| الفنيــة
حوار: عبدالرحمن اليوسف
الفنانة عائشة الوعد فنانة بكل ما للكلمة من معنى، سرق صوتها فؤاد الموسيقيين المصريين قبل الخليجيين، غنت وتألقت وبلا غرابة فقد تدربت على أيدي كبار الأساتذة وتبناها كبار الموسيقيين. دعمها الراحل بليغ حمدي وكان يحرص عليها كما الشمعة فيسمع الألحان التي تقدم لها ويعدل في كلمات الأغاني. حازت على كثير من الامتيازات معه ولكن لم يدم ذلك طويلاً.
في هذا الحوار تكشف الفنانة أسرار مشوارها الفني الحافل وأشياء كثيرة:
الفنانة عائشة الوعد فنانة من النوع الراقي اكتشفها الملحن الراحل بليغ حمدي.. حدثينا عن تلك البداية وعن صعوبة الدخول في المجال الفني.
عشقت وأنا طفلة الأغاني الكلاسيكية وحفظتها وتعلمت عن طريقها أصول الغناء. إلى أن وصل الموسيقار بليغ حمدي إلى المغرب وعندها اكتشفني الاكتشاف الحقيقي بعد مشاركتي عدة مرات في برنامج «مواهب» أنا والفنانة رجاء بلمليح. وأقصد بذلك كنا دفعة واحدة في نفس البرنامج.
وكان الموسيقار بليغ حمدي يساعدني فنيا ومعنوياً فهو أول من أتي بي إلى مصر ورشح لي أحد الأساتذة الكبار لتعليمي أصول الغناء. بعد ذلك تمت إجازة صوتي من قبل لجنة الإذاعة والتلفزيون بامتياز، وكانت هناك بعض الصعوبات في طريقي مثل إحساسي بالغربة وحنيني إلى إخوتي خاصة شقيقي الأكبر الفنان المهدي عبده، والذي يختلف عن والدي رحمة الله عليه. فهو متفهم لمناخ الفن بخلاف والدي الذي كان ضد موضوع الفن بالرغم من أن هوايته عزف الناي في البيت والذي مازلت أحتفظ به، وقد كان والدي يحرص على تعليمنا فأنا أكملت دراستي في الرياضيات وعلوم الفيزياء أما شقيقي فحاصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي.
* بعد بدايتك القوية كان أمامك مسؤولية كبيرة وهي مواصلة المشوار بنفس القوة، ترى هل جعلت المسؤولية نصب عينيك أم أن نشوة الفرح كان لها دور في تراجع أسهمك في الفترة الأخيرة؟
بالعكس اعتبر نفسي ذات مسؤولية في كل شيء في حياتي الخاصة والاجتماعية والفنية، لأني اعتبرها جزءاً من الإنسان وخاصة الفنان لأنه شخصية عامة فبالتالي كل تحركاته وتصرفاته تحت منظار الجمهور. ثم زيادة على ذلك أنا أعرف الغرور والذي من أبرز سماته ضعف الشخصية. أنا بدأت الفن على أصوله ومتأنية جداً في خطواتي الفنية ومترددة جداً لأخذ الخطوات، ولست متهافتة على أي عمل يعرض علي.
* حققت شهرة واسعة النطاق في مصر والمغرب على عكس ما كنت عليه في منطقة الخليج مع أنك قدمت اللون الخليجي، هل ضعف الأسماء التي تعاملت معها كان له دور في عدم نجاحك في منطقة الخليج أم أن الإعلام المصري والمغربي خدم أعمالك أكثر من الإعلام الخليجي؟
لا أشك في كفاءة الملحنين الخليجيين مثل الدكتور عبدالرب إدريس أو الأستاذ حمدان البريجي أو الأستاذ طلال باغر والدليل على ذلك نجاح أغنية «ليت أصدق» من كلمات ريم البوادي وألحان عبدالرب إدريس، كذلك نجاح أغنية «لما أفكر فيك» من ألحان صالح الهملان. وأنا فعلاً أؤكد سؤالك أن أعمالي غير الخليجية أخذت قسطاً كبيراً من الدعاية مثل أغنية «مطر في الشوارع» من ألحان فاروق الشرنوبي.
* غنيت باللهجة المصرية وباللهجة الخليجية، وحققت نجاحاً كبيراً في الغناء باللهجة المصرية، ألم تفكري أو تحاولي تقديم اللون المغربي لإيصاله إلى أذن المستمع الخليجي والمصري، مع العلم أن هناك فنانين اشتهروا في الوطن العربي مع أنهم كانوا يقدمون اللون المغربي وخير مثال على ذلك الفنان الكبير عبدالوهاب الدوكالي والفنانة نعيمة سميح؟
نعم أعمالي الفنية المصرية سبقتني إلى المغرب قبل وصولي وأشهرها «كنا حبايب» للملحن حلمي بكر وذلك لتميزها. وسر ذلك أن الموسيقار بليغ حمدي كان يتولى سماع ألحان غيره من الملحنين وهذا لأنه تبنى صوتي في القاهرة وكان هو أول شخص يسمع اللحن وأحياناً كان يصحح أشعار المؤلفين والدليل أن له أشعارا تحت اسم مستعار وهو «ابن النيل» ولي أغنية من ألحانه وكلماته موجودة في إذاعة الرياض بعنوان «ابعد يا زمان»، وأنا شخصياً اعتبر نفسي أول مغربية قدمت أغنية مغربية اللحن والكلمات ولاقت إعجاباً كبيراً وأخذت نصيبها من الدعاية.
* ما أسباب تكاسلك وعدم مشاركتك في المهرجانات التي تقام في المدن العربية مثل القاهرة وتونس ودبي وعمان وغيرها؟
مؤخراً لبيت طلب مهرجان الرباط وشاركت فيه مع شقيقي الفنان مهدي عبده، أما المهرجانات الأخرى فلم أشارك فيها نظراً لأسباب خاصة.
* لم تعد الشركة التي تتعاملين معها تطبع ألبوماتك وأصبحت ألبوماتك مثل القطع الفنية النادرة.. لماذا؟
نزلت مؤخراً أسطوانة الليزر بأغانٍ كلاسيكية في لبنان لاحدى الشركات الفيروزية، وشريط كاسيت بعنوان «واخد قلبي» وحقيقة مثلما أشرت أنا مقلة، ولا أقبل تعبئة الشريط بأعمال هابطة، لذلك تجد أعمالي مثل العملة النادرة.
* ما رأيك في ظاهرة انتشار الأصوات النسائية وهل هي قوية بما يكفي لتنافس الأصوات الرجالية، وَمنْ من الأصوات النسائية يعجبك؟
لا أرى أن الأصوات النسائية أكثر انتشاراً من الأصوات الرجالية. إنما الملاحظة أقولها بكل صراحة أن المطربة أكثر حظاً من المطرب مع أنه لا يقل كفاءة عن العنصر النسائي، وشخصياً أحب معظم أصوات المطربين الموهوبين، وأحب كل صوت نسائي متمكن من الأداء بالإحساس المرهف.
* ما الذي تودين قوله في نهاية هذا اللقاء؟
أشكركم على كثير اهتمامكم، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القارىء.
|
|
|
|
|