| أفاق اسلامية
لفت انتباهي في مكتبتي الصغيرة بحث في السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام والذي هو كتاب )الرحيق المختوم( لفضيلة الشيخ/ صفي الرحمن المباركفوري من الجامعة السلفية بالهند.
وما يميز هذا الكتاب هو المنهج الواضح والشامل للسيطرة العطرة الخالية من الشوائب والاباطيل التي أُلحقت ببعض كتب السيرة من مثل اولئك النفر المسلمين من غير العرب الذين لايزال في اسلامهم بعض الدخن والتردد.
وقد جاء الكتاب في مجمله سلسلة من الاحداث المترابطة بطرق سهلة ويسيرة تنقلنا من مكان الى آخر وربما مع شخصية مرموقة في ذلك العصر واخرى غير معروفة تاريخياً والتي لولا اسلامها وتمسكها بدينها لما عرفها جيلي ولا الاجيال اللاحقة ابداً.
وبما أنني اتوق الى دراسة سيرة الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة الكرام البررة، كما هو حال غيري من جيل الشباب الذي يبحث عن مصداقية الخبر دون تعقيد اوتأويل او افراط او تفريط فلقد وجدت في كتاب )الرحيق المختوم( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي عن سيرة هذا البطل القرشي الامين عليه افضل الصلاة والتسليم.
ورغم ا ن الكتاب في الاصل كان بحثاً تقدم به صاحبه لنيل جائزة رابطة العالم الاسلامي في التسعينيات الهجرية، الا انني لمست منه الحرص على التوثيق وتأكيد المرجعية حتى يصبح مرجعاً في كل مكتبة جامعة او حتى من ضمن الكتب القليلة المفضلة في مكتبة المنزل الخاصة بك، وهنا وقفة اخرى مع صاحب الكتاب فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري وهو من مسلمي الهند والذي لم تمنعه عدم ولادته عربياً ان يتقن اللغة العربية وان يكتب الدرر بل الشهد كله.
ونلاحظ ان بعض اهل العربية لم يتفننوا بمثل ما جاء به بل انهم لم يستطيعوا ان يحضروا كتاباً مثله في وقتنا الحاضر الا القليل.
ثم ها نحن نسبر اغوار الكتاب حيث يبدأ بتأكيد الحضارة العربية في الجاهلية وما وصلت اليه في مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم يبعث الله فيهم ذلك القرشي الامين ثم هاهو القرآن الكريم ينزل عليه وحياً بحيث لا يتعارض مع الفطرة البدوية الاعرابية بل انه تفوق عليها وصار الجاهليون يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بالساحر تارة وبالكاهن تارة اخرى لما فيه من الاعجاز الذي فاق نظرتهم ويسترسل في السرد التاريخي حتى يصل الى نهاية ذلك الرجل الكريم صلى الله عليه وسلم حيث توفي وبقي اثره ورسالته دهوراً فينا وفي كل امة الى يوم الدين.
ختاماً لقد وجدت العبارات القوية والتواريخ الموثقة في كتاب )الرحيق المختوم( واني لادعو كل طالب وطالبة علم ان يسعوا الى قراءته ثم الاستفادة منه لانه بحق كتاب جامع عظيم.
* جامعة الامام
|
|
|
|
|