| محليــات
*
* الرياض واس:
أكد صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن وقوع بعض حوادث التفجيرات فى مناطق من المملكة لا يمثل تراخيا أمنياً وأن هناك مبالغات فى تناول مثل تلك الحوادث التى تقع فى أنحاء العالم بشكل يومي .
وشدد سموه فى حديث موسع أجرته معه هيئة الاذاعة البريطانية وأذاعته بعد ظهر امس الأول على أن الامن يحتل مرتبة متقدمة من اهتمام الدولة والمواطن .
وذكر سموه أن المملكة العربية السعودية مع الاجماع العربي وتسخر جهودها لتعزيز رسالة التضامن والسلام والعلاقات الودية وتبذل ما تستطيع من أجل أمة عربية عزيزة كريمة تسهم فى الاستقرار والسلام لشعوبها والعالم.
وأوضح سموه أن تعليقات صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بشأن اللجنةالتي شكلتها القمة العربية برئاسة الملك عبدالله الثاني ملك الاردن لمتابعةالحالة بين الكويت والعراق لا تخرج أبدا عن سياسة المملكة المعلومة لدى الجميع.
وأكد سموه أن المملكة معنية بقضية العراق مثلها مثل جميع القضايا التي طرحت أمام القادة العرب.
وقال سموه « ان المملكة مع الشعب العراقي ويهمنا أمره فهو شعب شقيق وما يعيشه لا يسرنا ... ولكن لابد من السؤال عن المتسبب فى هذه المشكلة » والسؤال المهم ليس عن النتائج ولكن عن الاسباب .. فالنظام العراقي لا يزال يردد تهديداته ويرفض مد يده لكل من يعتزم اعادته إلى جادة الصواب » مشيرا سموه إلى أن الطلعات الجوية على العراق تتم من خارج أراضي المملكة . ووصف سموه حوادث التفجير التى تبعها احتجاز عدد من البريطانيين وغيرهم بأنها ليست ذات حجم كبير وأنها لا تمثل سيلا للدماء .. وذكر سموه أن هناك سيلا لدماء بريطانيين اثنين أو ثلاثة أحدهم توفي ولكن الذى أسال الدماء هو من نفس جنسية الرجل المقتول والمصابين بالاضافة إلى رجل كندي واخر بلجيكي .
وأضاف سموه : هناك مبالغات ومثل هذه الامور تحدث يوميا فى أكبر وأصغر مدن العالم .
وعزا سموه ظهور مرتكبي تلك الجرائم على شاشة التلفاز وهم يدلون باعترافاتهم إلى ضرورة اظهار الحقائق وقال سموه « من المفروض والطبيعي أن يعرف المواطن السعودي حقيقة الامر ... فالمواطن السعودي هو الذى يهمنا بالدرجة الاولى ولا بد أن يعرف أن مثل هذا العمل ليس من صنع المواطن السعودي ولا من يتهمه الاعلام العالمي فى كثير من الاحيان بأن العرب والمسلمين هم وراء الارهاب ... وهناك سوابق فى هذا ونتعامل مع هذه القضايا ونحيط الرأي العام بكل التفاصيل.مشيرا إلى أن المتهمين قد اعترفوا وأن القضاء سيقول كلمته بكل عدل وانصاف بما يوافق دستور المملكة العربية السعودية .
ونفى سموه صحة تقارير تشير إلى أن السلطات السعودية تمنع ممثلي سفارات المحتجزين من بريطانيين وغيرهم عن رؤيتهم أو التحدث اليهم وقال سموه « ان سفراء تلك الدول فى المملكة العربية السعودية يعرفون تلك الحقيقة » وأنا أستغرب أن يقال شيء ليس بحقيقي . وأكد أن وقوع بعض حوادث التفجير في المملكة لا يمثل تراخيا أمنيا وقال سموه « ما حصل فى المملكة ليس بشيء شاذ عما يحصل فى باقي دول العالم وكل عواصم العالم 00 بل ان ما يحدث فى الدول الاخرى أكثر بكثير من ذلك وقد يكون بشكل يومي » .
وأضاف سموه « ان المملكة بلاد واسعة وبها أكثر من مائة جنسية ولا يمكن اعتبار ذلك تراخيا أمنياً لأن الامن يحتل مرتبة متقدمة من اهتمام الدولة والمواطن ... وما حصل ليس شاذا » وأبدى سموه استغرابا من تضخيم الامور عندما يتعلق الامر بالمملكة أكثر مما يحدث في أي دولة أخرى .
وقال سموه في معرض تعليقه علي تصريحات أمريكية تربط بين ايران وحادث التفجيرات الذي وقع في مدينة الخبر قال «ان المملكة دولة كبري ولا يمكن لأحد أن يملي عليها ما تفعله أو ما تقوله».
وأضاف «علاقتنا مع ايران علاقة متميزة تحكمها عوامل الجوار والمصالح والاخوة الاسلامية ولا يمكن أن يترك للآخرين تحديد مصالحنا فنحن أعلم بها». وأوضح سموه أن التنسيق الأمني مع ايران يدخل في مصلحة الدولتين مشيرا إلى أنه سيقوم قريبا بزيارة لايران حيث تبحث الامور الأمنية وأي أمر يهم البلدين والمنطقة وكذلك سيتم توقيع اتفاقية أمنية بين المملكة وايران. وأفاد سموه بأن التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة الامريكية ينبعمن مصالح المملكة التي لا تأخذ رأي أحد في مصالحها .
ورفض سموه تسمية دول مجلس التعاون بدول الجوار عندما سئل عن التحركات التي تشهدها تلك الدول نحو التمثيل الشعبي والبرلماني وقال سموه «ان دول مجلس التعاون دول شقيقة ونحن نتمني لها التوفيق والسداد ... وكل دولة لها ظروفها وما يناسبها» . وأضاف سموه «أن المنصف يعرف تماما التطورات التي حدثت في المملكة ... فهناك تحديث سياسي متكامل وأنظمة للحكم والمناطق والشوري وكلها تلقى قبولا من شعب المملكة ... ونحن لا نجادل أحدا ولا نفرض على أحد أي نوع من الاختيارات ... لنا طريقتنا ولنا طريقنا نأخذه عن قناعة» وتابع سموه يقول «تحديث المملكة سياسيا يسير في الطريق المرسوم له وفق قناعات المواطن قبل الحكومة ... وتطورنا السياسي لا يملي علينا وينبع من قناعة تمليها علينا مصلحة المملكة ... ولسنا حكما فيما يراه الآخرون فكل دولة لها سيادتها وطريقة تحديثها السياسي والاجتماعي». ومضي سموه يقول «في مفهومنا أن للديمقراطية مقاصد وأغراض من أهمها تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين واستقلالية القضاء واحساس الانسان العادي أن قنوات المسؤول مفتوحة ومتاحة». ورأي أن التجربة التاريخية لاي مجتمع وجذوره التاريخية وأطره الدينية ومحدداته الاجتماعية هي التي تحدد طريقه نحو تحقيق تلك المقاصد وقال «هذا بفضل الله قد تحقق لنا « والمهم هو الاهداف الكبري وليس الآليات ... وكم تجربة بدأت باستعارة الأليات الغربية ثقافيا وانتهت بالفشل.» وفي معرض اجابته علي سؤال بشأن تمثيل المرأة في مجلس الشوري بالمملكة تساءل سموه لماذا يجعل من المرأة قضية سياسية وقال» المرأة ليست قضية سياسية ولكنها موضوع اجتماعي أو مجتمعي بالأصح تحكمه المحددات الثقافية للمجتمع... والمجتمع السعودي طبيعي مثل بقية المجتمعات موقع المرأة فيه مثل موقع الرجل ... والحقوق المدنية للجميع وطبيعة النظام هي نتائج تجربة اجتماعيةوأطر ثقافية وتنطلق من قناعات دينية وعقدية ». وأضاف «أن المرأة في الاسلام لها حقوق وكينونة سبقت بها تجارب كثيرمن تجارب الدول الاخري ... والمجتمع ينمو وتجربته تنضج وتفاعله مع مستجدات العصر تتراكم والمرأة جزء من هذا الكل ». ودعا سموه محاورته إلى الحديث مع المرأة السعودية ... المرأة ربة البيت ... المرأة الطبيبة « المرأة الداعية الاسلامية » المرأة الاستاذةالجامعية » والمرأة في أدوارها الاجتماعية المختلفة في المملكة .
وسئل سموه عن تكهنات بشأن اعادة تنظيم الحكم في المملكة فأجاب بأن ليس كل ما يقال حقيقة وأنه ليس هناك واقع لتلك التكهنات التي وصفها سموه بأنها غيبيات وأمور سهلة التداول للاثارة .
وقال سموه «ان ذلك ليس بصحيح ومثل هذا التساوءل يؤكد حقيقة عدم معرفة الآخرين لطبيعة التكوين السعودي وعدم المعرفة بالنهج الذي يحكم العلاقات داخل القيادة» . وشدد سمو وزير الداخلية على أن المملكة بفضل الله تدير شؤون الحج على أعلى مستوى بما لديها من خبرات ودراية . وتطرق سموه إلى الحادث الذي وقع خلال موسم الحج المنصرم عند جمرة العقبة فقال: نسبة ما يقع من حوادث في موسم الحج يعتبر أقل نسب الحوادث التي تقع في أى تجمع أو حشد بشري ... فالحج هو من أكبر ان لم يكن أكبر تجمع بشري على مستوى العالم خاصة من منطلق محدودية الزمن والمكان وتنوع اللغات والثقافات ... والحشود البشرية لا تخلو من الحوادث عادة طبيعتها مثل طبيعة المدن الكبرى أو السير في الطرق السريعة أو السفر جوا .. ولكنها أمور لا يمكن لأي جهد بشري أو تخطيطي أن يجعلها خالية من الحوادث تماما. وأضاف : أن الحج مبني على خبرات سنوات طويلة وعلى خلاصة علم وتجربة وممارسة من قبل مهنيين ومرموقين في مجالات النقل والتنظيم والادارة والمعلومات ... وهذه كلها تجارب وخبرات ترتكز على التقنيات المتاحة في العالم في الوقت الذي نعيشه الآن ... ثم تعامل الحاج مع التجهيزات التي تهيئها المملكة وهي تقتضى حاجا واعيا مدركا. وأضاف: سموه أن للدول الاسلامية مسؤولية مباشرة حول توعية حجاجها بيئيا وصحيا ونسكيا .. وهذا نشاهد أثره في أداء الحجاج الذين يفدون من الدول التي تعنى بالجانب التوعوي ... وهذا ما يجب أن تتوجه به خبرات المعنيين بالحج في كل دولة اسلامية ... والمملكة تدعم كل جهد ومبادرة توعوية على مستوى العالم الاسلامي. وكرر سموه أن أي تجمع بشري يمكن أن يشهد أكثر من الحادث الذي وقع خلال موسم الحج المنصرم وقال سموه: المملكة لا تنقصها الخبرة والدراية في هذه المناسبات ... بل نحن نصدر هذه الخبرة إلى جميع العالم الاسلامي ... نحن لدينا في الحج تجمع بشري أكثره من الطاعنين في السن وبعضهم مرضى وبالتالي حدوث مثل هذه الأمور متوقع ... والحقيقة وبشكل واضح نحن على ثقة بالله وعلى ثقة بقدراتنا ولا نقبل أن يشاركنا أحد في هذا الامر.
وخلص سموه إلى القول:
أثق أن المنصفين سواء في العالم الاسلامي أومن يتابعون الحج يعلمون أن قدرتنا ولله الحمد على أعلى مستوى .
|
|
|
|
|