| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد قرأت ما كتبه الأخ فؤاد أحمد البراهيم على صدر هذه الصفحة بالعدد الصادر يوم الاثنين الموافق 8/1/1422ه تحت عنوان (صفات المعلم الناجح). حيث ذكر الكاتب في بداية المقالة (أن الأزمة هي أزمة معلم وليست أزمة مناهج أو طلاب كما ذكر معالي وزير المعارف) كما تطرق الأخ فؤاد إلى أهمية المعلم في بناء الأجيال و..... إلخ! وهذا يتطلب رفع كفايته بعمله وإخلاصه وذكر عدة صفات يتمتع بها المعلم الناجح ومنها الأحاديث التي تجذب التلاميذ ونصحهم وإرشادهم ومخاطبتهم بأسمائهم وخلق مناخ إيجابي في الصف، وعدم الاعتماد على أسلوب المحاضرة، وأن ينوع أساليب وأنشطة التدريس وأن يستعمل حركات اليدين والوجه وغيرها أثناء الشرح وتقديم (المكافآت).
والحرص على توزيع الأسئلة على الطلاب.. الخ ما ذكره الأخ فؤاد من صفات.
ولذا أود المشاركة في الطرح الموضوعي لهذه المشكلة إن صح التعبير وأقول مستعينا بالله:
أولا: أنه من واقع تجربتي الشخصية للتدريس خلال سبعة وعشرين عاما في مراحل مختلفة.. أرى أن الأحاديث الجانبية التي لا تتعلق بالمادة أو بموضوع الدرس هي فعلا ناحية إيجابية لطرد الملل والروتين.. لكن المشكلة أن المشرف التربوي سيعمد الى تدوين ملاحظة على المدرس ينص فيها على ان المدرس قد خرج عن حدود الدرس !! وهذا حدث ويحدث على أرض الواقع بشكل مستمر!! مما يعني التوجه بعدم استخدام هذا الأسلوب.
ثانيا: وأما المخاطبة بالأسماء فهذا ما يحدث فعلا ولا جديد في هذه الفكرة إذ إن المدرس يخاطب تلاميده بأسمائهم. وإلا فماذا عساه أن يقول إن لم يدعهم بأسمائهم!!
ثالثا: اعتماد أسلوب المحاضرة في التدريس هو الأسلوب السائد في كثير من المدارس وذلك لقلة الإمكانيات المتاحة أو المتوفرة بالمدارس من وسائل إيضاح ومعامل وغيرها.. بل إن الأخ فؤاد نسي ان الطباشير ذو الجودة يعمد المدرسون الى شرائه على حسابهم الخاص!! فما بالك بالمستلزمات الأخرى!!
رابعا: كيف سيقدم المدرس (مكافآت خاصة) وهو في الأساس يشتري الطباشير ويساهم في وسائل الإيضاح وكذلك المساهمة في شراء أجهزة الحاسب الآلي ولوازم المدرسة من برادات ودينموات وغيرها!!
وبما ان الشيء بالشيء يذكر فأحب ان أشير هنا الى ان (كتاب المعلم) في اللغة الإنجليزية لم يطبع منذ سبع سنوات!! علما بأن المنهج قد تم تغييره عدة مرات!!
خامسا: هل يعلم الأخ فؤاد بأن الوسائل التعليمية وأجهزة التسجيل والأشرطة معدومة تماما في المدارس وهذا فقط في مادة اللغة الإنجليزية مثال بسيط.
سادسا: دائماً نسمع ان اللائمة تقع على المدرس وأنه السبب الرئيسي في تأخر مستوى الطلاب وهذا ما نسمعه من المسؤولين في وزارة المعارف متناسين ان التعليم بحد ذاته إما رغبة أو رهبة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة عندما قال «مروا أبناءكم للصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر».
سادسا: عمدت وزارة المعارف الموقرة الى إلغاء درجة السلوك والمواظبة. وتناسوا (أن من أمن العقوبة أساء الأدب). وآخر النماذج على ذلك الاعتداءات المتكررة من الطلاب على المدرسين (ولعل حادثة المدينة آخرها كنموذج فعلي على ذلك) ومع ذلك تقع اللائمة على المدرس دائما وكأن الطلاب ملائكة منزلون لا يخطئون.. ومع مرور الوقت ربما أصبح المدرس بلا قيمة بعدما كان من ورثة الأنبياء.
والله من وراء القصد
خلف عكرش الشمري
مدرس لغة إنجليزية
متوسطة المتنبي حائل
|
|
|
|
|