| أفاق اسلامية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته اجمعين. اما بعد
فإن ما يوجب الشكر لله تتابع مواسم الخير التي تسر قلب كل مؤمن وتسعد بها النفوس المسلمة ومع اطلالة العام الهجري الجديد تطل علينا معه مناسبتان كريمتان تعتبران نتيجة خيرة وابداعاً كريماً وشجرتين مثمرتين رواهما نبعان من ينابيع الخير والعطاء والحس الانساني الاصيل والعمق الايماني الذي لا يأتي دائما الا بكل خير يسهم في بناء المجتمع المسلم وتواصله وتماسكه انها جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيزال سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات. ومسابقة الامير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للاطفال المعوقين اللتان ساهمتا بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي والشخصي من سموهما في تشجيع الناشئة من ابناء المملكة على حفظ كتاب الله الكريم واسهمتا في اعداد جيل صالح باذن الله مسلح بكتاب الله. جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز اشعلت الحماس والتنافس بين الشباب والناشئة في كل فصل وحلقة وبيت وهي لم تبلغ من العمر سوى ثلاث سنوات منذ عام 1419ه. كانت المسابقة المحلية التي تقيمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد مجرد عملية اجرائية لاختيار من يمثل المملكة في المسابقة الدولية حتى جاءت تلك المبادرة الخيرة من سموه الكريم فكأنما نشطت تلك المسابقة المحلية من عقال وانتفضت من وتيرتها لتشعل المنافسة والحماس بين ابناء المملكة.
لقد كانت تلك المبادرة مجرد فكرة حملها الوزير السابق معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الى صاحب السمو الملكي الامير سلمان الانسان الذي حولها بفضل الله ثم بفضل ايمانه ومحبته لمجتمعه الى واقع وتطبيق عملي وحمل لواءها دعما وتطويرا معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ حيث وجه اليها همته واهتمامه واسبغ عليها كل انواع الرعاية والتطوير والانتشار في كل ارجاء المملكة.
ان مبادرة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتخصيص جائزة سنوية لحفظة كتاب الله الكريم من البنين والبنات على نفقة سموه الخاصة خير مثال على ما ينعم به مجتمعنا السعودي المؤمن من ينابيع العطاء ومن القيادات الخيرة التي تبذل مالديها لاجل بناء المجتمع والاسهام بشكل فاعل على تربيته تربية ايمانية صالحة ليتحقق الاستخلاف في الارض وعمارة الكون التي ارادها الله لعباده المؤمنين والتي لن تتحقق الا بعد تحقق الايمان والعمل الصالح قال تعالى:) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون( 55 النور.
ان هذه المبادرة والجائزة الخيرة حينما جاءت فقد فرض وجودها اجراءات تنفيذية جميلة وسائغة فقد قامت بسببها مسابقات على مستوى المحافظات ثم مسابقات على مستوى المناطق ثم تأتي هذه الجائزة بمسابقتها تاجاً لكل المسابقات والمنافسات السابقة. وذلك لسببين انها مسابقة تجرى بين افضل الحفاظ وصفوتهم في مناطقهم والثاني انها مسك الختام وفيها الجوائز المالية السخية التي قدمت في خير ما يقدم فيه مال وعن رضى وسخاء ولله الحمد.
ان هذه الاجرءات التنفيذية التي ابتدأت مع بداية العام الدراسي في جميع محافظات المملكة ومناطقها عبر خطة زمنية رسمتها الوزارة وعممتها على جميع الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمناطق والمحافظات وكذلك على جميع القطاعات التعليمية كوزارة المعارف والجامعات وسائر القطاعات التعليمية الاخرى اينما وجدت، ولذلك يشعر الانسان بالرضا والشكر لله حينما يصل الى نهاية المطاف ليشعر بسعادة الانشراح والابتهاج وشهود يوم الحصاد يوم التنافس الاخير بين افضل كوكبة من الناشئة والشباب الذين اضنوا انفسهم وواصلوا الحفظ والمراجعة آناء الليل واطراف النهار لأكرم كلام واعز مقروء. انها لوحة جميلة تمتلئ بالحيوية والتنافس سوف نستمتع بمشاهدتها جميعاً خلال الاسبوع القادم 1320/1/1422ه اسأل الله ان يسعدنا وهؤلاء الحفاظ ووالديهم بمشاهدة ماهو اجمل واسعد في الحياة الاخرة وان يحقق لسموه الكريم دعاء الصالحين من جميع المهتمين واولياء امور الطلبة والطالبات وان يجزيه على مبادرته خير الجزاء واوفاه على ما اقرضه لله في حياته الدنيا فاللهم اسعده بها في الآخرة قال تعالى:) من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله اجر كريم( 11 الحديد.
وجزى الله بالخير معالي الوزير الشيخ صالح على جهوده في النهوض بها وتطويرها ثم باصطباره على القيام بتلك الجهود.
وفقنا الله للخير ويسره لنا وجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
* الامين العام لمسابقة القرآن الكريم
|
|
|
|
|