| عزيزتـي الجزيرة
نظرة تعيسة نعايشها لما يسمى غدا من واقعنا المعاصر، سر هذه النظرة هو بقاؤنا على حالنا المزري وتذكرنا لأمجاد ماضينا ونحن مكتوفو الأيدي. «أو كلما أراد الشرقيون الاعتذار عما هم فيه من الخمول الحاضر قالوا : أفلا ترون كيف كان آباؤنا»ü.
البقاء على الحال أمر مطموس من قوانين هذه الحياة. وكما ان للطبيعة دورة فإن للأمم والشعوب دورات وتقلبات «فالأمة الواعية هي من تصنع التاريخ أما التاريخ فلا يصنع أمة».
لا أدعو لنسيان ماضينا وعظمائه الأفذاذ. الذين عاشوا في وقتهم وضحوا من أجل ما يسعون إليه ولكن «في زمانهم»، الكل يتشدق ويقول فعلوا وكانوا.. فإلى متى؟!!
لماذا لا تصبح أقوالنا فعلنا ونحن أبناء اليوم. وبذلك نكون قد حققنا تواصل المجد الرفيع كابرا عن كابر. لا ندري ما تخبئ لنا الأيام مستقبلا فقد نتجه للنهوض وقد يزداد الغبار علينا. وللأسف جميع النتائج تشير الى ان الوضع في وقتنا الحالي كما هو فلا مؤشر(أمبير) ارتفع ، بل هناك مخاوف ان تهبط بعض مؤشرات الرفعة قليلا.إن ما أبتلي به المسلمون من ترك العمل بالواجبات الشرعية والأوامر الربانية وترك العمل أيضا بالعلوم الدنيوية وعدم الاهتمام بها والكسل والخمول الذي يجتاحنا لهي أسباب خوفنا من غد، فمن قصر بالعمل أيا كان ابتلاه الله بالهموم. واللبيب يوقن ان غبار العمل خير من زعفران العطلة والراحة.لقد أخبرنا الصادق المصدوق بمبشرات تحدث عنها في شأن انتشار هذا الدين وأنه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، رضي بذلك من رضي وأبى من أبى.
إني أرغب: أن تكون تلك الأيام في زمننا هذا الذي نحن نعيشه لنواكبها ولننعم بالأمن العالمي الذي لا يمكن ان يتحقق الآن.. والجميع يدرك لماذا لنفعل أي شيء ولو بتمهيد الطريق لجيل يخرج من أصلابنا تكون النصرة وتحقيق المبتغى على أيديهم من أجل ان يذكرونا على الأقل بخير ويقولوا مُهد لنا وسرنا نحن. لا بد ان نرسم الخطى لكي تكون لوقع خطاهم نغما يردد لها الكون أميناü.
وفي الختام أرجو ان نكون قد قررنا ما نرجو من غد.
وليد بن أديب صالح
* لجمال الدين الأفغاني. * آمينا: أي استجبنا ورضينا.
|
|
|
|
|