| مقـالات
** الخبر الذي نشرته الجزيرة عن إقدام ولدين على ضرب أبيهما لأنه تزوج على أمهما وتفاعل الأميرسلمان بن عبدالعزيز وإصدار سموه أمره باستدعائهما لمساءلتهما عما ارتكباه وفعلاه من عقوق شنيع بحق الأبوة، هو في نظري مفتاح من مفاتيح شخصية سلمان بن عبدالعزيز الرجل الذي لا ينتظر الوقائع تأتي على مكتبه عبر شكوى أو غيره، بل بإمكانه أن يقوم بدوره الايجابي تجاه حماية الأخلاق التي هي ثروتنا وأرضيتنا التي ننطلق منها ناحية أحلامنا..
واليوم ينطلق حفَّاظ القرآن الكريم الناشئون والناشئات في سباق خيِّر على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم.. وهي رعاية أبوية كريمة يضع فيها الأمير سلمان الحافز المادي ويسخره لتشجيع الناشئة على التباري في ميدان يصنعهم ويصنع تفكيرهم اللغوي والمعنوي والجمالي، ويقوي فيهم القدرة على التأمل والمناقشة والوعي بالتدرج والتسلسل وأساليب التربية والوجدانيات التي يضمها كتاب الله سبحانه ولا ينافسه في ذلك منافس..
** وبين الأمرين يقف سلمان بن عبدالعزيز يرعى حفظة قرآن الله ويتتبع مخالفي أوامر الله من العاقين والخارجين عن السياق الطبيعي في التربية والأخلاق.
وفي ذلك خير كبير ومن فضل الله سبحانه على الأمم ان يجعل ولاتها ممن يصرفون جهدهم لرعاية الخير وملاحقة الخارجين عنه..
ولقد سعدت إذ عرفت ان الفائز في مسابقة القرآن الكريم يحصل على جائزة قدرها سبعون ألف ريال.
وتحصل الفائزة بالجائزة الأولى على مبلغ مماثل ويليهما فائزون وفائزات يحصلون على مبالغ لا تبتعد كثيرا عن مبلغ الفائز الأول والفائزة الأولى.
ويمثل ارتباط الفوز بحفظ القرآن الكريم بجائزة مادية سخية يحصل عليها ناشىء أو ناشئة ما يزالان في صفوف التعليم العام دفعة قوية، وحافز مهم ندعو الله سبحانه أن يجزل لراعي هذه الجائزة في الجزاء والمثوبة، وأن يكون سلمان بوقفاته الايمانية نموذجا يحتذى به.
** ولحصة بنت سلمان راعية جائزة الناشئات مكانة وقرت في قلوب الناشئات والعاملات في الجائزة لمستها بنفسي من خلال رؤيتي لتدافع الكثيرات للسلام عليها، والاستبشار بوجهها الوضيء بالايمان والتواضع وحب الخير والاستمتاع بالقراءات الرائعة التي تتلوها ناشئات يافعات انشغلن بحفظ القرآن وآياته في وقت انشغل فيها الكثير من بنات جيلهن بلهو الكلام.
فالتفات الشباب الى منابع القرآن الكريم أمر يعيد لنا اشراقة الحياة والتفاؤل بالآتي وهو أمر يجعلنا نلوم ونعاتب أنفسنا إذ أشغلتنا الحياة بتتابعها وركضها واقبالها وادبارها حتى تقدم علينا هؤلاء الناشئة وسبقونا بمراحل وتقدموا علينا، وقد كنا نظن أننا نحن المتقدمين.
فطوبى لمن كان القرآن في صدره.. وطوبى لمن انشغل في حفظه ومن حظي بذلك فقد أنعم الله عليه بنعمة كبيرة نحن له عليها من الغابطين!!!
البريد الالكتروني: Fatmaalotaibi@ ayna.com
ص.ب: 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|