| أفاق اسلامية
القرآن الكريم كتاب الله عز وجل ودستور هذه الامة الخالد، الذي تعهد الله سبحانه بحفظه، وهذا هو الحفظ الأبدي الدائم، ولقد شاءت ارادة الله تعالى ان تكون وسائل هذه الحفظ متعددة ومتنوعة، تؤدي بمحصلتها لنتيجة واحدة، ألا وهي حفظ الكتاب محكم التنزيل، فمن تلك الوسائل: ان يحفظ في الصدور، وتدافع عنه القلوب والعقول، ومملكتنا الغالية كانت ومازالت موئلاً للصدور المؤمنة التي تحمل القرآن الكريم في قلوبها حفظاً وتجويداً وعملاً وتطبيقاً، وتعددت الوسائل التي تساعد على عملية الحفظ هذه بحيث اضحى كل منزل وبيت مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، أما جمعيات تحفيظ القرآن فحدث ولا حرج، فهي على امتداد البلاد واتساعها في شرقها وغربها، كما في جنوبها وشمالها، ووسطها ايضاً ليس غائباً عن الساحة، ولكل هذا كان عدد الحفظة يتزايد باستمرار والحمد لله، وخصوصاً في فئات الناشئة والشباب، وتلك هي النعمة الكبرى التي نحمد الله عليها ليل نهار، ونشكره، ونطلب منه دوامها، فإنها السعادة والنعيم.
لكل هذا كان هناك تنافس مشروع وبرئ بين تلك الصدور العامرة بنور القرآن على اظهار مالديها، فهي تتبارى لتقديم ما عندها، فالمادة غالية ألا وهي كتاب الله عز وجل، والمنافسة من اجل ذلك تستحق التعب والعمل المتواصل.
لقد كان ذلك التنافس في اطار مسابقات طيبة مباركة، لكل منها ميزاتها وخصوصياتها التي لا يمل القلم عن ذكرها، ويود الانسان لو يتكلم عنها ليل نهار، فهي خير بخير، وهناك احداها ستطل علينا يوم غدٍ السبت إنها جائزة الخير المباركة التي انطلقت منذ عام 1419ه،.
ولا هدف لها، ولا غاية سوى رضوان الله عز وجل، إنها المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم التي تدور ضمن اطار جائزة امير الخير والعطاء صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة الرياض حفظه الله ورعاه .
لقد اقتربت ايام تلك المسابقة المباركة، التي تشرف بتنظيمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في المدة من 13 الى 20 محرم في عاصمتنا الحبيبة الرياض، وقد اكتمل الاستعداد الطيب لها، ومسيرتها المباركة العطرة تواصل تألقها في تنافس خيِّر مبارك بين الناشئة والشباب ذكوراً وإناثاً من مختلف مناطق المملكة، وذلك لينالوا شرف الالتحاق بتلك المسابقة الوطنية الكبرى التي يرعاها امير الخير والجود!
لقد بلغت جوائز تلك المسابقة مليوناً ونصف المليون ريال بالمعايير المادية رغم ان الجوائز الاكبر هي ثواب الله سبحانه، ولكن لكل مجتهد نصيب، والذي يتعب يستحق ان ينال جزاء تعبه، وما اجمل التعب في سبيل حفظ كتاب الله تعالى، وتجويده.
المسابقة فرصة لإظهار المواهب والامكانيات الفذة التي يتمتع بها ابناء هذا الوطن، وهي مناسبة لإعداد العدة للمسابقات الدولية الكبرى، وهي مناسبة ايضاً لكل الاهل لتحفيز ابنائهم وبناتهم من اجل الاستعداد وخوض غمار امثال هذه المسابقات، والفائدة الاولى والأخيرة هي حفظهم لكتاب الله تعالى في صدورهم، فهو النفع كل النفع، وهو الشفاء كل الشفاء.
فجزاك الله كل خير يا امير الانسانية والبر، وجزاك الله خيراً بكل حرف نطق به الناشئة والشباب من الذكور والاناث الذين جاءوا من كل مكان من مملكتنا الحبيبة، ليتنافسوا على جائزة الخير، تلك الجائزة العظيمة التي حققتموها من حسابكم الشخصي، وجزى الله المسؤولين في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد، وعلى رأسهم ربانها معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ علي متابعتهم وعملهم الدائم لإظهار تلك المسابقة الوطنية في أبهى صورها، ووفق ما يطمح ويرنو اليه كل مسلم في بلادنا.
والله ولي التوفيق
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|