أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th April,2001 العدد:10417الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

مجلس الأمير سلمان بن عبد العزيز ..
سيرالأبناء على خطى الآباء ومبادئ الأجداد
لقد سمعنا ورأينا كثيراً ومنذ عشرات السنين عن فئات وضروب شتى من المجالس. فكان منها ما كان في سالف العصور والأزمان. وقد كانت هناك مجالس متخصصة تعقد لمناقشة أمور بعينها بها عرفت وسميت. ومن مثل هذه المجالس والتجمعات المؤقتة بدأت فكرة البرلمانات والمجالس والبلديات التي تكفلت بشؤون الناس وحل قضاياهم. فوظفت لهذا الغرض أو ذاك الموظفين والمستخدمين. ومع تطور العلوم وتعقيدات الحياة وضعت مواصفات و«مؤهلات» للموظفين بمثل هذه المجالس وتلك المنتديات التي تهدف لتحقيق خدمة المواطنين بكل ضواحي وهجر ومدن البلاد التي توجد بها هذه التجمعات. وقد سمعنا عن مجالس الخلفاء الراشدين ومجالس الحكام والأمراء وعلى غرار ذلك كان هناك المجلس الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وغيرها. ثم هناك مجالس الذكر وحل مشاكل البشر كأرفع هذه المجالس مكانة ووظيفة. وكان لها ذكر في الكتاب والسنة واستحوذت فيهما على نصيب وافر وثناء موصول. ولئن دار الزمان دورته، فهناك من عنده يجب أن تتوقف عجلة الزمان ولو الى أمد قصير.
ذلك هو مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز من المجالس التي تهفو الروح لحضورها وتشتاق الأنفس للراحة على مرافئها. بل هو مجلس يسعد فيه الكثير من أبناء هذا الوطن الطاهر وكذلك أبناء الأمة العربية والاسلامية وضيوف المملكة من عرب ومسلمين وغيرهم على اختلاف نزعاتهم وحاجاتهم وانتماءاتهم التي تكاثرت وتعددت بعدد ولد آدم من بني البشر. فنرى الناس تتسارع خطاهم نحو مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز. ولقد عم صيت هذا المجلس حتى بلغ الآفاق وأصبحت سيرته على كل لسان وعلى كل قلب يذكره ويذكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بالخير الوفير وبالأيادي البيضاء التي ما فتئت ممدودة بالعطاء والهبات والمنح التي صارت تلازم سيرة سموه الكريم أصلاً وحسباً ونسباً. ولذلك كان الناس يؤمون هذا المجلس وفي القلوب والضمائر مشاعر شتى. فمنهم من يطمع لتحقيق غبطة وسرور في ذلك المجلس ومنهم من تحدوه الرغبة في رؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تلك الشخصية التي تمثل مرفأ وشاطئاً فيه الكثير من عناء الترحال ومن مشاق الحياة التي امتدت على مدار سنوات عديدة وهم يحلمون فيها بالراحة من بعد طول عناء من وعثاء السفر ومن مشقة الترحال.
ولئن جاءت سيرة المجالس، فهناك مجلس يذخر بذكر الله الكريم وتكون مدارسة آيات الكتاب الحكيم وتناول سنة رسوله الخاتم بالدراسة والشرح والتفسير نزولاً لنداء الخالق عز وجل في قوله «كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب» ولعل في الحرص على تدارس احاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهديه القويم دليل كبير على محبة الرحمة المهداة وقد عبر عن ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم». ولعل في تحقيق هذه الأقوال والاستمرار على حضور هذه المجالس تأكيد لدخول هذه الفئة النادرة من الناس في رحمة رب العالمين لقول النبي الكريم بأنه «ما اجتمع قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده».
وعودة لمجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز اليومي وهو مجلس تجرى فيه المشاورات والمداولات وتبادل وجهات النظر والعمل لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع وصالح المسلمين. فضلاً عن مناقشة قضايا الناس ومشاكلهم. ليس ذلك فحسب، بل يجري فيه العمل على حل هذه المشاكل حيث يتولى فيه رائد القوم وامام المجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تذليل هذه المشاكل والصعاب والسعي لتحقيق رغبات وتطلعات الحاضرين بما سخره الله به من قضاء لحوائج الناس وما لذلك من خاصية وميزة تجعل الانسان يرقى لمصاف عباد الرحمن الذين نزلت فيهم العديد من الآيات التي بدأت في سورة الفرقان وغيرها بقول المولى عز وجل «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً» تحقيقاً لوحدة وتعاضد وتكاتف هذه الأمة وتواصلها من لدن عهد الرسول الكريم واصحابه الكرام البررة وحتى هذا اليوم وبقائها على المحبة والايمان الكامل والثبات على دين الحق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم». فليهنأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بهذا الفضل الكبير وبهذه المحبة التي تنهال عليه من كل حدب وصوب، تتجاذبه القلوب والأفئدة والأرواح ويذكره الجميع بالخيرات وبالأيادي البيضاء. ولئن تعود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز سيراً على نهج والده واجداده خدمة الناس، فذلك ادراكاً منه لأهمية هذا المنهج وذلك لأن خدمة الناس نعمة كبيرة من نعم الله يختص بها من يشاء من عباده المخلصين. ولقد رسم لنا الرسول الكريم مشهداً من المشاهد الرائعة التي يطرب لها الفؤاد والروح حين قال: «ان من عباد الله اناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى.
قالوا يا رسول من هم؟ قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها.. فوالله ان وجوههم لنور.. وانهم لعلى نور.. لا يخافون اذا خاف الناس.. ولا يحزنون اذا حزن الناس..»
ثم تلا قول الله تعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
وتأصيلاً لهذه السمة وترسيخاً للمبادئ كان حرص موحد الجزيرة ومؤسس هذا الكيان الكبير جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله حيث حكم البلاد بشرع الله على أن يكون اجتماعه بالمواطنين مباشرة لما في ذلك من حرص على معرفة رغباتهم والاستماع لمطالبهم وشكاواهم والاستئناس برأيهم والعمل لما فيه تحقيق لمصالحهم. وكما هو معلوم لدينا بأن جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله ضرب لأهل الرأي والمشورة موعداً بعد عصر يوم الجمعة من كل اسبوع للاجتماع بهم وذلك الى جانب استقباله اليومي لعامة المواطنين وأصحاب الحاجات.. وفي أول اجتماع لجلالته بدأ فيه بقوله «انني اشتاق للاجتماع بكم في كل وقت وحين» ثم تحدث عن مشاكل الساعة التي كانت تشغل بال الجميع ليعود بعد ذلك فيقول ما نصه: «انني رغبت الاجتماع بكم لتبلغوني ما تشاؤون. فقد تعاقدنا على المناصحة، فإن كان لأحدكم حاجة فليقلها وليطلبها.. انني لست من الملوك المتكبرين وان بابي مفتوح على مصراعيه لسماع نصيحة كل ناصح، فمن شاء منكم فليشافهنا ما يريد.. ومن شاء فليكتب لنا حاجته للنظر فيها». هكذا كان أسلوب جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وعلى نهج الآباء والأجداد سار الأبناء خطوة بخطوة ومبدأ بمبدأ.
وقد كان مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز كان يمثل جمعية عمومية خيرية تعقد باستمرار لأهالي منطقة الرياض وما جاورها بل ولجميع أهالي المملكة وكانت ندوة وجمعية وجلسة يتفرع منها الأدب والشعر ويجتمع اليه رجال الأعمال وأهل الفكر والرأي والأدب. وقد كان مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز مفتوحا باستمرار وقلبه وداره مفتوحين على مدار اليوم والساعة وعلى مر الأيام. وهو مجلس متسع لكل أولئك وغيرهم من ذوي الحاجات الذين لا يغادرون مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلا بخاطر طيب ورضاء تام. ومجلسه عاطر بالفكر وتبادل الآراء بصراحة ووضوح تامين مع موضوعية صادقة وعلامات البشر والترحاب التي تعلو الوجوه. وفي هذا المجلس الطيب العامر يدور الحديث عن الأدب والسياسة والاجتماع وغير ذلك من المحاور والآفاق وما يستجد في الساحة العالمية والاقليمية والمحلية وكل ما من شأنه خدمة المجتمع في ظل حكومتنا الرشيدة التي لا تتردد ولا تدخر وسعاً في تحقيق الرفاهية لشعبها والخير لأمتها التي أولتها كامل ثقتها وولائها التام المتجسد في السمع والطاعة. وان الحديث عن مجلس صاحب السمو الأمير سلمان بن عبد العزيز له تطلعات وشجون
وفي الختام، فهذا غيض من فيض، ولن نتمكن مهما أوتينا من قدرة ومعرفة ودراية من تسليط كامل الضوء على مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وذلك لما له من خواص ومزايا وفوائد. فقد كان مجلسه العامر ذاخراً بكل الخيرات وبكل المشاعر الصادقة. وقد شهد لهذا المجلس القاصي والداني. والمراجع المتبصر لمواقف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وما قدمه للناس وللمجتمعات في شتى نواحي المعمورة خير دليل على مكارمه وأفضاله. ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
ان هذا الرجل العظيم سلمان بن عبد العزيز سيبقى من أغلى الرجال وأغنى الرجال، بل هو «المناجم والرجال».
سائلين الله العلي القدير ان يحفظ سموه الكريم، وان يسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.
انه خير من سئل وخير من يجيب.
عبد الله بن صالح بن هران اليامي الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved