| الثقافية
* مع اطلالة هذا العام الهجري الجديد سألت نفسي ماذا يريد رجال ونساء وأطفال العرب من هذه القمم العربية التي بدأت تكون (متتالية)، وكنت لحظتها أقرأ تصريحا اسرائيليا يقلل من القمة العربية الأخيرة في عمان وبجانبه (فيتو) أمريكي ضد قرار يدين اسرائيل، وتذكرت ان مشكلة هذا العالم تكمن في (الرغبة في السيطرة)، هكذا فقط، منذ بدء الخليقة وحتى هذه اللحظةومشاكل الأمم مع بعضها البعض والدول مع بعضها البعض والشعوب مع الحكومات ومشاكل الانسان مع الانسان مهما كانت الصلة بينهما تعود الى هذه الرغبة العارمة لدى الجنس البشري في السيطرة وربما تبدأ هذه الرغبة بالغيرة التي تكمن في الذات الانسانية تجاه الآخر، بسبب انعدام القناعة التي تخلف الرغبة في الاستحواذ على كل شيء، كل تلك الحروب التي خلفها التاريخ على مستوى الأمم وعلى مستوى الأفراد سبقتها نظرات (قططية) صارمة، ولابد أن يكون هناك ضحية في البدء لكن الجميع خاسرون في النهاية، وقديما قيل:(القناعة كنز لا يفنى) ولكن للأسف مثل هذه الأمثال تقابل بالكثير من السخرية والقليل من الاحترام، ولهذا نجد الآن أصحاب القناعة أكثر هدوءا واستقرارا واحتراما لأنفسهم ولكرامتهم ولأخلاقياتهم الانسانية التي ترفض التطاول على الآخر، والقناعة التي نتحدث عنها ليس لها علاقة بالطموح الانساني الذي يفترض ان يكون دائما في قمة توهجه لدى الانسان لتطوير ذاته على كل المستويات.
ليست (الغيرة) فقط و(حب السيطرة) لدى الانسان ليس كل انسان ما يستحق الكتابة عنه، لدينا الحب والعمل والفقروالغنى والمرأة والرجل والعلاقة الملتبسة دائما بينهما، وجميعها مواضيع تستحق الكتابة، لكن ماذا يدفعك للامتثال لأمر الكتابة، لقد قال الكاتب العربي المعروف محمد زفزاف:«لا أعرف جدوى الكتابة ورغم ذلك مازلت أكتب منذ 30 عاما»، وهذا يذكرني بهذه الزاوية حين بدأت عام 1415ه، فلم أتوقع أنها سوف تستمر لأكثر من عامين، رغم أنني من عشاق الاستقرار والهدوء، لولا التعامل الحضاري من فريق العمل في هذا الملحق الثقافي وعلى رأسهم الأستاذ الكاتب ابراهيم التركي الذي أوجد مناخا ثقافيا مميزا بحشد الجهود واستكتاب الأقلام الأدبية التي ما زالت تواصل العطاء وأخرى توقفت مؤقتا ونأمل عودتها مرة أخرى وبالذات الأدباء محمد العلي وعلي الدميني وسعد البازعي وغيرهم، والميزة التي يتصف بها المسؤولون عن هذا الملحق الأدبي الجاد هي ميزة تتفق مع المبادئ الطبيعية المعروفة في العمل اذ يمنحونك مساحة للكتابة ولا يتدخلون فيها اعتباطا لاثبات السيطرة أو الوجود فقط مثلما يحصل من بعض مشرفي الصفحات في صحفنا المحلية، وهذا ما جعل هذا الملحق يسير الى الأمام باستمرار، ملحق ثقافي منوع يشارك فيه الكتاب والكاتبات بكل توجهاتهم المختلفة، أقل رسمية وأكثر تفهما لتباين وجهات النظر، وسوف يظل هذا الملحق اضاءة انسانية وثقافية على رجاء استمرار منهجه بتكريم الرواد والمميزين في حياتنا الأدبية والثقافية بشكل عام، وربما هذه الأشياء من أهم الأشياء التي جعلت هذه الزاوية تكمل ستة أعوام ونصف العام بمعنى قرابة (80) شهرا، أو (320) أسبوعا، ومع حذف بعض التوقفات تصبح (300) أسبوعا، وبعد مراجعة مواد الزاوية وجدت أنها تضمنت قرابة (100) نص أدبي، و(100) مقالة نقدية أو انطباعية حول نصوص وكتب أدبية، و(100) مقالة مفتوحة على قضايا مختلفة. وأغلب نصوص المجموعة القصصية الخامسة التي هي على وشك الطبع الآن نشرت في هذه الزاوية بالاضافة الى أجزاء من النص القصصي الطويل الذي هو قيد الطبع أيضا الآن، أيضا ساعد على استمرار هذه الزاوية نصوص وكتابات مهمة كان من بينها (عالم صوفي) لجوستاين غاردر، و(الحب في المنفى) لبهاء طاهر، و(شرف) لصنع الله ابراهيم، وغيرها من الكتب الفكرية المهمة والأحداث الثقافية والسياسية العربية، لكن احتجاز نادي جدة الأدبي لكتابي القصصي (أظافر صغيرة وناعمة) لمدة ثلاث سنوات قبل طبعه كان من العوامل المحبطة التي تجعل الكاتب يكون في المستقبل أكثر حذرا حتى لا يسقط على أحد جانبي طريق الكتابة سهوا، وهذا ما حدث في بداية حياتي مع الكتابة حين هجرت هذا العالم قليلا الى حريتي الشخصية حيث الأصدقاء والتسكع والسفر لكني لم ألبث أن عدت مجددا لهذا (العود) الرائع.. الكتابة.
* البقية الأسبوع القادم.. (كتابة أخرى).
* فاصلة شعر من محمد صالح (مصر):
* أتذكر أنني في السجن،
لمرات لا أذكر عددها،
أتذكر السكينة التي أشعر بها،
بعد أن ينصرفوا جميعا،
أشعر كأنني فقدت كل شيء،
أسمع وقع خطواتهم على أرض العنبر،
وأسمع الأبواب،
تغلق واحداً بعد الآخر،
وأفعل ما يحلو لي.
للتواصل: ص.ب(7823) الرياض (11472)
FAHDATEQ@HOTMAIL.com
|
|
|
|
|