أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th April,2001 العدد:10417الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بشأن ظاهرة الخدم والسائقين
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، نبينا وامامنا وسيدنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين، اما بعد:
فقد شكا الي الكثير من الناس ظاهرة كثرة السائقين والخدم، وان البعض يستخدمهم من غير ضرورة ملحة او حاجة ماسة والبعض منهم على غير دين الاسلام، ويحصل منهم فساد كبير على عقيدة المسلمين واخلاقهم وامنهم، الا من شاء الله منهم، ورغب إلي البعض ان اكتب في هذا الشأن نصيحة للمسلمين تتضمن تحذيرهم من التمادي والتساهل في هذا الا مر، فاقول مستعيناً بالله:
لا شك ان كثرة الخدم والسائقين والعمال بين المسلمين وفي بيوتهم وبين اسرهم واولادهم له نتائج خطيرة وعواقب وخيمة لا تخفى على عاقل، وانا لا احصي من يتذمر ويتضجر منهم، وما يحصل من بعضهم من المخالفات لقيم هذه البلاد واخلاقها، وما تمادى الناس وتساهلوا في جلبهم وتمكينهم من بعض الاعمال، واخطرها الخلوة بالنساء، والسفر بهن الى مكان بعيد او قريب، ودخولهم البيوت، واختلاطهم بالنساء. هذا بالنسبة الى السائقين والخدم، اما الخادمات فلا يقل خطرهن عن اولئك بسبب اختلاطهن بالرجال ودعم التزامهن بالحجاب والتستر، وخلوتهن بالرجال داخل البيوت، وربما تكون شابة وجميلة، وقد تكون غير عفيفة لما اعتادته في بلادها من الحرية المطلقة، والسفور، ودخول اماكن العهر والدعارة، وما الفته من عشق الصور، ومشاهدة الافلام الخليعة، يضاف الى ذلك ما يتصف به بعضهن من الافكار المنحرفة، والمذاهب الضالة، والازياء المخالفة لتعاليم الاسلام. ومن المعلوم ان هذه الجزيرة لا يجوز ان يقيم بها غير المسلمين، لان الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى باخراج الكفار من الجزيرة، فلا يدخلوها الا لحاجة عارضة، فلا يجوز استقدامهم، ولا السماح لهم بذلك.
فالحاصل ان الجزيرة العربية لا يجوز ان يقر فيها دينان، لانها معقل الاسلام ومنبعه، ومهبط الوحي، فلا يجوز ان يقر فيها المشركون، الا بصفة مؤقتة لحاجة يراها ولي الامر، كالبرد وهم الرسل الذي يقدمون من دول كافرة لمهمات، وكباعة الميرة ونحوها مما يجلب الى بلاد المسلمين مما يحتاجون اليه، ويقيم اياماً لذلك ثم يرجع الى بلاده حسب التعليمات التي يضعها ولي الامر.
فوجود غير المسلمين فيه خطر عظيم على المسلمين في عقائدهم، واخلاقهم، ومحارمهم. وقد يفضي الامر الى موالاة الكفار، ومحبتهم والتزيي بزيهم، ومن اضطر الى خادم او سائق او خادمة، فالواجب ان يتحرى الافضل فالأفضل من المسلمين لا من الكفار وان يجتهد في اختيار من كان اقرب الى الخير وابعد عن مظاهر الفسق والفساد ولان بعض المسلمين يدعي الاسلام وهو غير ملتزم باحكامه فيحصل به ضرر عظيم، وفساد كبير، فنسأل الله ان يصلح احوال المسلمين، ويحفظ عليهم دينهم واخلاقهم، وان يغنيهم بما احل لهم عما حرم عليهم، وان يوفق ولاة الامر لكل مافيه صلاح العباد والبلاد، والقضاء على اسباب الشر والفساد انه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved