| مقـالات
* قبس:
( لم نستطع قط الاتفاق على ما هو الجمال على نقيض الدمامة التي تجر اتفاقاً اجتماعياً)..
حكمة فرنسية
***
في الوقت الذي تموت في هذا العالم امرأة كل دقيقة عند الولادة بسبب سوء التغذية وضعف الخدمات الطبية أو تحديداً نصف مليون امرأة تتوفى كل سنة بسبب تعقديات ناجمة عن الحمل يمكن تفاديها نجد بعض المطبوعات تهتم باستحداث ما هو غريب وشاذ عن مجتمعنا وكأنها تهتم بقضايا المرأة.
إن أحدث دراسة صدرت عن مديرية الأمن العام في الأردن توضح ان مجموع جرائم العنف التي ارتكبت ضد المرأة عام 1997م بلغت 486 جريمة توزعت بين الخطف والايذاء البليغ وهتك العرض والاغتصاب والقتل الخطأ.
ودراسة أخرى أجراها «عبد الوهاب 1994» توضح ان نسبة العنف الموجه للزوجة 66.6% من مجموع مجتمع الدراسة وتمثل هذه النسبة أعلى نسبة مقارنة ببقايا ضحايا العنف الأسري.
كما انه في عام 1998 كان العنف السبب العاشر لوفيات النساء ما بين 15 و 44 سنة في العالم.
كل هذه الاحصاءات لا تشكل أهمية بالنسبة لمجلة شعبية تهتم بتنظيم مسابقة لاختيار ملكة جمال السعودية مدعية أن المرأة السعودية استطاعت ان تنافس فتيات الفضائيات فينظم لجمالها المسابقات!!
انني أنعى زمناً لم يعد فيه الاعلامي سواء أكان محرراً أو رئيس تحرير يعي الدور المنوط به والمسؤولية الملقاة على عاتقه الا القليل من هؤلاء.
صحيح ان الصحافة لها بريق مبهر والأضواء فيها ساحرة ولكن أمام الله الصحافي مسؤول بما منحه الله من اداة للتعبير مسؤول عن كل حرف كتبه.
لا أعلم كيف استطاعت الفتيات السعوديات الاشتراك في المسابقة هل كن في غيبوبة فكرية؟!
والى أي مدى كانت الرقابة الأسرية موجودة لتستطيع إحدى وسائل الاعلام ان تدفع بالفتاة الى طريق لا ينبئ بخير؟!
أين الأسرة عند ذهاب الفتاة واشتراكها في هذه المسابقة؟!
هل ينشغل الأب ويسافر كثيراً؟
هل تخرج الأم كثيراً لاجراء الواجبات الاجتماعية اذن ضاع الجيل المؤمل به مستقبلاً!!
بقي ان أقول ان ملكات جمال العالم ترصد لهن حين الفوز مبالغ مالية ليخدمن المجالات التي لا تخفى على أحد في المجتمعات المختلفة فما الذي رصدته تلك المجلة؟ والى أين نقولها بألم لملكة جمالنا هذا العام؟!
غير اني أشيد بالعقاب من قبل المسؤولين والذي هو رادع لأي مطبوعة تستخف بعقل القارئ وتدعو الى سلوكيات غريبة عن مجتمعنا.
HTTP://NAHED.NET
|
|
|
|
|