| مقـالات
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيزالشهر الماضي في مدينة ابها ندوة حول الإعلام والسياحة نظمتها جامعة الملك خالد، والحقيقة غير القابلة للنقاش هي أنه اذا كان الإعلام يمكن ان يشكِّل أحد أهم العناصر في كل مجالات الحياة الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية فإنه يعتبر العنصر الأساس في كل ما يتعلق بالسياحة وشؤونها.
إذ إن هناك علاقة متلازمة بين الإعلام بوسائله التقليدية والحديثة والسياحة بأنواعها: الدينية والترفيهية والعلاجية والتسوقية والتراثية.. حيث يلعب الإعلام المسموع والمقروء والمرئي وحالياً الإلكتروني دوراً مؤثراً في التعريف بمكان السياحة وطرق الوصول اليه والتكاليف المادية للسفر وللإقامة فيه والخدمات التي يمكن ان يجدها السائح قبل وبعد واثناء فترة سياحته.
إعلام اليوم هو المعلومات والإعلام الناجح هو الذي يقدم للمتلقي المعلومات الصحيحة والدقيقة والسريعة حول موضوعات كانت مجهولة او غير معروفة للمتلقي قبل ان يوضحها ويشرحها الإعلام.
والسائح في الغالب يجهل الكثير من المعلومات عن بعض الاماكن التي قد يرغب أن يزورها بقصد أي انواع السياحة، بل ان بعض المواقع السياحية الجميلة والتي تتوفر فيها كل انواع الخدمات التي يحتاجها السائح وبأسعار متهاودة قد يجهلها الكثير من الناس الباحثين عن أماكن سياحية لا لشيء إلا لقصور في الاهتمام بالجوانب الإعلامية من قبل القائمين على تنظيم الفعاليات السياحية. ترك الأعمال تتحدث عن نفسها شعار يمكن رفعه في أي شيء غير المجالات السياحية، إذ إنها تعتمد أولاً وقبل كل شيء على الإعلام بوسائله ورسائله، وعندما نتحدث عن الإعلام فإننا نعني الإعلام المعلوماتي والبعيد عن الدعاية والإعلان واللتين قد تحتويان على معلومات غير دقيقة. لا يمكن أن نتحدث عن سياحة ناجحة ما لم ندعمها بإعلام ناجح، ولكن في نفس الوقت فإن هناك العديد من مستلزمات وأساسيات نجاح السياحة التي لا بد منها قبل الإعلام. لأن الإعلام وحده لا يمكن أبداً أن يصنع سياحة ناجحة. حتى ان الإعلام يمكن أن يفقد مصداقيته اذا تحدث عن مكان سياحي تتوفر فيه كل الخدمات السياحية وذهب اليه السائح معتمداً على ما نقلته له هذه الوسائل ووجد أن ما نشرته الوسائل والرسائل الإعلامية من معلومات غير صحيح وتنقصه الدقة.
بل إن الإعلام بوسائله ورسائله قد يكون له اثر عكسي على السياحة فإذا تحدث او كتب أحد المسؤولين عن السياحة في بلد معين وأعطى معلومات اكتشف من زار هذا البلد عدم وجودها، فإن الصورة السلبية تبقى في ذهن المتلقي حتى لو تم تحسين المنطقة السياحية وتطويرها، إذ تبقى الصورة الذهنية لكل ما يقدمه هؤلاء المسؤولون بأنهم غير صادقين وغير دقيقين فيما يقدمونه من معلومات عن السياحة عبر وسائل الإعلام.
إذا توفرت في منطقة سياحية كل أساسيات السياحة وفي مقدمتها الخدمات التي بينها خدمات النقل والإقامة والتغذية والاتصالات والمواصلات حينها فقط نبحث عن الإعلام ليتولى التعريف بهذه المنطقة السياحية لجذب السياح إليها وليس العكس كما قد يتصور البعض.
|
|
|
|
|