| أفاق اسلامية
وهذه الظاهرة من الظواهر السيئة، التي يجب على الشباب ان يحذروا منها اشد الحذر، لأنها صارت عند بعضهم من الامور المألوفة، يسهرون الى ساعات متأخرة من الليل، بل بعضهم من لا يعرف النوم إلا قبيل الفجر. يقضي ليله سهراناً. ويا ترى على ماذا كان هذا السهر؟ إما على لعب ورق او لمشاهدة فيلم او متابعة ما تبثه القنوات الفضائية او غير ذلك من الامور التي لا تليق بشاب مسلم.
وظاهرة السهر ظاهرة خطيرة، لها نتائج ضارة، لاسيما اذا كانت على معصية وهي كذلك عند كثير منهم، ومن نتائجها الضارة ما يأتي:
اولاً: تضييع صلاة الفجر:
فالشاب الذي يسهر الى قبيل الفجر ثم ينام. أيستطيع الاستيقاظ من النوم لتأدية صلاة الفجر؟ لا اظن ذلك. لذا دائماً تفوته الصلاة، واضاعة الصلاة جريمة عظمى وكبيرة من كبائر الذنوب، وصفة من صفات المنافقين.
وقد جاء الوعيد الشديد لمن يؤخر الصلاة عن قوتها. وهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يحرق بيوت الذين يتخلفون عن الصلاة. فالذين لاتراهم في صفوف المصلين في صلاة الفجر غالبا هم الذين يسهرون. فالسهر يفوت الصلاة، ولو فرضنا جدلاً ان هذا السهران حضر للصلاة فإنه سوف يصلي متكاسلاً مرهقاً تعباً يصارع النوم من شدة النعاس ومن ثم لا يدري ما يقول. وهذه ايضاً في حد ذاتها مشكلة. وسببها السهر.
ثانياً: فعل ما كرهه الرسول صلى الله عليه وسلم:
فالمسلم يحرص دائماً على فعل ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحذر كل الحذر من ارتكاب ما يكرهه الله ورسوله، والسهر من الامور التي كرهها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه عن أبي برزة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها، فلتحذر اخي الشاب من محبة ما يكرهه نبيك صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: تفويت المصالح في النهار:
فالذي يسهر الليل دائماً ينام خلال النهار، وفي هذا تفويت لعدة مصالح تكون في النهار منها حرمان بركة اول النهار فإن لأول النهار بركة اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بورك لأمتي في بكورها. ومنها التكاسل في العمل ان كان الشاب عاملاً، وفي الدراسة ان كان الشاب طالباً، بل حتى في ما يحتاجه الأهل في البيت. فالذي يقضي ليله في السهر، لن يكون فعالا في عمله ولا في دراسته ولا في اسرته، بل يكون فاشلا، عالة على غيره.
رابعاً: مخالفة الفطرة التي جعلها الله عز وجل للانسان في هذه الحياة. فقد قال سبحانه:)وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشاً( وصاحب السهر معكوس الفطرة حيث جعل الليل للسهر والنهار للنوم. فاحذروا معشر الشباب، احذروا هذه الظاهرة الخطيرة، ظاهرة السهر، وإن كان لابد فاجعلوه في موازين اعمالكم الصالحة كقيام الليل وطلب العلم وتلاوة القرآن الكريم كالذين قال الله عنهم:) كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون( أسأل الله ان يجعلني وإياكم منهم.
فيا معشر الشباب العقلاء انتبهوا، فعواقب السهر وخيمة، ونتائجه سيئة، وأضراره اكيدة.
* إمام جامع الخلف بحي صلاح الدين بمدينة حائل
|
|
|
|
|