| الاقتصادية
اتصل بي أحدهم يتذمر من حظه التعيس، حيث قضى أكثر من أربع سنوات يبحث عن «وظيفة» ثم أصبح يبحث عن أي عمل رغم مؤهلاته المعتبرة وطموحاته الجيدة.. ولكن بدون فائدة (فهو كمن يحرث في صخر) حتى لم يعد يعرف خلاصا من «شبح» البطالة التي تضرب بأطنابها أمام ناظريه. طلبت مقابلته والتحدث معه ورؤية السيرة الذاتية التي كتبها عن نفسه وحاورته حول الشركات والمؤسسات التي تقدم لها.. فبطل العجب بعد ان عرفت السبب أو جزءا منه.
لقد تجمع لدي سبعة أخطاء يقترفها المتقدمون للتوظف وحديثو التخرج تجعل الوظيفة بعيدة المنال، بل تجعل ادارات التوظيف تنفر من المتقدمين، وهي التي تبحث أساسا عن أية أعذار لابقاء الوضع الوظيفي كما هو. هذه الأخطاء السبعة هي:
كتابة السيرة الذاتية كمثل كتابة طيبة الذكر «شهادة حسن السيرة والسلوك»!!عندما تكون السيرة الذاتية فقيرة وركيكة وتطغى عليها العموميات والمبالغات يخطىء الآخرون في قراءة وفهم الشخص المتقدم للوظيفة. اذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فان المتقدم للوظيفة يقرأ من هذه الورقة المسماة (سيرة ذاتية).
الدخول الى المقابلة الشخصية بلغة التذمر والمواقف السلبية المعلنة والقاء اللوم على الحظ والظروف، وغير ذلك من العقد الاجتماعية. وهناك أخطاء مظهرية وشكلية و(اتصالية) تحدث في المقابلات الشخصية فتضعف من فرصة المتقدم لكسب وظيفة العمر.
الضعف الكبير في المهارات الجانبية والمساعدة مثل الحاسب الآلي واللغة الانجليزية ومهارات السكرتارية وغيرها. وتكتمل المصيبة التوظيفية كذلك في اصرار غالبية المتقدمين على ان العيب ليس فيهم والبحث عن ألف عذر لعدم تطوير المهارات الشخصية.
عدم القدرة على (التعبير) وضعف الثقافة العامة وتواضع مهارات الكتابة من حيث الشكل والمضمون. جميع الوظائف بأنواعها تحتاج لمهارة جيدة في (الكتابة) وأغلب المتقدمين يعانون (حتى العظم) من ضعف مادة المطالعة والتعبير في التعليم العام. ويزداد الأمر سوءاً عندما تتراجع قيمة الكتاب والقراءة أمام الغزو الهمجي للفضائيات والبليستيشن ومقاهي الخط السريع حيث سيمتلىء سوق التوظيف حد التخمة بأفواج من المتقدمين ثقافتهم ضحلة وأسنانهم دمرتها الشيشة ( يا الله لك الحمد)!!
عدم القدرة على الخروج من عقدة (الواو) وتصور ان الأمور تحل والوظيفة تأتي بالعلاقات الاجتماعية والاتصالات الشخصية والجهود الذاتية (بنسبة 100%). صحيح ان الواسطة مرض اجتماعي مستفحل ولكن ليس كل الشركات تنقصها أصول الادارة الاحترافية أو الأساسيات العلمية للتوظيف.
طغيان البراءة والاستجداء على سلوكيات المتقدم. من الملاحظ ان مجتمعنا يغرس في أبنائه الاعتماد على الآخرين والبراءة في التعاملات الاجتماعية فانعكس ذلك على تصرفاتهم وحظوظهم في سوق العمل.
عدم التوفيق في اختيار الشركات والمؤسسات التي يتقدم لها طالب الوظيفة والاصرار العنجهي (وليس المنهجي) على وظائف معينة لا تتناسب مع مؤهلات وقدرات طالب العمل. يعني بكل بساطة العنوان خطأ ولا لوم على البريد!!.
هذه بعض الملاحظات عن الأخطاء التي يقترفها المتقدمون للوظائف ولعل في التخلص منها طريق سريع الى سعودة أكبر.
|
|
|
|
|