| شرفات
على مدار 500 ألف عام طاف الإنسان الحديث الأرض وشيد عليها المدن وصنع لغات كثيرة وأرسل الكشافين الآليين ورجال الفضاء إلى الكواكب الأخرى،
ورغم صعوبة تخيل هذا الجهد إلا أنه يمكن القول بأن 99% من أنواع المخلوقات والكائنات قد انقرضت بما فيهم اسلافنا وهذا يدفعنا لأن نقلق كثيراً لأن الدور علينا حسب رأي الكاتب كوري باول الذي يرى أن هناك كوارث مرعبة تهدد عالمنا الأرضي وهي إما كوارث طبيعية وإما كوارث من صنع البشر،
* أولاً: كوارث طبيعية:
تأثير الكويكبات السيارة:
ليس هناك شك في إمكانية قيام جسم
كوكبي بدخول مدار كوكب الأرض والتصادم مع غلافه الجوي، وقد حدث ذلك بالفعل عام 1908 حينما اصطدمت شظية صغيرة من مذنب عرضه 200 قدم بالغلاف الجوي للأرض وارتطمت بإقليم تانجوسكا في سيبيريا بروسيا، وبلغت قوة الانفجار مايفوق طاقة القنبلة الذرية التي أسقطها الأمريكان على مدينة هيروشيما بما يصل إلى ألف ضعف،
ويؤكد علماء الفلك أن هناك حوادث مشابهة تحدث كل قرن أو حتى ثلاثة قرون، ويزعم «بيني بيسر» عالم الانثروبولوجيا المتشائم والمتخصص في أصول البشر في جامعة جون مورز في ليفربول بانجلترا أن التأثيرات السابقة قد جعلت الحضارة مضطربة مرارا وتكراراً، وعلى سبيل المثال هناك حادث تسبب في مصرع 10 آلاف شخص بمدينة تشينج يانج الصينية عام 1490م، وهناك بعض العلماء يقولون بأن التأثيرات غالباً ما تحدث فوق المحيطات وأن الحوادث البسيطة التي تحدث فوق سطح اليابسة من المرجح أن تؤثر على المناطق غير المأهولة،
ولكن مع الكواكب الأخرى الكبرى فالأمر لايهم بالنسبة لمكان سقوطها، فالأشياء التي عرضها أكثر من نصف ميل وتضرب الأرض كل 250 ألف عام تقريباً سوف تثير عواصف نارية يتبعها عملية تبريد بسبب الغبار المتناثر، فالكويكب الذي عرضه خمسة أميال سوف يسبب عملية انقراض هائلة مثل ذلك الذي حدث في نهاية عصر الديناصورات، ومن المذهل أيضاً أننا إذا نظرنا إلى حزام «كويبر Kuiper» وهي المنطقة الواقعة مباشرة خلف كوكب نبتون فإننا نجد 100 ألف كرة ثلجية قطرها أكثر من 50 ميلاً، ويرسل هذا الحزام (Kuiper) أمطاراً من المذنبات الصغيرة نحو الأرض، ولو اتجه أحد المذنبات الكبيرة نحونا لاقدر الله فإن تلك قد تكون النهاية لجميع الكائنات الحية بما في ذلك الصراصير،
* انفجار أشعة غاما
لو استطعت مراقبة السماء بمرأى من أشعة غاما لخيل إليك أنك متبوع بمن يراقبك ويراقب تحركاتك،
حيث يمكنك من مشاهدة ومضات بريق تضيء كل شيء حولها للحظات ثم تختفي ويحدث هذا كل يوم مرة أو أكثر،
وقد اكتشف علماء الفلك هذا البريق لأشعة غاما حديثاً، وهي قادمة من مجرات بعيدة، وهي ذات طاقة تفوق تصوراتنا فهي تبلغ 10 كوادرليون (1 وعلى يمينه 16 صفراً) مرة حجم الشمس في طاقتها وهذا الانفجار حاصل ربما بفعل التحام نجمين من جراء تصادمهما ولو رصدنا هذين النجمين قبل التصادم لما استطعنا العثور عليهما، ولكن الأمر مختلف بعد حدوث الانفجار، وعلى مسافة (1000 سنة ضوئية) وهو أبعد من كثير من النجوم التي نراها في الليالي الصافية، فإن الانفجار يظهر مضيئاً كضوء الشمس ويحمينا الغلاف الجوي من الأشعة السينية القاتلة ومن أشعة غاما ولكن لهذه الحماية ثمن،
فإن هذه الاشعاعات تسخن الغلاف الجوي مولدة غاز أوكسيد النيتروجين الذي يتسبب في تدمير غلاف الأوزون، وبدون غلاف الأوزون فان الأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس تصل إلى سطح الأرض بكامل طاقتها، مسببة سرطان الجلد، وماهو أسوأ من ذلك، تقتل غلاف التفاعل الضوئي في المحيطات التي توفر الاوكسجين للغلاف الجوي وأساس الحياة النباتية، جميع المشاهدات لاشعة غاما المتولدة عن الانفجارات الفلكية حتى الآن كانت على مسافات بعيدة جداً، وهو ما يستنتج منه ان التأثير المباشر نادر جداً، ولايعرف العلماء إلا القليل عن هذه الانفجارات مما يضعهم في صعوبة معرفة ان كان سيحدث انفجار مماثل في مجرات قريبة منا،
* انهيار الفراغ
عرض كيرت فوينجيت في كتابه (Cat's Cradle مهد الهر) عرضا وتسبب في شهرة فكرة (التجمد الاقصى) (أيس ناين) وهي عبارة عن مياه راكدة أكثر من الماء الذي نعرفه إلى درجة أنها تتجمد أو تصبح في حالة التجمد في درجة حرارة الغرفة العادية، والتي إن تحرر جزء منها، فإن كل مياه الكرة الأرضية ستتحول لنوع (أيس ناين) وتتجمد،
ففكرة التجمد الاقصى كانت فكرة خيالية تهكمية، لكن مهما كان فإن التحول المفاجئ إلى كارثة يعتبر ممكناً وطبقاً لأحد النماذج الكونية فإنه في بداية تاريخ الكون كان فراغ الفضاء مليئاً بالطاقة، وهذه الحالة تسمى الفراغ الزائف أو المظلل، وهذه الفكرة مشكوك فيها ثم ظهر بعد ذلك نوع جديد من الفراغ أكثر ثباتاً واستقراراً وكما اشتهر «أيس ناين» اشتهرت هذه النظرية وهذا التحول أطلق وحرر كمية كبيرة جداً من الطاقة مما تسبب في توسع قصر الأمد للكون كما أنه من الممكن أن يوجد نوع آخر من الفراغ نوع أكثر ثباتاً ومع تنوع الكون وبروده، فإن فقاعات هذا النوع من الفراغ يمكن أن تظهر وتنتشر بما يقارب سرعة الضوء وفي لحظة ستتغير كل قوانين الفيزياء وسيدمر انفجار كبير من الطاقة كل شيء محولاً العالم إلى أجزاء صغيرة، وعلق بايت هت من مركز الدراسات المتقدمة في برينستون بنيجرسي «إنها تمثل حكاية جميلة لكن لا اعتقد ان من الممكن ان تحدث» وقال إنه خائف من تهديدات الحفر السوداء والتي تعتبر ذات خطورة علمية أكبر،
* الثقوب السوداء الغريبة:
إن مجرتنا مليئة بالثقوب السوداء التي بها أجسام نجمية عرضها عشرات الأميال، وقد أطلق على هذه الفتحات والفوهات وصف الثقوب السوداء لان قوة جاذبيتها شديدة لدرجة أنها تبتلع كل شيء بما في ذلك الضوء المنبعث من هذه الاشياء، واستطاع العالم ديفيد بنيت من جامعة نوتردام في انديانا اكتشاف ثقبين اسودين منذ وقت قريب وذلك بسبب الطريقة التي تسبب فيها هذان الثقبان في تشويه وتجميع الضوء العادي للنجوم البعيدة،
وبناء على هذه الملاحظات وعلى المجادلات النظرية يقدر الباحثون ان هناك عشرة ملايين من الثقوب السوداء في مجرة درب التبانة، وهذه الأشياء تدور في فلك مثل النجوم الأخرى مما يعني أننا نواجه خطر قدوم أحد هذه الثقوب في طريقنا، ولكن مع الأسف الشديد أننا لانعرف أو نأخذ تحذيراً كافياً في حالة تحرك هذه الثقوب إلى مجرتنا بينما إذا اتجه النجم العادي صوبنا فإننا نعلم ذلك،
وقبل حدوث الصدام غير المتوقع بعقود بسيطة قد يلاحظ علماء الفلك وجود اضطراب في مدارات وافلاك الكواكب الخارجية، وعندما يزداد تأثير هذا الاضطراب يكون من الممكن الحصول على تقديرات دقيقة عن موقع وكتلة الجسم الغريب المتطفل على كوكبنا،
وليس من الضروري أن تقترب الحفرة السوداء من الأرض كي تدمره لانه بمجرد مرور هذه الحفرة خلال المجموعة الشمسية فإنه يحدث تلفاً وتشويهاً في مدارات الكواكب، فقد يتم سحب كوكب الأرض في طريق بيضاوي الشكل يتسبب في حدوث تقلبات مناخية، ومن الممكن أيضاً طرد كوكب الأرض من المجموعة الشمسية بحيث يندفع نحو القدر أو المصير المتجمد في فراغ عميق،
* التوهجات الشمسية العملاقة:
يمكن تعريف هذه التوهجات الشمسية بأنها مقذوفات ضخمة تاجية الشكل وهي انفجارات مغناطيسية ضخمة تحدث في الشمس وتنهال على الأرض بسيل من الجزيئيات الأصغر من الذرة والعالية السرعة، ويقوم الغلاف الجوي لكوكب الأرض والمجال المغناطيسي بإبطال مفعول تأثيرات التوهج الشمسي المميتة،
ولكن العالم برادلي سكيفر من جامعة ييل وجد أن النجوم العادية الشبيهة بالشمس يمكن ان تضيء لفترة وجيزة، ويعتقد العالم سكيفر ان هذه الاضواء النجمية الخافتة تحدث بسبب توهجات أشد قوة مليون مرة من التوهجات النجمية العادية، ومن خلال ساعات قليلة يمكن للتوهجات القوية على الشمس ان تشوي كوكب الارض بحيث تبدأ عملية تفكك طبقة الأوزون،
وعلى الرغم من وجود دليل مقنع على أن شمسنا يمكن ان تسبب اضطراباً بسيطاً إلا أن العلماء لايعرفون سبب حدوث التوهجات القوية، وكذلك فإن النشاط الشمسي الكبير يمكن ان يؤدي إلى الهلاك وأيضاً في حالة وجود نشاط شمسي بسيط يتسبب في حدوث مشكلة أيضاً، وتؤكد ذلك الباحثة سالي باليوناس من مركز هارفارد سميثونيان لعلوم الطبيعة الفلكية إذ أنها تصرح بأن كثيرا من النجوم الشبيهة بالشمس تمر بفترات هادئة طويلة تصبح خلالها اكثر قتامة بدرجة واحد في المائة وهذا التحول قد يجعل الناس يدخلون في عصر جليدي آخر،
وتوضح الباحثة سالي أن هناك دليلاً على أن النشاط الشمسي المتناقص قد ساهم في 17 قصة من قص البرودة الرئيسية البالغ عددها 19 قصة خلال العشرة آلاف سنة الماضية،
* الحقل المغناطيسي
في كل بضع مئات آلاف السنوات يتضاءل الحقل المغناطيسي للارض حتى يصل إلى لاشيء تقريباً لمدة قرن من الزمان ثم يظهر تدريجياً بحيث يكون القطبان الشمالي والجنوبي معكوسين، وكان آخر انعكاس حصل قبل 78000 سنة مضت،
وأسوأ ماهناك هو أن قوة الحقل المغناطيسي للارض انخفضت بنسبة 5% في القرن الماضي،
ولماذا الخوف في زمن اطاح نظام تحديد المناطق بنظام البوصلة واستخدامه وجعله عتيقاً؟ حسناً إن انحراف جزيئات الحقل المغناطيسي المنبعثة من الشمس ومن عمق الفضاء فبدون حماية مغناطيسية أي بدون الحقل المغناطيسي فإن هذه الجزيئات ستصطدم بالغلاف الجوي للارض جاعلة غلاف الأوزون يتآكل أكثر مما هو عليه،
كذلك فإن الكثير من المخلوقات تستخدم الحقل المغناطيسي للملاحة، فحدوث الانعكاس المغناطيسي قد يعني حدوث الكثير من الاضرار للكائنات الحية أحد التبريرات يوضحها ستين أودين والد من مركز ناسا NASA للرحلات الفضائية، «ليس هناك أثر محدد من الانقلاب المغناطيسي السابق» ومايزال إنها كارثة قد تقتل ربع سكان الارض كما حدث نتيجة الطاعون الاسود في أوروبا،
* فيضان البركان البازلتي:
في عام 1783م تفجر بركان لاكي في ايسلندة مطلقا ثلاثة أميال مكعبة من الحمم البركانية وسيل من الغبار البركاني والرغوة البركانية وقد اهلك هذا البركان 9000 نسمة وأهلك 80% من الماشية، والمجاعة التي تبعتها أهلكت ربع سكان ايسلندة وتسبب الغبار البركاني في الجو بخفض درجة الحرارة في العالم الجديد أمريكا (والمستغلة حديثاً) بمقدار 9 درجات مئوية وهذا يعتبر حدثاً صغيراً لما يمكن ان تفعله الارض وعندما اخرجت الارض من باطنها الحمم الصخرية المذابة وقد بقيت لعدة قرون وهي تغلي وتتدفق مخرجة ربع مليون ميل مكعب من الحمم والتي هي الآن الهند، وهو مايقدره العلماء بمقدار
000، 100 ضعف بركان لاكي وبعض العلماء لا يزال يعزي اندثار الديناصورات إلى هذا الانفجار البركاني وليس إلى اصطدام النيزك بالارض وقد كان هناك حدث آخر أكبر من هذا فيما قبل نهاية العصر البيرمي الترياسي وهو انفجار في سيبيريا وهو أضخم ماهو معروف لدى علماء تاريخ العصور الجيولوجية والذي قضى في وقته على 95% من جميع أشكال الحياة على الأرض يتكون من غاز الكبريت البركاني والأمطار الحامضية، وكذلك وجود المركبات المحتوية على الكلوريين،
فان هذا الخليط المزعج يعتبر مهدداً لغلاف الأوزون المتضعضع، وان كانت هذه الغازات تتسبب في اتلاف مؤقت، فان غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي تطلقه البراكين يعتبر سبباً في رفع درجة حرارة الأرض وتدمير النظام الزراعي وآخر انفجار بركاني كبير كان في نهر بلاتو في كولومبيا قبل 17 مليون عام،
ونحن الآن بالقرب من انفجار آخر،
* انتهاء العالم
إذا لم تنهنا الارض، فانه حري بالأحياء الدقيقة الأخرى ان تتولى ذلك، فالجراثيم والبكتيريا تعيش جنباً إلى جنب حيث يعيش الانسان،
وأحياناً يختل ميزان وجودها، ويحصل ماحصل عند انتشار مرض الطاعون الاسود في أوروبا في القرن الرابع عشر الميلادي أو عندما قضت الانفلونزا على ما لا يقل عن عشرين مليون نفس بين عامي 1918 و 1919م وقد أهلك مرض نقص المناعة المكتسبة بما يساوي هذا العدد ولايزال يحصد الكثير فحسب دراسة مركز مكافحة الأمراض وحصرها في الولايات المتحدة فانه بين عام 1980م وعام 1990م قد ازداد عدد الوفيات من الأمراض المعدية فيها بنسبة 85% وقد استطاعت الأمراض القديمة مثل الكلوليرا والحصبة ان تتخذ مناعة في مقاومة المضادات الحيوية، وقد ساعد التطور الزراعي والاعمار من التقريب في نقل العدوى المرضية بين الانسان والحيوان، وكذلك سهولة السفر بين مناطق العالم تجعل سرعة انتشار الأمراض اكثر من ذي قبل، أو كما قال أحد المختصين في الأمراض المعدية، حيث قال: كأننا نسبح عكس التيار في نهر هائج، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يباغتنا وباء ينتشر بأسرع مما نستطيع مكافحته أو يقاوم كل ما لدينا من المضادات الكيميائية وكل هذا يمكن ان يحدث بسبب تدخلنا وتغييرنا لمواصفات الطبيعة،
وقبل 000، 12 عام هناك موجة مفاجئة من اجتثاث الثدييات قضت عليها في الأمريكيتين كما يذكر احد القائمين على متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي،
والمتهم في هذه الكارثة هو مرض فيروسي قد أسهم البشر في تفشيه عبر انتقالهم وهجرتهم إلى العالم الجديد،
ثانياً كوارث من صنع بني البشر
ظاهرة الدفء العالمي:
يتفق معظم العلماء على ان زيادة الدفء والحر على سطح كوكب الأرض ناتج عن عبث البشر في الطبيعة، من السهل رؤية الدفء العالمي وهو يغرق المدن بالفيضانات ويدمر المحاصيل،
وقد نبه مؤخراً الباحثون ومنهم بول ابشتاين من كلية طب هارفارد إلى خطورة الوضع حيث ان وجود كوكب أكثر اعتدالاً قد يتسبب في انتشار الأمراض المعدية عن طريق توفير مناخ أكثر ملاءمة للطفيليات ونشر سلسلة من الكائنات المسببة لأمراض الاستوائية ومن بينها أيضاً أمراض المحاصيل التي تتأثر بالتغيرات المناخية الجوهرية وقد يسبب ذلك وقوع مجاعة، أو قد يكون هذا التأثير أكثر دراماتيكية، ففي الوقت الحاضر تحجز غازات الغلاف الجوي الحرارة القريبة من السطح أما ارتفاع درجة حرارة العالم قد يسبب تأثيراً سيئاً للتغذية العكسية بحيث يؤدي تبخر المياه السريع إلى انطلاق بخار الماء الذي يحجز المزيد من الحرارة التي تطرد ثاني أكسيد الكربون من الصخور التي ترفع درجة الحرارة وبالتالي قد يصبح كوكب الأرض أشبه بكوكب الزهرة الذي تصل درجة الحرارة فوق سطحه بالنهار إلى 900 درجة فهرنهيت،
*انهيار النظام البيئي:
تأسر اهتمام الناس مناظر وصور الأفيال الذبيحة والغابات الاستوائية المحترقة، وتلك مشكلة خطيرة لأنها تمثل خسارة كبيرة للتنوع الحيوي، وعلى مدار بلايين السنين تداخلت الكائنات الحية مع بعضها بما يحقق مصلحة جميع الأنواع الحية،
وفي فصول الشتاء التي يسقط اثناءها الثلج تتحمس الذئاب للقيام بالصيد سويا في هيئة قطعان وتقوم بقتل الغزلان مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها مما يتيح توفر شجيرات التنوب التي تستخدم في المستحضرات العطرية، وتسحب اشجار التنوب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وبدورها تؤثر على المناخ، وللوفاء بمطالب السكان الآخذين في التزايد عددياً فنحن نقوم بتطهير الأرض بغرض الإسكان والزراعة، واستبدال النباتات البرية المتنوعة بمجموعة مختلفة من المحاصيل ونقل النباتات والحيوانات وإدخال مواد كيماوية جديدة إلى البيئة، وهناك 30 ألف نوع من الأحياء يختفي من النشاط الانساني كل عام وهذا يعني أننا نعيش وسط واحد من اكبر عصور الانقراض الجماعية على كوكب الارض،
ويرى عالم البيئة الاجتماعي ستيفن كيليرة من جامعة بيل ان هناك طرقا عديدة يقوم فيها الناس بالاخلال بالنظام والتوازن في النظام البيئي العالمي ويؤدي ذلك إلى ظهور أنماط جديدة من الأمراض أو أن حشرات التلقيح قد تفنى وهذا يفضي إلى حدوث هلاك للمحاصيل أو فناء الذئاب وعندما ندرك ذلك يكون قد فات الأوان،
* الكوارث الحيوية:
في الوقت الذي نقضي فيه على الاصناف الطبيعية من الكائنات الحية، فإننا نوجد أخرى خلال الهندسة الوراثية، فالمحاصيل المعدلة وراثياً يمكن ان تكون شديدة الاحتمال، ذات مذاق ألذ ومغذية أكثر، كذلك المكروبات المعدلة وراثياً يمكن ان تساعد في حل مشاكلنا الصحية كذلك معالجة الجينات تقدم وعداً رائعاً بتعديل المشاكل الأساسية في ال د، ن، أ (D، N، A) الخاص بنا،
بالرغم من أنه لايوجد دليل على أن الطعام المعدل وراثياً غير نافع، لكن يوجد بعض الدلائل على أن الجينات من النباتات المعدلة وراثياً يمكن أن تؤثر وتنتقل لمخلوقات أخرى فالمحاصيل المعدلة وراثياً يمكن ان ترعى بعض المقاومة الحشرية،
فأحد المشككين «جيرمي ريفكن» يخشى من أن تكون هذه الأعشاب والحيوانات المعدلة وراثياً يمكن ان تعيق النظام الأرضي، والمرعب هو في الاستخدام السيئ المتعمد لعلم الأحياء فقد يستغل هذا العلم بعض الشعوب الخبيثة مستخدمين وخالقين نوعاً جديداً من فيروس «الابولا»،
انفجار ذري تسلسلي مشؤوم:
ثيودور كازينسكي المعروف ب (يوني بومر) كان مهووساً بفكرة، ، ان التفجير الذري يمكن ان تتسبب تجاربه في اشعال تفجير ذري تسلسلي والذي يمكن ان يدمر العالم،
ومن الغرابة ان كثيراً من العلماء غير المهووسين توجد لديهم نفس الفكرة، ولكن لايظهرون قلقهم منها إلا في مناقشاتهم الخاصة وعلى الأوراق التي يكتبون عليها افكارهم قبل تنظيمها، ولكن مؤخرا ظهر هذا القلق إلى العلن عندما كتبت صحيفة الصنداي تايمز عن محطم الذرات في مفاعل لونج ايلند في نيويورك وذكرت بأن معظم الذرات يمكن أن يبدأ بتفجير ذري يمكن أن يؤدي وببطء إلى تدمير كوكب الارض، وربما نتج منه مواد ذات ذرات نشطة والمعروفة بالذرة غير المستقرة والتي تدمر اي مادة عادية تصطدم بها، ولطمأنة المجاورين لمفاعل لونج ايلند قام مدير المختبر بتشكيل لجنة من العلماء الذين نفوا إمكانية حدوث مثل هذا التصور وكذلك للاطمئنان نفوا امكانية اطلاق التحول المرحلي للفراغ الكوني من هذا المفاعل وهذه التأكيدات هي عبارة عن مكمل للتأكيدات الروتينية كالتي وردت في عام 1942م في تقرير (LA، 602) السري والذي يشرح كيف انه من المؤكد بأن القاء القنبلة الذرية سوف لن يشعل الغلاف الجوي ولم ينف علماء مركز التفجير في لونج ايلند احتمالية حدوث الكوارث وان جهاز التفجير لديهم ليس بالقوة الكافية لتدمير العالم أو اثارة ذرات الفراغ الجوي، ولكن دائماً بالامكان بناء جهاز تفجير اكبر،
كارثة تقنية الآلات الدقيقة (النانوتكنولوجيا)
قبل ان تبدأ بالضرب على لوحة مفاتيح الكومبيوتر الذي بين يديك ، يكون قد أصبح هذا الكومبيوتر قديماً، وذلك يرجع إلى السرعة الهائلة في تطور الدوائر الالكترونية الدقيقة في شرائح السليكون فالمهندسون يستخدمون نفس التقنية في صناعة الآلات التي هي بحجم الذرة وقد اخترعوا علماً جديداً يعرف باسم النانو تكنولوجيا وفي خلال عقود قليلة أو ربما قبل ذلك يمكن صناعة روبوتات مايكروسكوبية والتي يمكنها إعادة صناعة وتجميع روبوتات مثيلة لها،
ويمكنها اجراء العمليات الجراحية من داخل جسم المريض وان تصنع أي المنتجات التي ترغب بها من المواد الخام الأولية، أو اكتشاف العوالم الأخرى، وكل هذه التقنية جيدة اذا اتجهت كما نريدها ولكن يجب ان نأخذ بالحسبان مايدعوه ديكستر (من معهد الدراسات المستقبلية) «مشكلة المنطقة الرمادية» في كتابه مكائن التخليق وهي مما يفضله النانو تكنولوجيين وقد كتب بعد حادث صناعي، بأن آلات دقيقة بحجم البكتيريا يمكن ان تنتشر في الجو كانتشار رذاذ التلقيح وتتخلل الغلاف الجوي للأرض وتحيله إلى غبار خلال أيام، وديكثر من المشجعين على انتشار النانو تكنولوجيا ومن المتشائمين هو بل جوي أحد مؤسسي شركة سن للكمبيوتر حيث يرى في النانو تكنولوجيا هي الآدوات المطلوبة للتدمير العسكري أو الارهابي،
*التسمم البيئي:
من دونورا بنسلفانيا إلى بوبال في الهند فإن التاريخ الحديث مليء بالحوادث الصناعية المخيفة والتلوث الصناعي الخطر، ورغم ذلك فإن التسميم مستمر،
ففي المدن الكبيرة في انحاء العالم، تجد الهواء مثقلاً بذرات الديزل والتي يعتبرها المعهد الوطني للصحة كمادة مسببة للسرطان، والمعادن الثقيلة الصادرة من مداخن المصانع تجوب العالم في الهواء وموجودة حتى بين جزئيات الثلج المتراكم في قارة الانتراكتيكا،
والاستخدام الكثيف للمبيدات في الزراعة حتمي الوصول إلى مياه الأنهار والبحيرات وهذه السموم في حال انتشارها بكميات كثيرة يمكن ان تعطل وظيفة استمرار اعادة الانتاج الحيوي وهي موجودة في كل مكان فإن المنزل يحتوي على المواسير المحتوية على بولي فينيل الكلورايد وورق الجدران يمكن ان يطلق غازات ثاني أكسيد الكربون إذا اشتعلت فيه النار أو تحلل وهناك الأخطار التي لانعرفها مما يضيفه المعهد الوطني للصحة إلى قائمة المواد المسببة للسرطان في كل عام وحتى الآن وصل الرقم إلى 218 مادة وقال أحد علماء الطبيعة بأن الدايوكسين والمواد المشابهة التي تحتوي على مركبات الكلورين، يمكن أن تؤثر على الهرمونات البشرية بما يكفي لاضعاف الخصوبة لدى الانسان وكثير من العلماء لايؤيدون هذا الرأي، ولكن اذا صح ذلك فتكون نفاياتنا الكيميائية هي الخطر الأكبر على بقائنا،
*التدمير الذاتي:
الحرب الشاملة:
لاتزال كل من الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان نحو 19 ألف رأس نووي جاهزة للعمل وللتدمير في أية لحظة، وعموماً الحروب النووية مستبعدة تماماً نظراً لمعرفة الجميع بآثار هذه الأسلحة ولكن في الحقيقة لايمكن التكهن بما قد يحصل في المستقبل فقد كان موضوع تفكك الاتحاد السوفيتي أمراً مستحيلاً ولكنه حصل وبذلك نجد أمامنا دليلاً على أنه لا شيء مستبعداً تماماً،
قد تختلف وجهات النظر السياسية ولكن يبقى اللجوء للسلاح النووي حلاً مميتاً للأطراف المتنازعة ويكمن الخوف أيضاً من إمكانية اندلاع حرب نووية شاملة عن طريق الخطأ من طرف ما مما يدفع الطرف الآخر للرد عليه بالمثل ورغم التقنية التي وصلت لها الاسلحة الدفاعية المضادة للصواريخ فإنه لايمكن ايقاف كل الصواريخ مهما كان وستتمكن بعض الصواريخ من الافلات من أنظمة الدفاع لتصل لاهدافها التي ستمحى للأبد هناك نوع آخر من الأسلحة قد تكون لها خصائص الدمار الشامل فقد بدأت اليابان بتجربة الأسلحة البيولوجية بعد الحرب العالمية الأولى ثم تلتها روسيا وأمريكا بتجربة الأسلحة الجرثومية خلال الحرب الباردة وبالمقارنة مع الأسلحة النووية فإن الأسلحة البيولوجية تعتبر أرخص وأسهل في الإنتاج ولكن من الصعب التحكم بمثل هذه الأسلحة وذلك أمر يروق لمن لهم ميول ارهابية،
وقد أشار جون ليزلي وهو استاذ في الفلسفة في جامعة جيولف في أونتاريو إلى أن التطور المذهل الذي يشهده مجال الهندسة الجينية قد يصل إلى مرحلة صنع سلاح بيولوجي (عرقي) بمعنى أنه يصمم لقتل سلالة معينة من البشر دون ان يؤثر على غيرهم،
سيادة الماكينات أو الروبوتات الآلية:
لقد شاهدنا في الأفلام السينمائية وعلى شاشة التلفاز وقرأنا في الكتب عن قيام الإنسان بصنع الروبوت الآلي الذكي الذي سرعان ماينقلب على الإنسان ويدخل معه في حرب تنتهي بسيادة وغلبة هذا الروبوت الآلي،
وفي الحقيقة رغم مضي عشرات السنين على هذا الخيال العلمي إلا أننا لانجد الآن مثل هذه المخلوقات الآلية الذكية،
وعلى الرغم من ذلك نجد أن الباحث «هانز مورافيك» أحد مؤسسي قسم الروبوتات في جامعة كارينجي ميلون مازال من أنصار هذا الخيال العلمي فهو يتوقع انه بحلول عام 2040م ستصبح الماكينات منافسة وذكية بنفس درجة ذكاء البشر وربما يكون لديها حينئذ نفس وعي الإنسان وقد تتفوق في ذلك، كما يتصور هانز وجود علاقة تكافلية تعايشية بين الإنسان والماكينة بحيث يندمج الاثنان فيما يعرف باسم مابعد المستحضرات الكيميائية الحيوية وهذا يزيد من قدراتها الذكية،
ويتوقع الباحث مارفين منسكي خبير الذكاء الاصطناعي ان هناك مستقبلاً شبيهاً لما ذكره هانز إذ ان الناس سوف يفرغون مافي عقولهم في بدائل ميكانيكية داخل أجهزة كمبيوتر وتخزينها في عدد غير محدود من ملفات المعلومات والخبرات،
وتبدو فكرة ورؤية منسكي شيئاً مألوفاً غامضاً إذ إنه في عام 1989م ظهرت الآلات والماكينات الروبوتية في الأسواق وحينذاك وصفها الصحافيون بأنها أشبه بعقار للهلوسة خادع يجذب المستخدم إلى داخله ولايسمح له بالخروج، ويقول علماء الاجتماع إن ثقافتنا ونوعنا البشري قد ينحسر،
*جنون عام:
في الوقت الذي تطورت فيه الصحة البدنية للإنسان في مختلف أنحاء العالم، فقد زادت الأحوال سوءاً بالنسبة للصحة العقلية، وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن 500 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض نفسي معين،
وبحلول عام (2020م) سيكون الاكتئاب أحد أكبر مسببات الموت وقلة انتاج الفرد وربما يحل المركز الثاني في قائمة الأمراض المؤدية للموت،
وقد يعود السبب الرئيسي لزيادة أعمار البشر طولاً ففي هذه الحالة سيعيش الناس فترة أطول وهم وحيدون أو في دار رعاية العجزة وعموماً فإن الأمريكيين فوق سن 65 يعتبرون الأكثر ميولاً للانتحار مقارنة مع غيرهم وقد صرح جريجوري ستوك وهو استاذ في مجال الفيزياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس بأن الطب سيساهم لرفع أعمار البشر إلى مايصل إلى 200 عام أو أكثر وإذا حصل هذا الأمر فعلاً في المستقبل فإن النتيجة ستكون تحدياً اجتماعياً ونفسياً كبيراً فربما الدماغ البشري لن يحتمل الكم الهائل من المعلومات التي سيتلقاها خلال 200 عام وحينئذ قد يصاب العديد من الأشخاص بالجنون وقد يلجأ العديد أيضاً لوضع حد لحياتهم من أجل التخلص من هذا العذاب الذي لايطاق، وربما ستستمر المشاكل التي يعاني منها كبار السن حالياً مثل الاكتئاب أو الميل للانتحار والحل الوحيد الممكن قد يكون باستخدام العقاقير المهدئة والتي رغم فعاليتها فإن الأطباء لاينصحون بها بسبب الآثار الجانبية التي قد تظهر على المدى الطويل من استخدام مثل هذه العقاقير،
*قوة أكبر موجهة علينا
غزو من المخلوقات الفضائية:
في إحدى المناطق النائية في كاليفورنيا يعمل طاقم كبير من العلماء في مشروع أطلق عليه اسم (SETI) وهو اختصار للفظة البحث عن المخلوقات الفضائية، وفي هذا المكان يقوم العلماء بتحليل اشارات الراديو اللاسلكية والموجات الصوتية الأخرى التي تلتقطها الأطباق العملاقة وبعد التحليل يقرر العلماء ما إذا كانت هذه الاشارات قادمة من مصادر طبيعية مثل الكواكب والاشعاعات الصادرة منها أو إذا كانت قادمة من مخلوقات أخرى ذكية في حضارة أخرى في هذا الكون الفسيح،
وحتى الآن لم يصل شيء بخصوص الغزو الكبير الذي حذر منه العلماء حيث قالوا بأن مخلوقات فضائية ستزور الأرض بواسطة مركباتها المتقدمة علمياً وان هذه الزيارة ستكون تمهيداً لغزو الكوكب بكامله تماماً كما نسمع من قصص الخيال العلمي، ولكن الخطر ليس في المواجهة والقتال بل سيكون في هدفهم الأساسي الذي هو استغلال الموارد الطبيعية في الكوكب من معادن وغازات وماء وقد يبيدوننا في حال اعتراضنا طريقهم، ، ومن يدري فربما تكون هذه المخلوقات الفضائية متعطشة للدماء وتستسيغ لحوم البشر ونصبح بالتالي طرائد وفرائس لهم وعندها يصبح الجنس البشري مهدداً بالانقراض،
أو ربما تقوم هذه المخلوقات بالقضاء على كل أشكال الحياة في حال وضعت خطة للهدم والإبادة، وفي عام 1979 قام الفيزيائي جيرارد ونيل بوضع مقارنة لتوضيح تأثير الحضارات المتقدمة على الحضارات الأخرى منها
وقال كمثال إن الحضارات المتمثلة في الدول الغربية تسيطر بشكل واضح على الدول الأخرى الأقل منها تقدما وهو الشيء الذي سيحصل في حال وصلت حضارة فضائية متقدمة لكوكب الأرض المتأخر حضارياً وعلمياً بالنسبة للضيوف القادمين من الفضاء،
|
|
|
|
|