون خالفه وهذا صنوه
إن زال شر آخر يترشح
وكذا دواليك العدو يُبيدنا
والكل منا نائح ومنوح
أحلامنا بالقدس لن تصدق إذا
لم نبن عزاً بأسه يترجح
فإلى متى ينفي العدو حقوقنا
وركابنا من خلفه تترنح
ونجومنا تخبو ويأفل ضوءها
ونجومه فوق السِماك تُلوح
سحقا لعيش في المهانة مجده
الموت أفضل من حياة تفضح