| الثقافية
يقول الشاعر الإسباني الكبير رفائيل البرتي:
«نحن الشعراء ... علينا أن نكون شعراء عصرنا
نحن نقسم أن نكون، أن نكون
دائما وأن نوجد ...أن ننشر العالم كله، بما هو
ضروري وعميق وصادق.. ان نبني كل ما هو انساني
ان نصنعه من جديد ...ومن جديد نخلق شعرا
حادا كالسيف أحيانا رائعا ..كالزهرة
بما أنه قد حكم علينا أن نعيش
بين الزهرة والسيف»
عبارات بسيطة كاللون الأبيض، مفرحة كفرحة قدوم يوم الأربعاء عند طلاب المدارس، جمل تتناول السيف والزهرة انها عبارات العصر والانسان!!
عندما نمارس لغة الشعر.. ولغة الكتابة يتدفق في بيضاء الورقة صوت ينادي بالصدق والحق.. لهذا قال الشاعر العراقي بلند الحيدري: الشاعر في الوطن العربي إما كاذب، أو صامت، أو منفي، وهكذا من يتعامل مع القلم.. يفكر دائما بلغة يخرج بها من دائرة الصمت.. ومن دوائر الانزلاق في بطون أودية الضياع بمفهومه الشامل و«الكامل»!!
أتذكر قصة رمزية تقول: ان ضفدعتين أقامتا في بركة ماء، وعندما جفت مياه البركة تحت وطأة حر الصيف تركتا البركة، وقامتا سويا بالبحث في مكان آخر لسكنهما. في أثناء بحثهما مرتا ببئر عميقة بها كمية وافرة من الماء.. وعندما أتاها قالت احداهما للأخرى (دعينا نهبط ونقطن في هذه البئر فإنها سوف توفر لنا المأوى والمأكل)!
فقالت الأخرى بكثير من الحذر (ولكن لنفترض ان الماء قد خذلنا فكيف يمكننا أن نخرج من هذا العمق مرة أخرى)؟!!
عليك أن تفكر بالخروج من الكتابة قبل الدخول فيها..!!
فالمحاكاة سهلة ويسيرة.. هكذا يقولون.. ولكن كيف تحاكي البحر.. وسلوا (البحر الضخم) عن عذوبة الموج وطراوة اللغة المائية!! لا تبق في الشطربين الرمل والماء.. فالوسط تعني (عدم الرؤية) ولا يغرنك تقلب الذين توسطوا.. في وسط الأمور.. وبخاصة شاعرهم القائل:
عليك بأوساط الأمور.. فإنها
نجاة ولا تركب ذلولا، ولا صعبا!! |
فالوسط تعني (ادخار الجهد).. فالمتنبي يقول:
ولم أر في عيوب الناس (عيبا)
كنقص القادرين على التمام |
وقائل آخر وهو أبو فراس الحمداني يقول:
ونحن أناس (لا توسط) عندنا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر!! |
ويؤكدالمتنبي قوله وفكرته بقوله:
إذا غامرت في شرف مروم
(فلا تقنع بما دون النجوم) |
لماذا؟ يقول المتنبي:
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم!! |
أليس الموت واحد.. أظن ذلك.
ALARFAJ@Hotmail.com
|
|
|
|
|