أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 6th April,2001 العدد:10417الطبعةالاولـي الجمعة 12 ,محرم 1422

مقـالات

بوح
عصر الاتصالات
إبراهيم الناصر الحميدان
اعتلت الاتصالات المرتبة الأولى في سلم الخطوات المتسارعة لفتح علمي جديد إذ بمجرد ان نصبت الأجهزة فوق الأقمار الصناعية تحت التجربة حتى تتالت وسائل استخدامات هذه الخطوة العلمية رغم ان البداية كانت لأغراض عسكرية استخباراتية حين كان القطبان يتباريان في اقتحام شعوب العالم في خلافاتهما العقائدية بينما كانت ومازالت تلك الشعوب تكافح من أجل لقمة العيش بصرف النظر عن المسميات والشعارات التي ترفعها تلك القيادات وقد اتضح بعد اكتشاف الحدود ان الشعوب المغلوبة على أمرها ولا سيما في الكتلة الشرقية كانت تدفع الثمن غالياً حتى تستجيب لهرطقة قياداتها التي كانت تعيش في حرير الاصفاد من حولها فقراً ومرضاً.
لن ندعي كما كنا نفعل في السابق ان لها مساهمات بارعة في هذه الخطوات الجبارة لاكتشاف الفضاء سوى اختيار ذلك الرائد الشاب «الأمير سلطان بن سلمان» وما عدا ذلك اخذنا نتفرج ونحاكي بتخبط، فأحضرنا الأجهزة بأثمانها المرتفعة وزرعناها في المنازل ما بين القمم وداخل الغرف المغلقة حتى يقال بأننا نستخدم أحدث أدوات العصر رغم ان تلك الخطوة إنما كانت بدوافع الترفيه والترف في الغالب حيث ان التصاقنا بالعالم صراحة لم يكن لأهداف علمية وثقافية بدليل الاستخدام العشوائي وليس لنفتح آفاقاً جديدة في أذهاننا المغلقة على التقليد. والانتقاد الذاتي الذي نشعر بمرارة سلبياته قد يكون همزة وصل حتى نحسن التصرف ونكف عن العشوائية وصولاً إلى الايجابيات المطلوبة، حيث لا ننكر بأن الموهبة لم تكن تنقص شبابنا بدليل اننا نعثر في خبر صحفي سريع على التوصل إلى اكتشاف رغم محدوديتها فهي تنطوي على قدرات مستقبلية تحتاج فقط إلى الرعاية والتشجيع وهو ما نفتقده ولا نضع له أي حساب ونتمنى ايجاد صندوق للموهوبين مع ان الدول العظمى تخصص له «الابحاث والاكتشافات» ملايين الملايين من الدولارات سنوياً وعلى رأسها اكبر دولة صناعية في العالم وهي اليابان، ومازال التيار المحافظ لدينا يطالب بتحطيم هذه الأجهزة المضرة لا التفكير بتوسيع الاستفادة منها في مجالات أرحب على مبدأ: ايقاد شمعة خير من انتشار الظلام.وهكذا نصطلي بنار الجهل ولا نجيد استخدام مكتشفات التبريد، مع ان العقول المفكرة لا تنقصنا ولكنها متواكلة تؤثر السلامة على مقارعة الحجة بالدليل القاطع. هل هو الخوف يا ترى يهيمن حتى على عقول النخبة؟ السلبية داء وبيل يحطم القدرات ويفتت الوعي وما لم تشجع المواهب بتخصيص هيئة علمية لاستيعابها سوف نبقى مستوردين اتكاليين إلى الأبد.
وإذا كنت معذرة قد ابتعدت عن عنوان هذه الخاطرة، فما ذلك إلا لكوننا اخترقنا جوانب اساسية في مضمونها حيث ان استعمالنا لأجهزة الاتصالات الحديثة وعلى رأسها الإنترنت مازال لا يعطينا ايجابيات فوائدها بدليل انها دفعت بأبنائنا إلى العزلة في غرف مغلقة يمارسون عن طريق تلك الأجهزة ما لم يوسع من مداركهم أو يضيف معلومات تزيد من أرصدتهم العلمية والثقافية انما اختيارهم كان للجوانب السلبية مما أدى ذلك إلى الاحتماء بالعزلة حتى لا نكتشف اختيارهم، ومن سلبيات هذه الأجهزة الاتصالية انها دفعت كما نشرت الصحف إلى تصرفات طائشة ومؤلمة من بينها إقدام العديد من الشباب على الانتحار في اقطار متحضرة لخيبة أملها في امور راهنت عليها بمستقبلهم، ولست ادعو إلى منع شبابنا من الاستفادة من هذا الاكتشاف العلمي انما ارجو وضع رقابة اسرية على استعماله بحيث نختار المفيد الذي يرفع من مستوى الوعي لا الاكتفاء بالجوانب السلبية من البرامج التي يهيئها وهو موضوع يحتاج إلى وقفة مستفيضة سوف نعود إلى معالجتها في وقت لاحق إن شاء الله.
للمراسلة: ص.ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved