| مقـالات
البحث عن الأفضل والتطلع الى الجديد والحرص على الوصول الى الأسهل والأيسر والمفيد. هي أمان وآمال ينشد تحقيقها على الوجه الأكمل كل إنسان واع مخلص غيور في مجتمعنا الفاضل لما فيه مصلحة ومستقبل أبنائنا وبناتنا من الطلبة والطالبات في المدارس والمعاهد والكليات ممن يتوقون بطموحهم ويشدون العزم بهممهم العالية في طلب العلم والمعرفة بمختلف التخصصات النافعة لبناء حاضرهم ومستقبلهم وتحقيق تطلعات وطنهم ونهضته على أيديهم في عصر لا مكان فيه ولا مكانة للواقف والمتردد والضعيف.
وما دام الأمر كذلك فإننا نتساءل.. لماذا لا نطور وباستمرار وبفاعلية وسائل التعليم بإرادة جسور وعزم لا يعرف التردد ونسهل الطرق إليه بأفضل ما وصل إليه الآخرون ممن سبقونا في هذا الميدان الحيوي.. ويأتي في مقدمة ذلك تحسين طرق التدريس وتطوير المناهج وغربلة المقررات بمختلف المراحل التعليمية وكليات المعلمين وتصفيتها من الشوائب والتعقيد والتكرار الملحوظ والحشو المنفر الممل والرتابة المتوارثة حتى تحقق بعد ذلك الغاية المنشودة والأهداف المنتظرة منها في زمن الوثبات المتسارعة في ميادين العلم والتربية.. ولا يأتي هذا صدفة أو بصورة عفوية أو بطريق الاستيراد بقوالب جامدة ومعلبة، ولكن يتحقق ذلك ويعطي ثماره اليانعة الزكية بوسيلة واحدة وطريق لاحب مستقيم هو أسلوب الحوار الهادف المفتوح والجريء، والمقارنة والاختيار الدقيق والبحث الجاد الدؤوب، أولا بأول. على أيد وعقول وطنية وتربوية فاعلة متفتحة واعية مخلصة للوطن والأمة، تتخطى الحساسيات والعنعنات والتحفظات المسبقة التي تخالف وتتعارض مع سنة الحياة في التطور والتجديد والإبداع.. لقد انسابت هذه المقدمة أو الخاطرة المعبرة عن مشاعري دائما خاصةعندما أسمع وأقرأ بين حين وآخر عن اللقاءات الدورية لمديري التعليم بمناطق ومحافظات المملكة التي تنعقد سنويا برئاسة معالي وزير المعارف وبحضور وكلاء الوزارة وعمداء كليات المعلمين، ويتم تدويرها بين المناطق التعليمية حيث يتم هناك دراسة المواضيع والقضايا التربوية وتقويم بعض التوجهات التعليمية والتربوية وتفعيلها ومعالجة المشاكل التي تعترض مسيرة التعليم أو التحصيل العلمي لطلابنا بمختلف المراحل التعليمية.. ولكن ونقولها بكل صراحة وصدق وبدون حساسيات فإن صدى هذه اللقاءات المتتابعة طيلة السنوات الماضية كان خافتا ولولا بصيص من الأخبار المتواضعة في بعض صحفنا لقلنا ان هذه اللقاءات ما هي إلا لتعميق واجبات الزمالة وتجديد التعارف أو مجرد اجتماع تعليمي روتيني أو زيارة دورية اطلاعية لبعض المناطق. وهي من الأهداف الطيبة بدون شك.. والذي يعنينا في هذا المقام كمواطنين وأولياء أمور طلبة وأصحاب آراء متواضعة ولكن صادقة ومخلصة إن شاء الله، هو طرح سؤال عريض من باب تبادل الرأي للصالح العام.. هو لماذا لم تعط هذه اللقاءات حقها من الاهتمام والعناية كغيرها من الندوات والمؤتمرات واللقاءات الفاعلة والمؤثرة التي تعقد على مدار أيام السنة في بلادنا بمختلف التخصصات والمسؤوليات التي ترعاها وتشرف على فعالياتها المؤسسات والوزارات الأخرى.. نعم لماذا لا يتم الإعداد الكافي لها والإشارة سلفا وفي وقت مبكر للمواضيع التي سوف تناقشها وتصب في مصلحة مستقبل وتطور التعليم حتى يتاح للرأي الآخر المشاركة وإبداء الاقتراحات لأن أهداف هذه اللقاءات ما هي الا لمصلحة الجميع وبما يحقق طموحات شبابنا الذين هم أمل الأمة وثروتها الباقية.
إنه لمن المفيد حقا ومن الأهمية بمكان لو أتيحت الفرصة لقدماء رجال التعليم من أصحاب الخبرة والتجربة في بلادنا للمشاركة ولو في الآراء المكتوبة في مثل هذه اللقاءات، وكذلك النخبة البارزة من أساتذة الجامعات المختصين في التربية للمشاركة وإثراء المناقشات بالصائب والمفيد، ونستلهم آراءهم حيال واقع التعليم الآن وفي المستقبل وفرز وإبعاد السلبيات التي تعوق تطوره أو تجعله يراوح مكانه.
خاصة ونحن في عصر يحفل بالتطور والجديد في كل لحظة.
إن لقاء يهم مستقبل التعليم بمناهجه ومقرراته ويهتم بقضايا التربية مثل اللقاء التعليمي التاسع بالمدينة المنورة الذي ينعقد هذه الأيام يجب أو من الأفضل ألا ينعقد من جانب واحد ورأي واحد خاصة أنه كما قلنا يخدم الصالح العام حتى لاتطغى عليه الروتينية والرتابة.. ولك عزيزي القارئ ان تتصور ماذا تكون الحال بصدد مدى نجاح فعاليات هذا اللقاء وأمثاله لو نوقشت مفردات وعناصر المواضيع التي سوف يتطرق إليها بحضور ومشاركة نخبة منتقاة من رواد التربية والتعليم وكوكبة مختارة من المختصين في جامعاتنا على قدر كبير من سداد الرأي وعمق التجربة وفيض زاخر من الخبرة والمعرفة إنه في يقيني سيكون لها طعم آخر وصدى فاعلا ومؤثرا ونتاجا مثمرا.
نستطيع بموجبه وعلى ضوئه ان نحكم على فائدة وجدوى هذه اللقاءات ونتطلع الى الكثير منها، حيث يقاس نجاحها على المردود الإيجابي نتيجة تلاقح ا لآراء والمقترحات الهادفة.. وفي حالة توسيع طاولة المشاركة مع الفئات التي أشرنا إليها فإنه بالتأكيد ستطرأ مواضيع جديدة أخرى وحلول للكثير من المعوقات ربما غابت عن فكر وتخطيط القائمين على الإعداد لهذه اللقاءات السنوية والذين لا نشك أبدا بإخلاصهم وحسن نواياهم وصدق توجهاتهم واجتهادهم ولكن كما قيل من المناقشة والحوار ينبثق النور وتسطع الحقيقة وبالتالي يتحقق الهدف المنشود مع معرفتنا المسبقة بحرص واهتمام المسؤولين في الوزارة ونبل تجاوبهم وترحيبهم بكل فكرة تصب في مصلحة التعليم.. والله نسأل ان يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد إنه تعالى سميع مجيب.
إضاءة
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيداً دونها بيد |
المتنبي
للتواصل:
ص.ب: 27097 الرياض: 11417 فاكس 4786864
|
|
|
|
|