| مقـالات
«لازلت أحبك حتى عرفتك»
عبارة تتجدد في الذاكرة بين الفينة والأخرى.. كلما خاطبت نفسك قائلاً:
لقد تعلمت.. أصبحت أكثر وعياً وفهماً.. أصبحت أكثر إدراكاً لكل ما حولي.. بدءا بوجوه الآخرين وأرواحهم ومروراً بما تتمخض عنه تحركاتك وانتهاء بما يتبقى ممن حولك!
عبارة تستشعرها جيداً كلما تسلل إليك ذلك الموقف:
إصرار وثقة كاملة تسكنك وأسباب كثيرة تدفعك لتختار شيئاً واحداً، وتسلك طريقا واحداً بعينه لتكتشف في منتصف الطريق أو في نهايته أن ذلك لم يكن طريقك وأنك لست باتجاه مدينتك!
** ما أجمل الحقول الشاسعة حين يعانقها قوس قزح وتعرف أن هناك حياة أخرى وجمالاً آخر.. لتكتشف حين ولوجك الحقل أن ثمة (حشرات) تسكنه وكائنات صغيرة متطفلة تدب فيه.. إذن ذلك هو الاكتشاف وهذا هو الألم، ثمة ما يعتري الصورة الجميلة التي تصطفيها من بين كل الصور وترفعها الى أعلى قمة في مشارف روحك.. لماذا أقول ذلك؟!
لأن ثمة فرقاً شاسعاً بين ما تراه أمامك وتحسه وبين ما يقوله الواقع ويفرضه بقوة رغما عن إرادتك وارادة زمنك.. رغماً عن كل آلامك ومتاعبك.. رغماً عن كل الأوهام التي ارتوت بحنانك واحتوائك..
أليس مفجعاً أن تستثني فئة أو أحداً من البشر لسبب أو آخر وتحتفظ له بمساحة لا يستهان بها من تفكيرك واهتمامك .. وتلقي بين يديه الكثير الكثير من كنوزك.. ما بين يقينك واحساسك ونقائك وصدقك لتفاجأ بأنك كنت متوهما طوال الوقت.. تلك الهالة المضيئة حوله ليست الا لوحة رسمتها أنت بيدك.. وذلك اليقين الدفين ليس إلا رغبة جامحة في أعماقك لترى ما لا يرى!
كأنما كنت تؤكد طوال الوقت مقولة محمود درويش (أرى ما أريد).
ولكن ها أنت تكشف المستور.. تفتح الابواب والنوافذ والاستار واحداً بعد الآخر..
فهل عرفت في الوقت المناسب؟!
وهل كان نعمة أم نقمة أن تعرف؟!
هذا هو السؤال!
Email: fowzj@hotmail.com
ص.ب 61905 الرياض 11575
|
|
|
|
|