| الثقافية
«خاطرة في ختام عام الف واربعمائة واحدى وعشرين من الهجرة»
وينتهي العام.. ينظر الينا نظرة وداع. وفي نظراته كلمات تلو الكلمات، تعيدنا الى الامس القريب.
وتستشرق بنا غد الاماني.. ومستقبل الامل الجميل.
وينتهي العام انقضت ايامه بعد مشوار عطاء.
عاش الانسان به لاهثاً خلف امانيه العظام. يسابق الزمن السريع، ويقاوم المستحيل الذي ينتظره في تضاريس الحياة.
ينتهي العام.. عبر لحظات لم نكن ندري انها كانت تعيش معنا لكي تسرقنا حياتنا.
رغم معرفتنا بطبع الليالي والايام التي لا تحفظ الميثاق والعهود ولكنه الزمن الذي يجري بنا بين ادق النهارات وحلم الليالي.
يودعنا عامناالراحل، ينظر الينا، وفي نظراته الف كلمة وكلمة تحفر في اعماقنا (الندم) على مذكرات حياتنا الماضية، وعلى آمالنا اليائسة، وعلى حقول الجفاف التي ذبلت قبل اكتمالها، وعلى دروب الاحلام التي انتهت قبل ان تبدأ.
يودعنا وفي نظراته الف معنى ومعنى يشعرنا يخطر الزمن الذي يسلب منا حياتنا دونما يقربنا الى مولانا عز وجل، ودونما استغلال للحظات العمر التي تنقص من اعمارنا وتدنينا من آجالنا.
يودعنا، وفي نظراته خطاب عتاب صادق لبني البشر في هذه الحياة.
الذين عمروا الارض، ولكنهم ملؤوها بؤساً وشقاءً وعناء.
حينما اضاعوا مبدأ الانسانية العادل.
وحينما جهلوا السبل التي تربطهم بالنور وعقيدة السماء، فعاشوا في تقاتل وتنافر يبحثون عن البقاء، متناسين المنابع الاسلامية الاصيلة التي تبث في ارواحهم معنى الفضيلة والسلام ومثالية الانسان.
وها قد ودعنا هذا العام الذي انقضى بكل افراحه واتراحه.
يودعنا وفي وداعه معاتبة المحب ومناصحة المشفق ومودة الايام.
من اجل ان نحاسب النفس، ونقيم المسير الذي تواصل به امتنا مشوارها الطويل نحو الغاية والهدف.
ومن اجل ان نستشرف الغد الآتي والعام الجديد بثقة الانسان، وباشراقة تدعونا جميعاً الى العمل والبناء والتعاون.
عبدالله زبن البدراني
الرس
|
|
|
|
|