| مدارات شعبية
ü كلما حلّقتُ في اجواء قصيدة فاتنة هائماً في جماليات سحر مفرداتها العذبة.. واخيلتها الجريئة.. وصورها الجديدة.. وقافيتها البكر.. تراقص أمام ناظري سؤال شقي لايلبث ان يتحول الى هاجس شهي يطاردني في كل اللحظات اينما رحلت اوحللت.. وبإلحاح شديد!! هذا السؤال أحبة الحرف يقول:
ü ماذا لو كان الناس.. كل الناس شعراء «قول وفعل!»؟!
الإجابة عليه صعبة وبعيدة المنال بطبيعة الحال كون ذلك ضرباً من المستحيلات! لكن الانسب هو التفكير في وجود اناس الشعر يسكن كل ذرة من أجسادهم ويتعاملون مع الآخرين بسلوكيات تدور في فلك الكلمات المحلقة والمشاعر الانيقة حيث يحبون لغيرهم مايحبون لانفسهم فلا يُجرحون ولا يُجرحون!
ü فنحن نصادف ليلاً ونهاراً وجوهاً كثيرة بعضها يشدك والبعض الآخر يصدك والنوع الثاني هم الذين نتمنى عليهم ان يجتثوا من قلوبهم هداهم الله كل شجرة او شجيرة عامرة بالشوك وغير حالمة لتتحول الحياة التي نعيشها معهم شئنا ام ابينا الى خيمة من السحب الندية التي يكسو ظلالها وخيرها حديقة غناء لا يتردد فيها الا اصداء اصوات البلابل والعصافير الملونة!
ü نعم الكثيرون مفتونون بالشعر لكنهم للاسف لا يتعاملون به مع غيرهم، الكثيرون تجار كلمات رائعة لكنهم لايستخدمونها في حياتهم حتى مع اقرب الناس اليهم مثل الورود الاصطناعية جميلة بيد انها بلا طعم ولا رائحة وبمبادرة ادق شعبية «خلاخل والبلا من داخل!!»
ü وعلى الرغم من كوننا امة شاعرة كما يقال الا ان قلة منا فقط مولعون بالشعر ويتمثلونه في حياتهم اليومية.. ولذلك فاننا نصدم حينما نبتلي بمعرفة شعراء هم اكثر قسوة من غيرهم على المجتمع المحيط بهم لان جمال الشعر لديهم لايتعدى اطراف السنتهم ان لم تكن قلوبهم خالية منه تماما!
ü ليتنا جميعاً نلتقي على نهر الرومانسية النقي حيث المشاعر الصادقة واللطف واللباقة والتهذيب ومحبة الآخرين مهما اختلفنا معهم ليشعروا انهم يتنفسون هواء نقياً ويشربون ماءً صافياً ويقطفون ثمراً لذيذاً!
فلو كان الشاعر شاعراً ما صدرت من فيه كلمة نابية!
ولو كان الشاعر شاعراً ماظلم احداً!
ولو كان الشاعر شاعراً ما احب للآخرين ما لا يحبه لنفسه!
ü ثمة اسئلة اخرى تدور في ذهني الآن اتمنى معرفة حقيقتها:
هل هذه القصائد الراعفة عاطفة واقع ام خيال؟!
هل كل الشعراء يليق عليهم تاج الشعر؟!
وهل ما تقرأه من شعر جميل يعكس واقعنا الحياتي بامانة؟!
صدقوني اكاد اشك ان مجتمعنا منذ عصوره السالفة كان امة شاعرة!!
ولا اتجاوز الحقيقة اذا قلت: ان اثر الشعر في معظم الاحيان لايتعدى دفات الدواوين الشعرية والامسيات الحالمة! وخلاصة كلامي ان لاخير في شعر لايؤثر بمجتمعه وبقائليه ولا يتمثلونه في حياتهم اليومية! اعرف ان هناك من سيقول: لقد تجنيت على الشعر ولكن هذه الحقيقة على الاقل من وجهة نظري وللآخرين آراؤهم التي احترمها فما نجده في الواقع مجرد كف على وجه الشعر صباح مساء.
Kmk2002@maktood.com
|
|
|
|
|