| أفاق اسلامية
* الجزيرة خاص:
اشاد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بالجهد الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الامين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله للعناية بكتاب الله من طباعته بأحدث الطبعات الى توزيعه على المسلمين في اماكن ومناسبات عديدة الى العناية بتعلمه وتعليمه وترسيخه في مناهج التعليم.
وأبدى سماحته تنويهه بجائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض التي تقدم لحفظة كتاب الله الكريم من بنين وبنات، سائلاً الله تعالى ان يوفق سموه لكل خير، وان يعز به دينه وكتابه.
جاء ذلك في الحديث الذي اجرته «الجزيرة» مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للمسابقة المحلية على جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات «خلال المدة من الثالث عشر وحتى العشرين من شهر محرم الجاري».
وفيما يلي نص الحديث..
عناية وزارة الشؤون الإسلامية بكتاب الله أمر ملموس مشاهد
* بداية هل بالإمكان ان تحدثونا سماحتكم عن اهمية هذه الجائزة وفوائدها وثمارها الطيبة على البنين والبنات؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد، فإن مما هو معلوم لدى الجميع ان هذه الامة هي امة القرآن، فهو المعجزة الكبرى لنبينا صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم «مامن نبي من الأنبياء الا وقد أوتي من الآيات ما على مثله آمن البشر، وانما كان الذي اوتيته وحياً اوحاه الله الي، فارجو ان اكون اكثرهم تابعاً يوم القيامة» اخرجاه في الصحيحين.
وقد اعجز هذا القرآن فصحاء العرب وبلغاءهم بل قال الله عنه «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً».
واذا ثبت هذا، فإن من المقرر لدى العلماء، بل لدى عامة العقلاء ان الشيء يشرف بشرف متعلقه، ولما كان متعلق هذه المسابقة السنوية التي تقام على جائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله لكل خير وأعز به دينه وكتابه اقول لما كان متعلق هذه المسابقة هو كتاب الله الذي هو كلامه حقيقة، فإنها وبلاشك قد اكتسبت شرفاً ومكانة لايحيط بها الوصف ولا تعبر عنها مجرد كلمات يسيرة تكتب، فيكفي هذه المسابقة شرفاً وعظمة وأهمية انها مضافة الى كتاب الله القرآن الكريم.
* أعظم آيات الانبياء التي ايدهم الله تعالى بها فله اثر عظيم في انارة البصائر واصلاح القلوب، وهداية الناس الى دين الله تعالى نرغب من سماحتكم الحديث عن فضل القرآن الكريم واهله وحفظته؟
الله سبحانه وتعالى امتن على نبيه صلى الله عليه وسلم بانزال هذا القرآن عليه فقال «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم» هذا الكتاب العزيز قد بين الله فيه لاهل البصائر كل ما يحتاجونه وما يهمهم من امر دينهم ودنياهم يقول سبحانه: «آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين» يهدي للطريق القويم والمنهج المستقيم «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً».
ومع بيانه للحق وهدايته للصراط المستقيم وإقامته لحجة الله على الناس اجمعين فهو شفاء للناس ورحمة لهم «وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين».
أنزله الله لقراءته وتدبره وفهم معانيه والعمل بما فيه «افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها» ويقول سبحانه: «ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم الا نفوراً»، «ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون».
امر الرسول صلى الله عليه وسلم بإبلاغه، وفي ضمن ذلك امر امته من بعده بإبلاغه يقول الله عز وجل «وأوحي الي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ».
هو كتاب الله الكريم وصراطه المستقيم وحبله المتين من قال به صدق ومن حكم به عدل، اهله القائمون بحقه هم خير الخليقة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي المتفق عليه عن ابي موسى رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب..» الحديث، اهله هم المقدمون في الدنيا وفي الآخرة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» الحديث رواه مسلم من حديث ابي مسعود البدري، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان القراء اصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً كانوا او شباناً» رواه البخاري. وفي البخاري عن جابر رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى احد ثم يقول: ايهما اكثر اخذاً للقرآن، فان اشير الى احدهما قدمه في اللحد».
ولو ذهبنا نعدد ونسرد فضائل كتاب الله وفضل من حمله وعمل به لطال بنا الكلام ولما أوفينا هذا المقام حقه، ولعل فيما مضى من الاشارة الى طرف منها كفاية في هذه العجالة.
* كيف ينظر سماحتكم الى الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الاسلامية و الاوقاف والدعوة والارشاد في مجال العناية بالقرآن الكريم وتنظيم المسابقات المحلية والدولية لحفظته؟
عناية وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بكتاب الله وحرصها عليه تعليماً وتحفيظاً امر ملموس مشاهد وجهد يذكر فيشكر، وهذا ليس بمستغرب، فان هذه البلاد انما قامت و بنت سياساتها واختطت منهجها في الحياة من هذا الكتاب العزيز وبالتالي نرى الجهد الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وسائر اخوانهم وحكومتهم، في العناية بكتاب الله من طباعته باحدث الطبعات الى توزيعه على المسلمين في اماكن ومناسبات عديدة الى العناية بتعلمه وتعليمه وترسيخه في مناهج التعليم، واعظم من هذا وذاك ان جعل هو وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هما اساس الحكم في هذه البلاد الاسلامية المباركة ادام الله عزها ومجدها وكبت عدوّها، واعان الله القائمين عليها على شكر هذه النعمة والقيام بحق الله عليهم فيها.
* ماهي توجيهات سماحتكم للآباء والامهات واولياء الامور عامة، والقائمين على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تجاه القرآن الكريم وتلاوته وحفظه وتعلمه وتدبر معانيه والالتزام به قولاً وعملاً؟
لعلي اذكر نفسي واخواني من الآباء والامهات وغيرهم من حملوا امانة الانبياء اذكرهم جميعاً بالعناية بابنائنا وبناتنا بالحرص على تنشئتهم النشأة الصالحة التي تعود عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم، وأساس ذلك كله هو الاهتمام بكتاب الله حفظاً وفهماً، وعملاً بما جاء فيه، فان كتاب الله فيه الهدى والنور، فالله الله بالعناية به والاهتمام الحقيقي بأبنائنا وبناتنا وتوجيههم الوجهة الصحيحة المبنية على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليعلم الجميع انهم مسؤولون عن هذه الامانة كل بحسبه وعلى قدر مسؤوليته وتأثيره «ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزق الله الجميع التوفيق والسداد والصلاح والإخلاص في القول والعمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
|
|
|
|
|