قلت: استعاذ الشاعر من سوء الخلق، والتطاول على الأدنين من عشيرته، وثنى في تعوذه بذكر البخس في التقوى، والوقوع في الظلم، وهتك الاستار ثم التفت لخصال يعرفها في نفسه: عفته، ووضوح منهجه، وسمو طبعه، وما يسلكه في حياته من: المكارم، وحفظ الجوار ، وكريم الخلال فهو يحترم هذا الجانب فلا يدنسه، يراقبه بحذر وينهض بواجباته فهو على حال من الانتباه والحذر، ويصدق فيه قول الشاعر:
من معشر من بيت مكرمةٍ
والغصنُ ينبت حوله الغصن
لايفطنون لعيب جارهم
وهم لحسن جواره فُطنُ (2)
ويكتمل عند المغيرة بن حبناء التميمي: التقى، وحسن الطوبة فهو يقرر معنى التقوى تماماً، فهو إن راقب الأبصار لكيلا تراه فإن الله يراه، وهنا تكتمل الصورة: صورة الخوف من الله، وحقيقة التقوى.
«فقد يرى الله حال المدلج الساري»
وإنه حتماً يرى سبحانه وتعالى
الحواشي:
(1) علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية2/55
(2) البيتان لقيس بن عاصم المنقري.
الزميل رجاء العتيبي يقرأ مقالاته في ورشة الاثنينية